البنت الوحشة دايمًا بتبقي الخيار الأخير.. حتي في عيون الولد الأسمر اللي حبها بعد ما العمر مبقاش فيه غير حبة سنين يدوب يقضوا.. وايه يعني! ما هوَ كمان الخيار الأخير للي باقي من أزايز النبيت في أوض الفندق.. يفضيهم في إزازة واحدة ويجري ع الشط اللي الناس بتصطاد منه الكابوريا.. جمب الفلل اللي لسه ع الطوب الأحمر.. يقلع ملط وينام ع التراب المِندي، يستني الكابوريا تطلع من البحر.. تسرح علي كل جسمه.. تزغزغه.. لما بنقلع اليونيفورم الشيك بتاع الفندق بنبقي ناس تانية.. بنبقي غلابة أوي... أنا خريجة أحسن معهد بيعلم مساج في الغردقة. كنت أشطر واحدة في البنات اللي معايا، الكابتن كان دايمًا يقولي: يا "عاليا" انتي ايدك تتلف في حرير! بس لما جم يختاروا بنات تشتغل في الفندق الكبير.. ماختارونيش أنا! عارفين اختاروني امتي؟ لما الزباين اتحرشوا بالبنت الحلوة.. شغلوني عشان سمعة الفندق.. عشان محدش هيبص ع البنت السمرا الوحشة اللي جيا من "سوهاج".. مش هيعوزوا منها غير اديها اللي تتلف في حرير! أنا قلعت الطرحة مرة. اتحايلت علي "عاصي" ياخدني معاه ع الشط.. مش بس الطرحة! أنا قلعت ملط زيه. شعري كان بقاله كتير ماشمش الهوا.. كل حتة في ضهري كانت محتاجة تشم الأرض المبلولة تحتها.. استنينا مع بعض الكابوريا تزغزغ كل حتة في جسمنا.. كانت بتجري علينا كأننا احنا كمان الخيار الأخير اللي ملقتوش جوّه البحر.. بَص للسما وقرالي بيت الشعر اللي مكتوب علي إزازة النبيت: "سمعتُ صوتًا هاتفًا في السحر.. نادي من الغيب غفاة البشر هبوا املأوا كأس المُني قبل أن.. تملأ كأس العمر كف القدر" قراه بصوت عال يوصل آخر السما. "عاصي" كان فاكر إني مش هفهمه. بس أنا فهمت.. وساعتها بس حسيت بيه.. عرفت ليه كان بييجي الشط يدوّر ع اللسعة دي من وقت للتاني! لسعة اللي قلبه دق لما أول بنت حبها شاورتله من البلكونة وادتله رقم تلفونها علي صوابع إديها.. هي هياها اللسعة اللي بيحسها كل ما يشوفها داخلة من باب بيتها في دراع راجل غيره وجرّا عيلين وراها.. البنت الوحشة كل حلمها تبقي الخيار الأول لراجل يديها أول بوسة في الغواصة، يحضن إديها من أول الممشي لآخره.. لكن الولد الأسمر كان كل حلمه إنه يبقي أول واحد يفتح إزازة نبيت..