"الناس يموتون لأنهم غير ملزمين بوصل البداية بالنهاية" آليميون دو كرونون بتفحص الحرف A، وهو مرفوع الرأس، من أعلي، نلقي هذه العصبة من الأحرف حتي يقال أنه يحيط بها. عصبة في حالة عمل وزحف. عمود، حيث الترتيب ثابت منذ القدم. ستراتيجيا، يقوم الحرفA علي الاحتفاظ بالمكان الأول والمحافظة عليه، وقد حافظ تابعوه من الخمسة والعشرين حرفا التالية علي حالة من العمل الطيع. لكي يدركها، يبعث فيها أملا ثابتا من التطور. يخفف، عبر الخوف، من حدوث هزة في العتمة. هذا التصرف لا يتبدي للعيان بدون مشاكل. لديه نزاعات عديدة وبعض الخلافات مع الأحرف الصوتية. وبالتأكيد لانتمائها الي نفس الغصن، مثل الحرف A، سببت له قلقا دائما. تمثل التهديد الآخر في زيادة الكلمات. مرتابا، ضاحكا، حافظ الحرف A علي مجاله من أن يكتسحه أيا كان. غير أن الكلمات بادرت بالظهور من كل مكان، هادة الأسوار وعابرة الحصون. تدريجيا، تغير حرسه، وكذا حاشيته الي بسطاء. علي الرغم من أنه لم يكف عن النظر الي الحرس، لمامة من الكلمات المجهولة تسربت الي نظامه. في يوم ما، كان الحرف Z، نعم الي الحرف A هذا البائس، الحرف السادس والعشرون، الحرف الصامت، القصير، التافه - الذي لم يكتف بالعيش وتذرع بأحمال وظيفته ، أصر علي كسب قطعة أرض وتحسين مكانه.
القواميس - مدافعة عن الحرف A لم تمنح لهذا الزاحفZ سوي ثلاث صفحات صغيرة، مزدانة بالرسوم. الفصل المكرس له، ينفتح علي صورة حديقة الحيوان، محددا خاصية ما خصها به المصنفون. لكن عوضا عن التسلية، وباللعب دائما علي تكتيكه الخاص بالمتضادات، وضع الحرف A أسفل الصفحة الثانية - الملتحق بالحرف Z رسما بروجيا ونجومه الخرافية. لا، لا يألف الحرف A الفكرة التي تري هذه الصورة بطريقة غير مباشرة - لا ستخدام احدي الكلمات التي يحرسها الحرف Z يستطيع يوما ما أن يصعد الي الصف الذي يعادله. الحرف A مقابل الشكل الدقيق للحرف Z ، مظهرA ، حتي الأكثر عمومية، يدل عبر "بطنه" المدورة علي تفوق وسمو شخصيته. في الحقيقة، ايستطيع هذا الخط المهشم، هذا الشكل المتثائب أن يشبه وقارA ؟ هذا القوي البنية في تناغم ، المتوازن علي دعاميته، يحظي بمركز متماسك ومسيج. اذا انطلق A الي حقل شيلم صغير، لن يفعل سوي أن يبذر الشقاق المعدي، الذي يربح تدريجيا كل الأحرف الأبجدية. النتائج غير متوقعة.
الليل، وقد جمع آثاره الليلية، مضي كي يعيد للمرة الألف عرضه في مكان آخر. هنا، لأجل عدة ساعات، ترك مكانه للفجر. هذه المرة، نهار صغير ملسوع بالجرأة. قبة السماء الزرقاء الثابتة تقلقلت. هذا الصباح، بالقفز من الفراش، كف عن التثاؤب، ومشي بخطوات واثقة نحو النافذة. خلف الزجاج، أحرف عديدة تنقر. هنا ، يتعاظم A ، تاركا قناعه، قناع الشبح يسقط أرضا، فاتحا طريقا لعلامات كثيرة. - ماذا تعني بداية بلا نهاية ؟ همهم له. - بواكير بلا نهايات ؟ - مقدمة بلا نتيجة ؟ - بداية بلا خاتمة ؟ يتضح صوته فيما رددت الأحرف الأخري بصورة جماعية : - ماذا يعني مبدأ بلا سريرة ؟ - مهد بلا مسكن ؟ - تشابك بلا تتابع ؟ - انطلاق بدون رفقة ؟ - برعم بلا غابة ؟ هذه الدحرجة، دحرجة الأسئلة تزيد من ثقة Z. تدريجيا ، يتبدي شكله ، وحتي تناغمه، مستفيدا من شكل A . بينما علي قمة الأبجدية ، لا ينطق هذا الحرف الا بجهد الحلقوم ، ثاقبا ببشاعة وجه المتكلم ، كي يقول Z، تنزلق موسيقي أسنانية رنانة ذات تأثير جميل في تناغم من فم بالكاد مفتوح. وقد أثارت سيادة A القلق في روحه، قررت هذه الأفكار أن يحل Z مشاكله.
لقاؤه المؤكد لقاء الصفرZERO الذي يشكل جزءا من تتمته. الكلمات "غياب القيمة"، المربوطة بهذا الرقم تقلل من أهميته. لكن بالقراءة وتحقيق أنه يكفي مقابلة الصفرZERO ، بأي عدد، حتي يوجد هذا العدد وقد زاد عشر أضعافه، قررZضمه بدقة الي مشروعه. مع نجدة الأحرف الأخري، يحولZ عن طلاوة النسيم العليل ZEPHIR، كي يلتحم بقدرة المنطاد زبلن. يرتجف الحرفA من قاعديته حتي سمته ZENI. ليس عليه سوي أن يعيد تكوين نفسه.