د.ىحىى الرخاوى لا تجزع مني، إذ لو أمعنتَ الرؤية: لوجدتَ الانسان الضائع بين ضلوعي: طفلا أعزلْ لستُ الوحشَ الكاسرْ، والشعر الكثّ علي جلدي هو درعي يحميني منكم: من كذب الحب، من لغو الصدق من سخف الحق أنتمْ سببُ ظهور النابِ الجارح داخل فكّيْ أنتم أهملتمْ روحي، أذبلتمْ ورقي فتساقط زهري. هل تذكر كيف لفظتَ وجودي؟ كيف لصقت ضياعك بي؟ هل تذكر كيف لبست قناع الوعظ، والشيطان بداخلك يغني؟ لما عشتُ الوحدة والهجر أغراني الطفل الهاربُ بالغوص الي جوفِ الكهف وتهاوي القارب في بحر الظلمهْ لكنّ هناك كما تعلم يا صاحب سر اللعبة موتٌ باردْ. فطفقت أجمّع قوة أجدادي من بين خلاياي حتي أخرج وسْط البحر المتلاطم بالكتلِ البشريهْ واستيقظ فيّ ابنُ العم النمر ولبستُ عيونَ الثعلبْ ونَمَتْ في جلدي بعض خلايا بصرية مثل الحرباءِ أو الحيه وبدأت أعامل عالَمكمْ بالوحش الكامن في نفسي أرسلتُ زوائدَ شعرية مثل الصرصور أو الخنفسْ أتحسس ملمسَ سادتِنا ووجدتُ سطوحكمو لزجهْ .. تلتصق بمن يدنو منها أو ملساءْ، تنزلقُ عليها الأشياءْ أو يعلوها الشوكْ. فجعلت أدافع عني، هربا من هربي هربا من همي و شكوكي وسرقتْ ...، لا تتهموني يا ساده، لم أفعل إلا ما يفعله أصحاب المال الكاسح ممن حذقوا حبْك الصنعة . وكذبت، لا تتعجل في حكمك ولينظرْ أيٌّ منكم في أوراقه في عقد زواج، .. أو بحثٍ علميٍّ يترقي بهْ، أو ينظر داخل نفسهْ إن كان أصيب ببعض الحكمهْ وليخبرني: هل أني وحدي الكذّاب. وتعجلت اللذة فكما اغتلتم أمسي .. ألغيتُ غدي فلأروِ خلايا جسدي بالجنس وتقولون الحيوانُ تلمَّظْ وأقول نعمْ فوجودي يعني امرأة ترغبني أو حتي رجل يلصق بي لا تنزعجوا فخلايا جسدي تعرف لغة الحس، وجنابكمو ... أهملتم حسي وكياني. كان لزاما أن أختار: إما أن أمضي وحدي في ذل الهجر أو خطر ذهاب العقل، أو أن أطلق ناري أسرق حق وجودي، أمحو الدنيا إلا ذاتي، لكن بالله عليكم، بالله عليّ: لمَ أحبسُ نفسي في قفص التهمة لأدافع عن ذنبكمو أنتم عن تهمة كوني بينكمو وحدي؟!! وضياعُكمو أصل ضياعي؟!! قد أنجح أن أبقي، أن يدفع قلبي الدم، أن تطحن أمعائي ما يلقي فيها، أو يقذف جسدي اللذة، لكن أنْ أحيا إنسانا؟ هذا شئٌ آخر، لا يصنعه العدوانُ أو القسوه، لا يصنعه الهربُ أو اللذه لكن يبنيه الحب .. النبض .. الرؤية، الألمُ .. الفعلُ، اليقَظة، الناس الحلوة من لي بالحب ؟؟ !! أين الناس؟؟!!