الرئيس السيسي: سيناء ستظل شاهدة على قوة مصر وشعبها وجيشها    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم 25 أبريل 2024    طريقة تغيير الساعة بنظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي خلال ساعات)    أسعار السمك تتراجع 50% .. بورسعيد تواجه جشع التجار بالمقاطعة    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ البنية الفوقية لمحطة الحاويات «تحيا مصر 1» بميناء دمياط    قطع المياه عن سكان هذه المناطق بالقاهرة لمدة 6 ساعات.. اعرف المواعيد    عيد تحرير سيناء.. جهود إقامة التنمية العمرانية لأهالي أرض الفيروز ومدن القناة    قيادي في حماس: إذا قامت دولة فلسطين مستقلة سيتم حل كتائب القسام    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    في حماية الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى    الأهلي يختتم مرانه اليوم استعدادا لمواجهة مازيمبي    تفاصيل اجتماع أمين صندوق الزمالك مع جوميز قبل السفر إلى غانا    متى تنتهي الموجة الحارة؟.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجة الحرارة اليوم وغدًا (الأمطار ستعود)    بسبب ماس كهربائي.. نشوب حريق بحوش في سوهاج    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مصنع بالوراق    شاب يُنهي حياته شنقًا على جذع نخلة بسوهاج    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    كيفية الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الافتاء توضحها    6 كلمات توقفك عن المعصية فورا .. علي جمعة يوضحها    حكم الحج بدون تصريح بعد أن تخلف من العمرة.. أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    «الاتحاد الدولي للمستشفيات» يستقبل رئيس هيئة الرعاية الصحية في زيارة لأكبر مستشفيات سويسرا.. صور    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    إزالة 7 حالات بناء مخالف على أرض زراعية بمدينة أرمنت في الأقصر    «الأهرام»: سيناء تستعد لتصبح واحدة من أكبر قلاع التنمية في مصر    «الجمهورية»: الرئيس السيسي عبر بسيناء عبورا جديدا    إعلام فلسطيني: شهيد في غارة لجيش الاحتلال غرب رفح الفلسطينية    عائشة بن أحمد تتالق في أحدث ظهور عبر إنستجرام    مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: هناك موافقة أمريكية على دخول القوات الإسرائيلية لرفح    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يدور في رأس الرئيس الجديد لهيئة الكتاب ؟
عودة القلعة الثقافية الأولي في المنطقة لقيادة الثقافة العربية
نشر في أخبار الأدب يوم 23 - 06 - 2013


د. جمال التلاوي ل (أخبار الأدب):
ماذا يدور في رأس الدكتور جمال التلاوي الرئيس الجديد للهيئة المصرية العامة للكتاب؟
هذا السؤال المحوري تفرعت منه شبكة من ثقافة الأسئلة خاصه في هذه الآونة ذات الحساسية الخاصة في المشهد الثقافي.
حتي لا تتضخم التكهنات والقيل والقيل.. حرصت (أخبار الأدب) علي محاورة د.التلاوي في محاولة لوضع النقاط علي الحروف والتعرف علي رؤيته واستراتيجيته الجديدة للهيئة وطموحاته لها داخليا وخارجياً.
ماذا يدور في عقل الدكتور جمال التلاوي كرئيس للهيئة المصرية العامة للكتاب؟ أسألكم وفي ذهني أن الناشر المثقف يستطيع ان يدمر ثقافة أمة، ويستطيع أن يرفعها إلي أعلي؟وماذا عن رؤيتك لدور هيئة الكتاب ، ولابد أن نكفي أنفسنا مشقة البكاء علي الأطلال؟
- أولا أنا أوغيري عندما يتولي رئاسة هيئة فإنه يكمل جهود سابقيه، أنا لا أبدأ من فراغ، لكن لابد أن تكون لي ولفريق العمل معي إضافة، أتفق معك أن هيئة الكتاب ليست فقط يمكن أن تكون ولكن يجب أن تكون هي القلعة الثقافية الأولي في العالم العربي، وينبغي أن تعود لقيادة الثقافة العربية بالتعاون مع أجهزة وقطاعات أخري في وزارة الثقافة المصرية، هذا هوالهدف الأساسي، ولكن من أجل تحقيق هذا الهدف هناك آليات كثيرة: أولا الكتاب لأن هيئة الكتاب معنية أساسا بالكتاب، توزيعه ونشره وجودته مضمونيا وفنيا وجماليات الطباعة ووصول الكتاب إلي القارئ المصري والعربي.
الجزء الثاني هوكيف تنتقل هيئة الكتاب من مجرد دار نشر يمكن أن تقوم بهذا الدور دور النشر الخاصة والقطاع الخاص، إلي دور تنويري ورائد ليس فقط في العالم العربي، بل الأفريقي والآسيوي أيضا، هناك بعد خارجي لدور هيئة الكتاب يمكن أن يتماس مع الجانب السياسي، وهناك قارئ مستهدف يجب أن تبحث عنه هيئة الكتاب، فأنا متواجد في الوسط الثقافي منذ ثلاثين عاما وتحركت في كل ربوع مصر وعلي علم جيد بخريطة ثقافة مصر، والخطأ الذي وقعنا فيه كثيرا هواختصار الثقافة في مركز العاصمة، واختصار مقدرات الثقافة في أيدي عدد قليل، قد يكونون متميزين ولكن ليسوا هم كل مثقفي مصر وهذا هوالبعد الثالث فيما أتصور أن تقوم به هيئة الكتاب.
الرهان الرابح
أطرح سؤالي من حيث انتهيت بالعبارة الأخيرة.. أولا هناك جماعات ثقافية، الرهان الأكبر الذي جربته في ( أخبار الأدب) هوالأدباء في الأقاليم ، فالوصول اليهم صعب لكنه رهان رابح، فكيف تصل هيئة الكتاب بما فيها ومن فيها إلي قاع المجتمع المصري؟
- أولا تجربتي لم تكن مع الأقاليم فقط تواجدي من خلال نادي القصة واتحاد كتاب مصر لفترات طويلة كنت أتعامل مع معظم كتاب مصر في الأقاليم وغير الأقاليم، ثانيا كيفية وصول الهيئة، وأعني بذلك الكتاب ومبدع الكتاب وقارئ الكتاب، دعنا نتحدث عن كيف يصل الكتاب إلي قارئ لم يكن مستهدفا وينبغي أن يكون مستهدفا في الفترة القادمة، كنا نعتاد علي التوزيع بشكله التقليدي سواء الكتاب أوغيره وعلي القارئ الذي يبحث عن الكتاب في المعارض أوفي مكتبات بيع الكتب سواء العامة أوالخاصة، نحن نريد أن نذهب إلي غير المهتم بالكتاب، وأنا حددت مع وزير الثقافة ونحن متفقان في تلك الرؤية، فهورفع شعار الثقافة للشعب، وجزء من تنفيذ هذا التعاون مع ثلاث وزارات توصلنا إلي القارئ الذي نستهدفه: وزارة التعليم العالي من خلال الجامعات والمعاهد، ووزارة التربية والتعليم للدخول في المدارس، ووزارة الشباب للدخول إلي مراكز الشباب خاصة في الفترات الصيفية، هناك بعض جامعات قليلة جدا لنا فيها فروع، ونريد التوسع وسنخاطب رؤساء الجامعات في الفترة القادمة لإيجاد مراكز توزيع ثابته لهيئة الكتاب داخل الجامعات، ويصاحب ذلك فعاليات ثقافية للتعريف بالثقافة والكتاب الصادر والكتاب والفنانين المتميزين، حيث كما ذكرت أختصرت الثقافة في أسماء معينة في كل مجال، فنريدأن نبصر الأجيال الجديدة أن الموسيقي والأدب وغيرها ليس العدد القليل الذي تم الإتفاق عليه إعلاميا علي الأقل منذ ثلاثين عاما، يساهم في هذه الفعاليات المبدعون المثقفون من هذه الأقاليم، فعندما أنتقل إلي الأقصر مثلا، فلن انتقل بخبراء من القاهرة كما كان يحدث من قبل فالثقافة الجماهيرية في فترة سابقة كانت تعد قوافل ثقافية تنتقل بعدد محدود يلف محافظات مصر، فأين المبدعون المتميزون في محافظات مصر؟ هؤلاء هم الذين سيكونون لهم الدور، وليس هناك أيضا إغفال لمبدع لا فرق بين مبدع في العاصمة ومبدع في الأقاليم التميز هوالأساس.
كل هذ ه المطبوعات!
هذا علي وجه العموم في الرؤية الثقافية، أبدأ معك من منطلق أن لي باعا طويلا في التعامل مع قضية المجلات الثقافية منذ عام 1877-1978 عندما أثرنا معركة طويلة بشأن المجلات الثقافية التي هي في الأصل خدمة لكن خسائرها أكثر مما استخدمت من أجله، الآن توجد في الهيئة كمية هائلة من السلاسل والمجلات كما يشاع ولا أريد أن أظلم، لكن قيل أنها تخرج من المطابع إلي المخازن، ويقف علي تلك المجلات والسلاسل كثيرون ، أريد رأيك في قضية المجلات الثقافية بين الخدمة وهدف الربح وأيضا عندما تقوم هيئة الكتاب بدور الناشر الخاص أنتظر منها الأعمال الكبري، وهما قضيتان مرتبطتان ببعضهما البعض.
- الواقع يقول إن الهيئة تصدر 22 سلسلة و11 مجلة أي أن لدينا 33 إصدارا، كان يمكن لهذه الإصدارات والمجلات لوكانت بالفعل تصدر ومحتواها معبر عن الثقافة المصرية العربية، وكان توزيعها يصل إلي القارئ المستهدف أعتقد أنه كانت قد حدث ثورة ثقافية في مصر، لأن هناك 33 إصدارا في هيئة واحدة فقط في مصر فما البال بهيئات أخري كثيرة، دعنا نقول هناك الآن لجنة كلفت بعمل دراسة عن وقع هذه السلاسل والمجلات وعن توجهها وعن تكلفتها وعن توزيعها، وسوف نعرض هذا في مؤتمر سيعقد بعد اسبوعين ندعو فيه جميع مثقفي مصر لمناقشة تصوراتهم في النشر بهيئة الكتاب وقطاعات وزارة الثقافة، وأدعو كل رؤساء قطاعات الثقافة في وزارة الثقافة كي نخرج بمجموعة توصيات منها التكامل بين الهيئات المختلفة حتي ل يتكرر النشر سواء في السلاسل أوالأسماء أوالمجلات التي لها توجه واحد، وتوصيات الأدباء والمثقفين الذين سيحضرون.
مردود القراءة والتوزيع
هل بعد أسبوعين توقيت مناسب؟
- نحن لم نعلن عن يوم محدد لكن قد تجبرنا الظروف السياسية أن نؤجل ذلك لأول يوليو، لكني دعني أقول عن الواقع الآن، الهيئة العامة للكتاب ليست مؤسسة ربحية وبالتالي لانحاسب فيها توزيع المجلة علي المردود المالي، ولكن نحاسب علي مردود القراءة ومردود التوزيع، فإذا طبعنا من مجلة خمسة آلاف نسخة، ووزعت ثلاثين بالمائة أوأربعين بالمائة أوخمسة وعشرين بالمائة أعتبر هذه المجلة أوالسلسلة ناجحة، لأنها وصلت إلي ربع الخمسة آلاف، لكن أن أطبع خمسة آلاف وأجد أن توزيعها بلغ سبعين نسخة، وهوعدد من ينشر فإذا افترضنا أن من ينشر اشتري نسخة واحدة، من هنا أرد علي الزملاء الذين هاجموا وزير الثقافة وقالوا له: كيف تحسب نسبة التوزيع عندما قال أن هناك مجلات توزع سبعة بالمائة و11 بالمائة، القضية أنهم ربما أساءوا الفهم، وربما فهموا وأساءوا التعبير قصداً أو دون قصد، نحن لا نحسب نسبة الخسارة والمكسب ماليا ولكن ثقافيا العائد عندما يكون عندي خمسة آلاف نسخة كل شهر توزع من ستين إلي سبعين نسخة والباقي يركن في المخازن..
من المطابع للمخازن
ألا تعتقد أنها مأساة في بلد مثلنا، أن تطبع مجلة خمسة آلاف نسخة، وألا تطبع مثلا مائة ألف، مجلة الرسالة كانت تطبع ثلاثين ألفا وتوزع في الثلاثينيات؟
- القضية هنا ليست مسئولية هيئة الكتاب ولا الرئيس الحالي، ولا الرئيس السابق، أنا أتحدث في جزئية محددة انه ما جدوي هذه المجلات والسلاسل من المردود الثقافي، إنما فكرة أن العائد من التوزيع أقل فذلك له أسباب كثيرة جدا، الهيئة تبحث ما يخصها، الجزء الخاص بمنافذ التوزيع والإعلام، ونوعية الإصدار لكن كيف تستمر مجلة أوسلسلة العائد الذي يباع منها ستون أوسبعون نسخة وبقية الخمسة آلاف تعود للمخازن، تلك هي المشكلة، وهذا سيتطلب إعادة نظر كما قلت من قبل.
ثمة رسالة من القارئ أسمعها دائما لقد سئمنا من تشكيل لجنة رئيسية ولجنة منبثقة عن لجنة..و..و.. ونحن في ثورة نحتاج إما أبيض أوأسود. ولا مجال للون الرمادي في مثل هذه الحالات؟
- لقد حددت موعدا وأعلنت أن الوضع القائم يستمر حتي نهاية شهر يوليولأعيد مع مجموعة العمل وكل من يريد أن يتعاون معنا من مثقفي مصر لإعادة صياغة السلاسل والمجلات مرة أخري، هناك من هو قابل للإلغاء وهناك من قابل للإدغام، وهناك سلاسل أومجلات جديدة قد تكون، أضيف أيضا إلي موضوع السلاسل والمجلات، أنه لن يكون هناك التكرار الموجود الآن بل ستكون هناك فرصة متسعة لكل المتميزين الذين لديهم خبرات في الوسط الثقافي للمساهمة في تحرير هذه السلاسل والمجلات، لن يستبعد أدباء مصر في الأقاليم ولن يستبعد الشباب ولن تستبعد الكاتبة ولن يستبعد المتميز الذي لم يساهم من قبل من العاصمة، أما فيما يخص التوجهات الفكرية، فلا تحفظ علي أي توجه فكري أوتيار فكري ولا لإقصاء لأحد، الهيئة ملك للشعب المصري وتعبر عن جميع التوجهات الفكرية والثقافية في الشعب المصري.
التكامل بين الهيئات
التكرار والتضارب .. داخل منظومة الهيئة أم داخل وزارة الثقافة؟
- أنا أتحدث الآن عما هو داخل الهيئة العامة للكتاب، لكن هناك تكرارا أيضا في قطاعات بوزارة الثقافة، وأعتقد أن وزير الثقافة يعلم ذلك جيدا، وسوف يكون هناك نوع من التكامل بين الهيئات حتي لا يكرر بعضها البعض.
ما يتردد في الآونة الأخيرة من ان الهيئة كدار نشر تنافس دور النشر الخاصة، أنا أنتظر من الهيئة أن تقدم مالا يقدر عليه الناشر الخاص، الأعمال الكبري، الأعمال الكاملة، السلاسل، الترجمات العالمية، هناك جهود جيدة في الهيئة، هذا لا يمكن أن ينهض به مؤسسة خاصة، فما هوتوجه الهيئة الآن؟
- هناك خطة محددة لهذا لها عدة جوانب، أولا فكرة أن تضع الهيئة خطة لتطوير المطابع لكي تنافس في تطوير شكل الكتاب وهوجزء أساسي وفرق كبير بين طباعة الهيئة وبين مطابع خاصة، نحن نريد أن نصل إلي نفس المستوي وهناك تعديلات عديدة تمت لكن هناك إضافات أخري للمطابع بصدد القيام بها تحتاج إلي تمويل ودعم مالي لكي تتم، لكن هناك تحسنا ونأمل أن يزيد في شكل الكتاب، لكن مع زيادة التحسن لن يكون هناك زيادة في السعر وهذا هوالفارق بين هيئة الكتاب ودور النشر الخاصة، جزء آخر أن الهيئة يمكنها أن تقوم وكانت تقوم بذلك في فترات ماضية ببعض النشر الثقيل، فمثلا الموسوعات من خلال أخبار الأدب نوجه الدعوة لكل من لديه تصور لموسوعة يحتاجها الوسط الثقافي العربي أن يقدم لنا هذا التصور، وهناك بالفعل، من قدم تصورين حتي الآن لموسوعتين، ولن تكون هناك قرارات فردية، بل سوف ندرس الواقع الثقافي قبل طبع الموسوعة، فإذا كنا بحاجة إليها، ستقوم الهيئة بطبعها ودعمها، فالموسوعات تكلف كثيرا، ودور النشر الخاصة إذا نشرتها هي تكلفها وتريد الربح فيكون الشعر مرتفعا، مع هيئة الكتاب لن يكوالأمر كذلك، الجزء الآخر الخاص بالترجمة، وهولا خص الهيئة فقط لكن سبق وتحدث عنه وزير الثقافة، أنه من منطلق التكامل بين قطاعات وزارة الثقافة سيكون هناك تعاون بين الهيئة والمركز القومي للترجمة في جزئية محددة نفتقدها كثيرا في مصر والعالم العربي.
لدينا مشروعات حكومية وخاصة في الترجمة إلي العربية،وهوجهد مطلوب ومشكور لكن افتقدنا طويلا الترجمة من العربية، كان هناك مشروع أيام الدكتور سمير سرحان وكان يشرف عليه الدكتور محمد عناني وهومشروع جيد ولكن كان ينقصه التوزيع، لأنه كان يطبع في مصر ويوزع في مصر، والترجمة ليست مستهدف لها أن توزع في مصر، الآن نحن بصدد إجراء، فالترجمة العكسية مكلفة جدا، وقد لاتكون هناك الميزانيات لدعم هذا، ولكن وصلنا مع وزير الثقافة لوجود اتفاقيات بين وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة للكتاب وهيئات مماثلة لها في دول مختلفة، وبالفعل وقعنا بروتوكولي تعاون مع تركيا وسويسرا وجار الآن الاتفاق مع المانيا، بطبع عدد محدد من الكتب، يقوم مثلا الجانب المصري بترشيح الأعمال وسوف نبدأ بأعمال أدبية، والدولة الأخري تقوم بالترجمة ومنح حقوق الملكية الفكرية والطبع والتوزيع لديها، وترشح عملاً مماثلا تقوم به الهيئة بنفس الدور بالتعاون مع المركز القومي للترجمة، إذا وصلنا إلي خمس أوست اتفاقيات يصبح معنا من خمسين إلي ستين كتابا تترجم سنويا لكتاب مصريين وعرب إلي لغات مختلفة.
أرقي سفير مصري
الكتاب المصري كان أعظم سفير وأرقي سفير لمصر وللقوة الناعمة لعب دورا كبيرا، والهيئة تستطيع القيام بما لايقدر عليه الآخرون،كيف ستخرج بالكتاب المصري مرة أخري معبرة عن القوة الناعمة المصرية خارج مصر؟
- اتخذت خطوات لذلك، أولا وجود الكتاب المصري من خلال المعارض بالخارج، أيضا أن تكون لنا منافذ ثابتة في عدد من الدول العربية للكتاب المصري، وفي هذا الصدد تم بالفعل أن وزير الثقافة يجري اتفاقات الآن ليكون لنا منفذ ثابت في السودان وفي تونس، فعندما بدأنا نفتح في الدول العربية أعطينا أولوية لأفريقيا، ولماذا لا تدعم الثقافة السياسة مادام ذلك في صالح مصر، لكن من المؤكد أن الخطوة التالية بعد إفتتاح هذين الفرعين ستكون هناك اتفاقيات مع الدول العربية في آسيا أيضا، لكن هناك أيضا من ضمن السلاسل التي ستنشأ وسوف يعلن عنها في شهر يوليو سلسلة خاصة بالطبع العربي المشترك نفس الفكرة التي ذكرتها فيما يخص الترجمة، ستتم مع الدول العربية لكن باتفاقيات ثنائية بين الهيئة ومثيلاتها في الدول العربية أن يتم طبع عدد من الكتب مثلا يعد لها الآن وأول دولة تم الإتفاق معها هي المغرب، والآن نجري اتصالات ليصبح الكتاب العربي متوافرا في مصر بطباعة مصرية وفي هذه الدول بمطابعهم، لكن الأهم هونقص دور الجانب الإعلامي في الترويج للكتاب وأعتقد الهيئة سوف تقوم بهذا الدور في الفترة القادمة، فلدينا مركز معلومات لايقوم بالدور المنوط به، عرفت أن به 42 موظفا وموظفة أعتقد أنه سوف يشهد طفرة في الفترة القادمة، ويتم الآن البحث عن قيادة جديدة له لكي تقوم بهذا الدور الذي أعتقد أنه سوف يؤثر كثيرا علي ترويج الكتاب المصري سواء في مصر أوفي العالم العربي أوخارجه.
من الخارج مرة أخري إلي الداخل مثلا لدي ثلاثة آلاف مركز شباب وحوالي ستمائة مركز ثقافي، والآلاف من مكتبات المدارس، ألا تمثل هذه النقاط مراكز وجسورا لانتشار الكتاب، أين المكتبة المدرسية التي كانت تأخذ من كل مؤلف خمس نسخ،؟
- ذكرت في البداية الجامعات والمدارس ومراكز الشباب ونحن نتعاون معها بكل السبل الممكنة سواء بالمعارض، أوإذا أتاحوا لنا معارض دائمة.
الهوة الشاسعة بين التصورات والتصديقات مؤلمة جدا في أوروبا هناك الإبداع التنفيذي « أنت تفكر وأنا أكتب»، هل ستخلصنا من البيروقراطية في التنفيذ؟
- حاسبوني بعد ثلاثة أشهر ستجد جزء كبير من هذا تم تنفيذه.
في المشهد الثقافي
الدكتور جمال التلاوي باعتبارك عنصرا فاعلا في الحياة الثقافية، وأستاذا للأدب الإنجليزي، يتزامن مع كل كونك رئيسا لهيئة الكتاب، كيف تقرأ المشهد الثقافي ؟
- هناك إبداع وهناك إبداع متميز وهناك نقد متميز، ولكن المشهد كله مشهد مصنوع، ليس هوالمشهد الحقيقي الذي ينبغي أن تكون عليه الثقافة،مصنوع ومشكل منذ ثلاثين عاما، أن تظهر في كل تخصص وفي كل مجال- أنالا أتحدث عن الأدب بل أتحدث عن الثقافة بصفة عامة- عدد قليل وأن يهمش العدد الأكبر، وكثير من وسائل الإعلام تروج لهذا المشهد، هومشهد غير طبيعي بالتأكيد.
حواراتنا واستطلاعاتنا في (أخبار الأدب) كانت تلقي الضوء علي ظاهرة سلبية وهي غلبة السياسة علي الثقافة، وأن الشارع صار وحشا سياسيا؟
- السياسة دائما غالبة للثقافة أكثر من ثلاثين عاما..!.
وقبل الثلاثين عاما، ماذا عن دور المثقف، قال لي عبد الوهاب البياتي أن المثقفين العرب ينتظرون حتي يتم الحدث ثم يصفقون مع المصفقين أويرفضون مع الرافضين، المثقف الذي ينتظر منه حدس زرقاء اليمامة أين هوالآن، المثقف الذي كان يتنبأ، الثورة لم تحدث من فراغ، الثورة حدثت علي كتابات كبار المبدعين تراكميا؟
-هذا التعبير لي عليه تحفظ لانستطيع أن نعمم علي الإطلاق، لكن اتفق أن جزءا كبيرا لايبادر بالفعل وينتظر، ويحقق مكاسب في كل عصر، سوف تجد الذين يحققون المكاسب هم الذين استمروا مع كل العهود، ومع كل وزراء الثقافة، وقبل الثورة وبعد الثورة، ولكن هناك مثقفين حقيقيين مستبعدين ولهم مواقف، هناك من اكتفي بالإبداع في صمت ويئس من المشهد الثقافي المصري والعربي.
الشتات الثقافي
الشتات الموجود في المؤسسة الثقافية المصرية هونفسه الموجود فلي المثقفين المصريين، المؤسسة الثقافية لدينا ممزقة.
- بين المؤسسة الثقافية الرسمية وغير الرسمية هذا صحيح، ولكن أنا أتصور أن العكس، أن المؤسسة الثقافية ليست ممزقة تمزق وتشتت المثقفون، تشتت المثقفين أدي إلي تشتت، من يحتاجنا، الجميع ينبغي أن يتكاتفوا من أجل مصر ومن أجل الثقافة العربية، أنا كمثقف أحتاج إلي المؤسسة والمؤسسة تحتاج إلي المثقف، لابد أن يكون هناك تعاون وتكافل وليس صراعا، إذا تحدثنا عن المشهد الثقافي نحتاج إلي أن نتكاتف جميعا، مع إختلاف رؤانا، طبيعي أن نختلف كمثقفين، ولكن كيف نختلف، هل المثقف عندما يختلف مع وزير الثقافة يحتل موقعه ومكانه، ليست هذه طريقة اختلاف المثقف، هذه طريقة اختلاف من حاصروا المحكمة الدستورية ومن حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي، وكان المثقفون يرفضون هذا، كيف يقوم المثقف بحصار مكتب وزير، أومسئول، إختلف بالحوار، أكتب، تحدث، حاور، عبر عن وجهة نظرك بالطرق التي يعرفها المثقفون.
لا .. للاحتكار الثقافي
احتكار الفعل الثقافي لدي طائفة بعينها؟
-جزء من المشاكل التي كانت موجودة من قبل ولا تزال هواحتكار كل شيء ومحاولة الدفاع عن هذه المكتسبات التي كانت موجودة لدي البعض، ماذا يغضب البعض في أن تنفتح الثقافة ووزارة الثقافة ومؤسساتها لجميع المبدعين، ما الضير في هذا؟ هذه هي الخطوات أن الاستراتيجية المقبلة لهيئة الكتاب كجزء من توجه وزارة الثقافة، نحن نمد أيدينا للجميع ولن نستطيع أن نحقق شيئا من هذه التصورات أوغيرها مما سيضفه المثقفون إلا إذا تعاون الجميع، وأكرر يمكن أن نتعاون مع اختلافاتنا.
ما نريده هوالفعل الثقافي الخلاق، لايحتاج أنصاف الحلول، إما أبيض أوإسود، الفعل الثوري لايوجد ألقاب، نحن في حاجة لهذا الفعل، وانت تمزج بين دورك كمثقف وكمفكر ودورك كمسئول، يرجي هنا آمال كثيرة، كيف تري الفعل علي المؤسسة الثقافية باعتبارك أحد المشاركين والعناصر الفعالة، دعونا من الكلام.
- الآن أنا أتكلم لأن هذا حوار، ولكن بعد فترة سوف تشاهدون التحول من الكلام إلي الفعل، وأنا أتصور ومقتنع تماما أن خطوات وزارة الثقافة الآن هي خطوات ثورية وإصلاحية، وأتصور أن ما أقوم به مع فريق العمل في هيئة الكتاب وفريق العمل يعني العاملين في الهيئة والمثقفين خارج الهيئة علينا أن نقوم بخطوات ثورية حتي له غضب من تعارضت مصالحهم مع هذا.
هنا علامة الإستفهام والإستنكار أيضا، فيما يتعلق بشخصنة الأشياء، بشخصية هيئة الكتاب وشخصية وزارة الثقافة ، أنا يهمني الشخصية وليس الشخص.
- ما أريده وكنت أطالب به كثيرا ليس فقط في هيئة الكتاب وقطاعات وزارة الثقافة أن تكون هناك استراتيجيات في فترات محددة تستمر حتي ولوتغيب المسئولون، يعني أن يكون مثلا هدف هيئة الكتاب في السنوات القادمة هذه الأمور، مثلا بعض مما طرحته، فإذا تغيرت وأتي رئيس جديد عليه أن يكمل لكي تتحقق، ولننظر إلي التجربة السياسية الأمريكية مثلا، تتغير الأحزاب التي تحكم وربما يتغير الرؤساء داخل الحزب الواحد، ولكن تظل الإستراتيجية الأمريكية لم تتغير، الهدف واضح، يمكن للأدوات أن تتغير..
جاءنا مصطلح العصرنة وقبلناه، الآن هناك الأخونة والسلفنة، ثم- وهذا هواللامعقول- القطرنة...!! أخونة الدولة، أخونة الصحافة، أخونة كل شيء هذه مصطلحات أبحث عنها فأجدها زئبقية، هل توافقني هذا الرأي؟
- نحن هنا في هيئة الكتاب بدأنا منذ أسبوع بالسلفنة ولكن أن نضع سلوفان علي الكتاب ليبدوفي شكل جميل.
أنا لا أعرف معناها ولا أستخدامها، لكني أري أن كل مواطن من حقه أن ينتمي لما يشاء ولمن يشاء سياسيا أيديولوجيا فكريا، دينيا، هوحر، ولكن ما يخصنا في وزارة الثقافة، وزارة الثقافة مفتوحة للجميع من قال إن هناك أخونة في وزارة الثقافة، ما القرار الذي صدر؟ ما الكتاب الذي صدر؟ ما المؤتمر الذي عقد؟ ليقول أن هناك أخونة في وزارة الثقافة، هل يستطيع أحد أن يزايد عليّ بانتمائي لشيء دون آخر، أنا معروف في الوسط الثقافي والجميع يعرف تاريخي منذ أوائل الثمانينيات، ولم أنتم لأي حزب سياسي أوديني أوأي شيء، لي قناعاتي الخاصة، أين الأخونة في وزارة الثقافة؟ وزير الثقافة اختار مستشارا له الدكتور أحمد سخسوخ، هل الدكتور أحمد إخواني؟ هل المستشار المعماري وهومسيحي من الإخوان؟.
هل التوجه مقصود به طباعة أشياء معينة؟
-أين هذا ؟ ماذا اختلفت وزارة الثقافة في الشهر الأخير عن قبل؟ بل اختلف فيما أطرحه الآن من تطورات قبل التنفيذ.
د.جمال التلاوي الناقد والمفكر والأستاذ الجامعي، ورئيس هيئة الكتاب، هل الأوراق الإدارية ستلتهم الأوراق العلمية؟أنا أخاف عليك
- للأسف الشديد في العامين الأخيرين أعطيت فيهما معظم وقتي لاتحاد الكتاب، كتبت ولم أجد الفرصة للنشر، عندي رواية ومجموعتان قصصيتان وكتابان مترجمان وكتابان نقديان، كل هذا جاهز ولم أستطع، استكمال ما بدأته، ولكن أنا أكتب يمكن الإعداد للنشر أن يأخذ وقتا، لأنني أعتقد أنني هنا في مهمة وأعرف أنني في فترة مؤقتة، علي أن أقوم فيها بدوري مع المثقفين ثم بعد ذلك أعود إلي الكتابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.