أضحت لغة الصحافة العربية باعثاً للبحث العلمي، لأنها الأوسع انتشاراً، والأقدر علي التفاعل مع الجمهور، والتأثير فيهم من جانب، وفي اللغة العربية المعاصرة من جانب آخر، فكانت مفردات وتراكيب هذه اللغة موضوع دراسة حصلت عنها الباحثة (مروة مصطفي أمين) علي درجة الدكتورة بمرتبة الشرف الأولي، بكلية الألسن، وكان موضوعها »المصاحبات اللفظية في لغة الصحافة المعاصرة« وهي دراسة تطبيقية علي مادة صحفية متنوعة تمتد إلي مختلف فنون التحرير الصحفي (أخبار، تحقيقات، تقارير، مقالات) مستمدة من أربع صحف عربية ومصرية (الأهرام، المصري اليوم، الشرق الأوسط، الرأي الأردنية) ووكالة أنباء الإمارات ما بين عامي 2009/2010. تناولت الدراسة- التي جاءت في بابين- المصاحبات اللفظية، والمعني بها ارتباط كلمة بأخري، بالدراسة الدلالية والتركيبة من خلال تحديد معانيها في سياقاتها اللغوية التي وردت فيها لتبين كيفية استعمالها وكذا التحولات الدلالية التي أصابتها. أرادت الباحثة من دراستها أن تدعم الدراسات المعمقة لظاهرة المصاحبات اللفظية نظراً لحاجة العربية لمعجم أحادي اللغة للمصاحبات اللفظية، يفيد أبناء اللغة والدارسين لها من غير الناطقين بها، كما يفيد في عمليات الترجمة من العربية وإليها، وإزالة الغموض والتداخل بينها وبين غيرها من التراكيب مثل التعبيرات الاصطلاحية والتعبيرات السياقية والأسماء المركبة والأمثال، مع الكشف عن المصاحبات اللفظية المقترضة من اللغات الأخري التي دخلت العربية عن طريق الترجمة، دون أن يكون لها أصول عربية مثل: عصيان مدني، لجوء سياسي، حكومة انتقالية. اعتمدت الباحثة في دراستها علي المنهج الوصفي التحليلي، حيث خصت الباب الأول للدراسة التركيبية للمصاحبة اللفظية، مصاحبة اسمية مثل: أضرار بالغة وآثار سلبية، عقوبات رادعة، فشل ذريع، سعي حثيث، عواقب وخيمة.. ومن المصاحبات السياسية: صنع القرار، إراقة الدماء، أطراف النزاع، ترسيم الحدود، حقن الدماء، خرق القانون، فصل السلطات.. ومن المصاحبات الفعلية (جن الليل، انشرح صدرهم، التمس الأعذار، يحذو حذو، أهدر دم، أهدر فرصة، شنت حملات، فك أسر، نشب صراع، نشب نزاع). واختصت الباب الثاني والأخير بالبحث في الدراسة الدلالية للمصاحبات اللفظية وهي عبارة عن مجموعة من الكلمات ترتبط دلالتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها مثل مجموعة الألوان، فهي تقع تحت المصطلح العام (لون) ضم هذا الباب أيضاً المصاحبات المستمدة من المجال الديني: آناء الليل وأطراف النهار، إبراء الذمة، أبلي بلاءً حسناً، الإثم والعدوان، أجل مسمي، أسوة حسنة، إشاعة الفاحشة، أوجس خيفة، إماطة الأذي عن الطريق، بكرة وعشيا، ثمن بخس. توصلت الباحثة من خلال دراستها التي أرادت تأصيلها، وبيان العربي الأصيل منها والمقترض من اللغات الأخري، والذي كان للصحافة المعاصرة دور كبير في انتقاله إلي العربية عن طريق ترجمة المواد الإعلامية، الي أنه لم ترد بالسياقات موضع الدراسة أية فروق لغوية تذكر، يمكن ردها إلي اختلاف جهة إصدار الصحف عينة الدراسة، ويمكن أن يرجع ذلك لاستخدام هذه الصحف للغة العربية المشتركة بصرف النظر عن البلد الذي تصدر فيه. كما توصلت الدراسة إلي وجود تفاوت في استخدام بعض المصاحبات في الصحف العربية، وأرجعت ذلك نتيجة أن بعض المصاحبات- التي ولدّتها الظروف السياسية لبعض الدول- لم تتداولها بعض الصحف عينة الدراسة مثل: العزل السياسي، انفلات أمني. وفيما يخص النتائج الكمية، جاءت نسبة تردد المصاحبات اللفظية التي خضعت للدراسة في الصحف الخمس كالتالي: جريدة الأهرام: خمس وستون ومائة (165) مصاحبة، جريدة الشرق الأوسط: خمس وخمسون ومائة (155) مصاحبة، جريدة الرأي: تسعة وتسعون (99) مصاحبة، وكالة أنباء الإمارات: اثنتان وخمسون (52) مصاحبة، جريدة المصري اليوم: ثلاث عشرة (13) مصاحبة. أشرف علي الدراسة: د. محمد عوني عبدالرءوف، د. إيمان السعيد أستاذا اللغويات بكلية الألسن، وناقشها د. محمد العبد (كلية الألسن)، ود. محمد حسن عبدالعزيز (كلية دار العلوم).