الثقافة ياسيادة الرئيس هي هوية الوطن وهي السياج الذي يحول دون السقوط في براثن الجهل والفشل!!.. الثقافة بكل ماتحمل هذه الكلمة من شتي انواع العلم والمعرفة والاداب والفنون والابداع وغيرها مما يندرج تحت كلمة ثقافة هي القماشة التي تتشكل منها أنسجة الشعوب والأوطان!!. وكلما كانت القماشة فريدة غالية أضفت علي الوطن ثقلا واعتبارا.. وثقافة مصر ياسيادة الرئيس هي قماشة لا تقدر بثمن وهي نفيسة لاشبيه لها!!.. الثقافة المصرية تغتال يارئيس الجمهورية!!.. الابداع المصري قد دلف بالفعل الي غرفة العناية المركزة!!.. دور النشر أفلست وتزوير الكتب يلقي بظلاله الوخيمة علي الدورالثقافي التنويري الذي يضطلع به اتحاد الناشرين!!..المثقفون معتصمون ووزير الثقافة يخرج لسانه يوميا لهم في تحد أحمق غيرمسئول وغير مسبوق!!.. مبدعو ومثقفو مصر يرتدون ثوب الحداد ويتأهبون للدخول في مواجهات قد تؤدي في نهاية الأمر الي الانقضاض علي تراث وتاريخ هذا الوطن!!.. الموسوعات وأمهات الكتب والمخطوطات النادرة كلها ترتعد بين جدران دار الكتب وكأنها تبكي في أحضان هذه الدار العريقة من خشية اغتصابها او تحريفها او تزويرها!!. .تدخل ياسيادة الرئيس وأبعد العجزة أنصاف المثقفين وأصحاب العقول الجوفاء من محاولاتهم الشرسة ليل نهار في تقويض الثقافة المصرية وتسريح الابداع المصري!!.. سوف يحسب لك يادكتور مرسي انقاذك لثقافة ومثقفي مصر من الغرق الوشيك!!.. سيكون لك لا عليك أن تلزم وزير الثقافة حده!!.. لا احتكار للابداع ياسيادة الرئيس.. ولا رقيب ولا وصاية علي ثقافة مصر.. ولا مصادرة ولا تخويف لحرية الرأي والتعبير.. ولا وصي ولا قيم علي مثقفي ومثقفات مصر.. ولا خدش لكبرياء اصحاب القلم والفكر.. ولاخطف ولا اغتصاب لتراث الوطن.. ولا مكر ولا التواء لتحريف تاريخ مصر.. ولا وزن لمن يحاول أن يستعرض عضلاته النحيفة وجسدة الهزيل وفكره العقيم علي رموز الفكر والابداع المصري!!.. سيذكر لك التاريخ أنك قد سلبت الكرباج الدموي من يد وزير الثقافة الجلاد الذي يهوي به كل يوم علي جسد الابداع المصري والجسد يأبي أن يتأوه أو يتألم أو يرتعد!!.. تعجبت واندهشت واصابني الذهول حين سمعت خطابك الأخير الذي لم تشر فيه من قريب أو بعيد الي قضية سفك دماء الثقافة المصرية!!.. ثقافة مصر لاتقل أهمية عن أهمية الأزمة السورية أو حتي أهمية سد النهضة الاثيوبي بل أراها في ذاتها سدا منيعا ضد أي محاولات مغرضة من الداخل أو الخارج للنيل من حضارة وتاريخ هذا الوطن!!.