لجنة المناقشة مع الباحثة لم يكن غريبا اهتمام الدراسات اللغوية بالبحث في لغة الصحافة، في ضوء الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد الآن، وتباين اتجاهاتها. ومن هذا المنطلق حددت الباحثة منال جمال محمود موضوع بحثها المقدم لقسم اللغة العربية بكلية الألسن ليكون عن "الصياغة اللغوية للخبر في الصحف المصرية والعربية في عام 2009، 2011" ودراستها في ضوء نظريتي تحليل الخطاب والأطر، وعن هذا البحث حصلت علي درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي، نظرا لتفرد الموضوع واخضاعه للدراسات اللغوية التي تعني بالصياغة اللغوية للخبر، والدراسات البيئية الذي يجمع الدرس اللغوي والاعلامي. اهتمت الدراسة بالخبر الصحفي، وهو أهم أشكال التحرير الصحفي والأساس الأول الذي تقوم عليه الصحافة، كما أنه يشبع حاجة الإنسان إلي المعرفة، وقد صار له أهمية خاصة الآن نظرا لتوالي الأحداث محليا ودوليا والحرص علي المتابعة. حددت الباحثة مادة دراستها، عينه مختارة من الأخبار الصحفية التي غطت أحداثا سياسية وقعت في مصر في الفترة من ابريل 2009 إلي فبراير 2011، مقسمة الي مجموعتين، الأولي تضم مجموعة الأخبار التي غطت أحداثا تعد من إرهاصات ثورة 25 يناير، وتشتمل علي أخبار كل من : اضراب 6 ابريل 2009، اضراب 6 ابريل 2010، مد قانون الطوارئ، مقتل خالد سعيد، انتخابات برلمان 2010، أما المجموعة الثانية فتضم أخبار ثورة 25 يناير حتي تنحي مبارك. ورأت الباحثة أن المجموعتين من الأخبار تحمل موضوعا واحدا هو شكل العلاقة بين الشعب والسلطة اذ كان المحرك لإضراب 6 ابريل الغضب الشعبي من السلطة وممارستها. ولفتت الباحثة إلي أن سبب اختيارها هذه الفترة نظرا لأنها كانت فترة صاخبة في تاريخ الحياة المصرية المعاصرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تتابعت فيها الأحداث وتصاعدت الاحتجاجات، ولم يمتص النظام غضب الجماهير، بل زادت حدتها. وقد استمدت الباحثة مادة دراستها من صحيفتين مصريتين هما : الأهرام، المصري اليوم، وصحيفتين عربيتين هما، الشرق الأوسط، القدس العربي، وموقع اخباري إلكتروني وهو الجزيرة نت. جاءت الدراسة في أربعة أبواب، أختص الأول بدراسة الأطر، وهو ما يعني بدراسة إطار الصراع وما قد يصحبه من أطر أخري في الأخبار عينة الدراسة، وجاء الباب الثاني لبحث الوحدات الدلالية التقييمية بالبحث في آليات تهميش إطار الصراع أو تخفيفه أو ابرازه أو تأجيجه في الصحف عينة الدراسة، من خلال الوحدات الدلالية المستخدمة في الأخبار. وخصت الباحثة الباب الثالث ليدور حول الجملة المركبة وعلاقات التمديد وتناولت الجملة المركبة التي تظهر فيها علاقات التمديد، بتحليل الجمل المركبة في أخبار كل صحيفة من صحف الدراسة الخمسة. وجاء الباب الرابع والأخير، لبحث علاقة النص بالصورة، وأثر ذلك في تأكيد موقف الصحف عينة الدراسة من اطار الصراع. وفي النهاية أكدت الباحثة أن الأخبار التي غطت ارهاصات ثورة 25 يناير، وأخبار الثورة، خرجت عن الموضوعية، واصطبغت بما يبعدها عن رصد الحقائق والأحداث من خلال التأخير غير الموضوعي للأخبار المتعددة التي تغطي أحداثا واحدة والوحدات الدلالية التي تقيم الأحداث والشخصيات الفاعلة وفق أهواء أثبتتها الدراسة في مواضعها، ومن خلال بنية تركيبية تعمدت الأخبار المنتمية إلي كل صحيفة أن تكون هندسة الجملة فيها معتمدة، علي توجهات الصحيفة وسياستها التحريرية كما تبين من دراسة العلاقة بين النص والصورة الخبرية، كيف مالت الصحف المختلفة نحو توجيه الأخبار توجيها يبتعد في كثير من الأحيان عن طبيعة الخبر. وكشفت دراسة الأطر في جريدة الأهرام عن استبعادها لاطار الصراع أو تهميشه، وتحول الجريدة بابراز الصراع مع قرب تنحي مبارك، كما وظفت الصحف الوحدات الدلالية لتعطي تقديرا إيجابيا لما يصدر عن السلطة، واعتبرت من قانون الطوارئ "نقلة نوعية" وأن الانتخابات "برلمان 2010" عُرسا ديمقراطيا، وفي المقابل وظفت وحدات دلالية تعطي تقديرا سلبيا للأحداث المناهضة للسلطة ثم حدث تحول بعد التنحي، حيث تحدثت عن الشعب ومثلت له بصريا عن طريق الصورة. وفي جريدة المصري اليوم أظهر الخطاب الاخباري إطار الصراع سواء أكان الموضوع هو الحدث ونتائجه وسياقه التاريخي، وأبرزت علاقات التوافق والتكامل بين النص والصورة، إطار الصراع بين السلطة والمتظاهرين. وعن جريدة الشرق الأوسط كشفت الدراسة أن ثمة اتجاها خاصا، حاولت أن تبدو موضوعية، واختارت أحداثا دلالية تعطي حكما إيجابيا لتعامل السلطة مع الاحداث كما في "استجاب مبارك.." و"توافق سياسي.." وكشفت موضوع الخبر في جريدة القدس العربي عن إطار الصراع سواء أكان الموضوع هو الحدث وسياقه كما في "تمديد قانون الطوارئ وسط اتهامات بالتمهيد للتزوير" أم كان الموضوع هو نتائج الحدث "أمريكا تتخلي" جمعت الجريدة بين إطار الصراع وإطار المسئولية. تمت اجازة هذه الرسالة بلجنة حكم ضمت : د.ايمان السعيد ، د. محمد عوني عبدالرءوف، استاذا اللغويات بقسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس، مشرفين، د. محمد العبد "كلية الألسن د. محمد أحمد نحلة (جامعة الإسكندرية ) مناقشين.