نجحنا .. لقد دخلت المجال المطلوب ! استيقظت سهيلة علي تلك العبارة وهي تشعر أن هناك من يحاول البحث داخل عقلها و ربما أيضاً ذكرياتها. المشهد الآن وهي أمام التلفاز تشاهد حلقة لداعية معروف . بدأت تشعر و كأن عقلها المراقب يكرر أن الداعية مجنون وهي تحاول أن تتنصل من ذلك التكرار ..لكنها لا تستطيع. سنة 2014 حيث تجلس سهيلة في كافيتريا تابعة لعملها.. تحاول حل الكلمات المتقاطعة وهي ترتشف كوباً من القهوة.. أثناء ذلك تدّخل أحدهم وأرشدها إلي الحرف الضائع (العجيب) . كان علي صواب! كيف يحدث ذلك..كيف تستطيع التواصل مع شخص لا تراه ولا تعرفه ؟ تتراجع عقارب الساعة إلي الوراء كان هناك صخب يملأ عقلها.. ينادون بعضهم باستخدام اسمها ويتبادلون الحوارات داخل عقلها مسبوقاً بكلمة يا سهيلة..وكان تبادل الحوارات في شكل أشبه ب C.D . يدور و تدور معه الحوارات. نعود مرة أخري للمستقبل تفكر سهيلة بالكلمة التي وجدت حرفها الضائع عن طريق أحدهم .. تشعر أنها لم تعد كياناً منفصلاً بذاته.. بل أصبح جزءاً من كيانها ملتصقا التصاقاً بآخرين جاءوا من المجهول أو عبره. نعود إلي الوراء ثانيةً..إلي بداية الأحداث..عندما همت بالاستيقاظ من نومها. وجدت أن هناك من يدخل حروفا كثيرة لمخها ويدير ال C.D مسجلاً ترتيب الأحرف حسب نوع أفكارها و ذكرياتها التي بدأت تمر بعقلها . نعود بخطوات واسعة نحو المستقبل حيث الأعداء الذين يبحثون من جديد عن أفكار بداخلها قد تهمهم..مرت سنوات ولم ينته ذلك الأمر. إلي الوراء من أنتم؟ وكيف تتكلمون معي هكذا دون أن يكون معي أي أدوات أستقبلكم بها؟ سألتهم سهيلة. تريدين معرفة من نحن؟ لن نجيبك الآن ولكن حتي تخرجي من هذا كله.. إمشي علي شكل حرف Z. تمشي سهيلة علي شكل الحرف. سنة2012 حيث الخواطر عن وجود طلاسم داخل عالم آخر ..هذا العالم يحتوي علي صور وانعكاسات الناس وحيث تمثل تلك الصور وتلك الانعكاسات أحلاماً وأفكاراً لما يدور بخلد الناس . إنهم يلعبون بالطلاسم لخلط أفكار وأحلام الناس . بهذا الخلط يتعين تكوين شبكة من خلالها يطلع كل فرد علي انطباعات واحاسيس الآخر فيتبادلون الأفكار والخواطر . من استهدفوها قاموا بايصال عقلها بتلك الشبكة محاولين التلاعب بأفكارها و عواطفها. نعود للوراء من جديد حيث الحديث عن استحضار أرواح الموتي داخل الأجساد البشرية.. فالأجساد بزعمهم تستطيع أن تستقبل أكثر من روح بداخلها..وهم يزعمون أن النفس الشريرة تستقبل الأرواح الشريرة والنفس الطيبة تستقبل أرواح الطيبين..ويعتقدون أنه من الممكن العبث بالأرواح والأنفس وإحداث خلط بين أرواح وأنفس الناس. إلي الوراء أكثر.. أغلقي هذا الشر عن العالم يا سهيلة فأنت تستطيعين ذلك..حدقي في تلك الدائرة ذات اللون الأحمر ثم اسحبيها بعينيك كي يعود العالم لقواعده من جديد. استيقظت سهيلة من نومها وهي لا تدري أكانت الدائرة التي تحدثوا عنها يقظة أم حلماً.. نتقدم بخطوات واسعة للأمام.. بدأ عقل سهيلة يوضع في تواصل مع من تشاهدهم في التلفاز أو الكمبيوتر وأحياناً مع من تشاهدهم في الحقيقة. بدأت أفكارها تأخذ شكلا حياً ذا كلمات مسموعة ..لم تعد تلك الفتاة العادية التي تنطبع أفكارها بعيداً عن الناس . للوراء من جديد حيث يحاول شخص أن يسيطر علي عقلها ويقنعها أنه معها وأنه يريد أن يخرجها من هذا المأزق..لتجد أن خطوات أقدامها تنحرف نحو جاذبية خاصة . أرادت أن تتبع تلك الجاذبية التي ظنت أنها من ذلك الشخص علها تخرج من ذلك المأزق. إلي الأمام يظهرلسهيلة الشخص نفسه من جديد نعود للوراء الشخص: لقد خدعتك..لست معك..كنت أريد أن أوقع بك في شرك..لا أن أخرجك من هذا المأزق. إلي الأمام:نفس الشخص يتابع حديثه:ستسمعين صوت أجراس.. مع كل جرس سوف يتسع المجال لواحدة من اللواتي قمن بزرع صورهن داخل عقلك. إلي الأمام أكثر نفس الشخص :صوت الصفارة وصوت الأجراس وما انسقت إليه من أوهام عن إنقاذ العالم..كل ذلك كان معداً بدقة ليكون حتفك في النهاية. بدأت سهيلة تستمع مجدداً لصوت الأجراس وبدأت تشعر بدوار وطنين وتسارعت أنفاسها وفجأة يظهر شخص آخر يذكرها بحرف ال Z الذي كان ينبغي أن تمشي علي شكله في الماضي . أما الآن فقد حان دوره حيث وضع غطاء فضياً تشع منه اشعاعات فرقت انعكاسات ضوئية فانحرف الضوء الأحمر عن مساره وسكتت الأجراس. نعود إلي الوراء حيث الذكريات تتفاعل مع أناس كانت تعرفهم في الماضي.. أناس تراهم يمرون عبر مخيلتها . نتقدم إلي الأمام حيث أناس كانت تعرفهم في الماضي يصلون إلي مرحلة من مراحل التخاطر معها .. تكتشف أنها كانت مستهدفة أيضًا في الماضي غير أنها لم تكن تعي ذلك. ظلوا لسنوات يخططون لاختراقها حتي نجحوا . إلي الوراء دوامة من الأفكار اجتاحتها ..أفكار كانت تنساب من عقولهم إلي عقلها .. بعضها غير مفهوم وبعضها كان يحمل تفسيرا مبدئيا يقوم علي أساس أنهم تعاملوا معها في الماضي كجالبة الحظ داخل شيء اسموه توطينة..اسم بلا معني لكنهم استخدموه ككود . كشيء داخل عالم استطاعوا أن يعبروا خلاله .. ذلك الشيء يعبر عن الحظ الذي سيأتيهم عند اقترابهم من خلايا مخها وطرقهم للغيب من خلالها . أما الشيء نفسه فهو عبارة عن بوابات وسراديب يعبرونها كي يروا العالم يتشكل أمامهم في اللا محدود ..وقد تعلموا أيضًا كيف يجروا صفقات ..فكل شخص يمتلك مفتاحا لعالم قد يجد نفسه في موضع أفضل في العالم الأرضي الحقيقي إذا كانت مفاتيحه تؤهله لذلك حيث يمكنه المقايضة علي المشاركة والتبادل بين جزء من ذلك العالم بذاك. أما هي فثمة من استغلها وهي لا تدري ووضعها في المركز حيث يتبادلون فيما بينهم الصفقات ويلقون بمخلفاتهم عليها دون أن تعي أن هناك عالما كهذا علي وجه الأرض..إلي أن اخترقت وبدت الأمور تأخذ مجري مختلفا. كانت معاينة ذلك العالم تقتضي أن تصبح المفاتيح معها بعد مرور السنوات. تلك كانت إحدي الحكايات التي أرادت من خلالها أن توصل رسالة إلي طرف آخر بأن يسترد المفاتيح و بسرعة. نعود للأمام حيث بدأ تحليلها للأفكار يأخذ شكلاً مختلفاً عن الشكل الذي كان عليه من قبل .. كانت ترجمتها للأفكار من قبل تحمل معني الجملة التي تقال أما الآن فهي تدرك أهمية تقسيم الجملة الواحدة إلي أجزاء ثم تبحث تكملة كل جزء علي حدة من خلال جملة أخري وهكذا. إلي الوراء حيث وجدت سهيلة نفسها داخل مجموعة من التشابكات التي تدور من حولها حيث يودون استخدامها من جديد بشكل مختلف وهو أن تكون المفاتيح داخل رأسها وأن تكون هذه المرة اختلافاً عن الماضي . إنهم يعبرون من داخلها