الأيام لا تمر بغير طريقتين لا ثالث لهما لا أعرف الطريقة الأولي وأحاول استخلاص الثانية من الأيام نفسها ! منذ عدة ساعات ، قابلت زميل دراسة قديم ، أخبرني بأنه يقرأ أشعاري في الجرائد والمجلات وأنه فخور بدرجنا الواحد في الفصل بل ذكر أننا ، في أحد الليالي البعيدة ، بتنا معا ، وأكلنا بيضا بالبسطرمة وباذنجانا بالخل والثوم ، أكلناهما بلا خبز ( كما أظنني سمعته ) وأنني كتبت خطابا عاطفيا بأسلوبي ، يومذاك ، يصل إلي حبيبته علي أنه كتبه ، وسمعت قهقهته الوقحة مع الحرف الأخير ... كنت ، في الحقيقة ، آخذا في البحث عن طريقة أقتل بها الأيام ، ولم أركز فيما قال لكن حين نطق اسما لي لا تعرفه سوي دائرة صغيرة القطر ؛ استيقظت طيور الروح كلها ، وحضنته ، مودعا ، علي أمل ترتيب لقاء يجمعنا بأيامنا الأولي ، طالما ضيع أمثاله مني فرصا أكيدة لعبور جسر مزدحم آيل للسقوط ، بسلام !