دفتر يوميات مزرعة يعود إلي القرن التاسع عشر ألهم فوكنر معظم رواياته، هذا ما اكتشفته سالي وولف كينج الأستاذة الأمريكية المتخصصة في اللغة الإنجليزية. الباحثة أشارت إلي أن فوكنر كان يحاول صرف النظر طوال الوقت عن هذا بابتكاره مكاناً وهمياً أطلق عليه Yoknapatawpha، تدور فيه معظم أحداث رواياته "انحدار"، "الصخب والعنف"، "موسي"، "أبشالوم أبشالوم" وهكذا أصبحت هناك صعوبة بالغة في اكتشاف هذا المكان الذي بدا الملهم الأساسي لفوكنر، لأنه مكان خيالي في الأساس. كينج أجرت مجموعة حوارات مع أشخاص ذوي صلة بالكاتب الحاصل علي"نوبل"، من أجل كتاب تقوم بإعداده لجامعة"إيموري"، أحدهم الدكتور"إدجار ويجين فرانسيسكو" 79 عاماً، الذي كان والده صديقا لفوكنر.. وقد أخبرها كيف كان الأديب يزور والده باستمرار في"هولي سبرينجر" بالمسيسبي، وكان يطلع علي يوميات قديمة خاصة بمزرعة جده "فرانسيس تيري ليك" بالقرب من بلدة"سالم"، حيث تناول في يومياته عدة موضوعات حول عدد من الفدادين المحروثة، والطقس، و العائلة، وحياة المزرعة، وتطوّر الحرب الأهلية. كتبت كينج:"ألقيت نظرة عبر الصفحات الأولي لليوميات، وبدا كما لو أنني أقرأ من رواية (انحدار)" ". الدارسة بعد فحص نسخة من اليوميات البالغ عدد صفحاتها ألف وثمانمائة صفحة، أشارت إلي أنها اكتشفت الكثير من الأسماء و الأماكن والأحداث، التي ترددت عبر أعمال"فوكنر"، وتعتقد أن الكثير من أفكاره الرئيسية وموضوعاته وكذلك أشخاص رواياته، من الممكن جداً أن يكون قد استقاها من شخصيات حقيقية وردت في اليوميات:"اليوميات مكتوبة بخط اليد، بطريقة تعود للقرن التاسع عشر، من الصعب فك رموزها، ورؤيه سجل الحسابات استدعي إلي ذاكرتي علي الفور سجل الحسابات في روايتي فوكنر (انحدار وموسي)". وفي مقال نشرته بالطبعة الحالية من مجلة"أدب الجنوب"، تحت عنوان"ويليام فوكنر وسجلات حساب التاريخ" كتبت: "لفت انتباهي لأول وهلة قائمة لمبالغ مالية سددت لأفراد من العبيد، في تلك اللحظة لمست ما هو أشد قوة من الاعتبارات المقترحة بهذا الخصوص، أن دفتر يوميات تيري ليك ربما لا يكون فقط مصدر إلهام في تدوين سجلات بيع العبيد في(انحدار وموسي) بل مصدر إلهام لبقية أعمال فوكنر"! هذا الحدث أثار فضولها لطرح بعض الأسئلة علي فرانسيسكو: هل قرأت معظم ما كتبه "ويليام فوكنر"؟ - فأجاب ليس الكثير، هل سبق لك قراءة"انحدار" أو"موسي"؟ أجاب:لا، هل إطلع"فوكنر"علي تلك اليوميات في ذلك الوقت؟ أجاب:نعم. وقالت الباحثة لطلبة جامعة"إيموري" أن"فرانسيسكو":شاهد عيان علي الشهادة التي أحدثت فرقا"، لأنه دون معرفة أن الأديب قرأ اليوميات" سوف يكون غاية في الصعوبة الربط بينها و بين أعماله"، وأطلقت علي اكتشافها:"اكتشاف يحدث مرة واحدة في الحياة الأدبية"، و تعتقد أنه يمكن أن يحدث تغيير في مجال الدراسات البحثية حول فوكنر: "من الواضح أنه استقي منها أيضا الأعمال الأخري بما فيها الصخب و العنف، وإبشالوم إبشالوم". ودونت في ورقة أبحاثها:"نحن نعلم أنه استقي أعماله من مصادر متعددة ،لكن ذلك المصدر الذي لم يكن معلوما، هو الأوسع نطاقا، وأعتقد أن فوكنر كان شديد الاهتمام بدفتر يوميات المزرعة القديم، لأنه منحه معلومات وافرة حول شكل الحياة في المقاطعات الجنوبية، مما أتاح له الكتابة بأصالة حول الماضي" "سالي وولف كينج"بصدد نشر كتاب حول اكتشافها، تحت عنوان:"وليام فوكنر،وصداقة كادت تصبح منسية، ومذكرات ما قبل الحرب" في يونيو القادم.