ليلةً بعد ليلةٍ تلفُّ العتمة وجه الزنبقة التي تطبق أسوارها الخمسة حول نفسها، برفقٍ وعلي ثروتها من العسل، وعطرها، راضيةً بالوقوف هناك في الحديقة، ليست نائمةً حقاً، وربما، تقول بلغة الزنابق بعض كلماتٍ صغيرة لا يمكننا سماعها حتي وإن لم تكن الريح تهب في أي مكان، شفاهها شديدةُ الكتمان، لسانها مخبأ جيداً- أو ربما، لا تقول شيئاً علي الإطلاق لكن تقف هناك فقط بصبرِ النباتاتِ والقدِّيسين إلي أن تكمل الأرض دورتها ويصبح القمر الفضِّي الشَّمس الذهبية- كأنما الزنبقة كانت علي يقين بحدوث ذلك لأنها هي نفسها، أوَليست، صلاةً كاملة؟