عبدالستار سلىم أنا مش أ د يب و لا أ د با تي بسّ ا لأ د ب سا كن ذ ا تي ع ا لحب أ سّسْت حيا تي و با د و ب في ا حا سيس ا لشُّعَرا ا لله ا لله يابدَ و ي جا ب ا ليُسَرا من الفنون الشعرية التي اشتهر بها المصريون في مجال النكتة والإضحاك، ذلك « الفن» الذي يعمدون فيه إلي قلب الأشياء وصرف اللفظ عن معناه الأصلي إلي معنيً مغاير يؤدي إلي إهدار القياس- كما يقول علماء النكتة - وتحدُث به المفارقة التي تثير الضحك، ومن هذا اللون « المقلوب» ذلك الشعر الساخر الضاحك الذي شاع في البيئة المصرية، وهو نوعان: إما يذهب الشاعر إلي قصيدة فصيحة مشهورة فيباريها بقصيدة مطعَّمة فيها الفصحي بالعامية المفصّحة، وهو النوع الأعم والأغلب .. يقول «عمربن أبي ربيعة» في قصيدته التي مطلعها: أ مِن آل «نعْم» أنت غادٍ فمُبْكِرُ غداةْ غدٍ أم رائحٌ فمُهَجِّرُ حسين شفيق المصري قال علي نفس بحرها الشعري ونفس قافيتها : سأ ر حلُ عنها إنّها لِعَبيّةٌ إذا ما رأتْني شا ئباً تتمَسْخرُ ( وقصائد الشعر الجاهلي كان لها نصيب الأسد في التباري معها) أو يقتصر الشاعرعلي بعض الألفاظ العامية، ودون أن ينظر إلي أصل يحتذيه، يقول «حسين شفيق المصري» : الحبُّ أخرج مقْلتي بصباعِهِ وأصاب قلبي باللهيب بتاعِهِ سار الوابور إلي بلاد أحبّتي يا ليتني متشعبطٌ بذراعِهِ وهذا اللون من الشعر العربي يعتمد علي إدخاله المفردات الشعبية في نسيج القصيدة الفصيحة ليأخذ الشكل الكوميدي في الطرح، ويعتمد الشعراء في قصائدهم علي طرح المشاكل الاجتماعية و الإنسانية عبر قالب كوميدي فكاهي جميل يداعب الأحاسيس وفن الفكاهة المصرية قد تبلور في العصرين الفاطمي والأيوبي ، متجلياً ذلك في شعر «التحامق» (و كان عبارة عن مقطوعات شعرية كانت الفكاهة فيها مقصودة لذاتها كغرض شعري متميز) كما تجلَّي في إضفاء الطابع الفكاهي علي كثير من الأغراض الشعرية ..!! والمصري يتميز بأسلوب تهكمي جميل، وبروح عالية التركيز، ولا يفوت بعض الأمراض الاجتماعية، إذ يعالجها بأسلوب متميز، فيأتي حادًّا جارحاً ، ولكن تعابيره مضحكة، قريبة من الروح، وكان لمعلقات العصر الجاهلي نصيب الأسد في هذا المضمار الفكاهي، ثم بعض قصائد عصر صدر الإسلام، و قصائد العصرين الأموي والعباسي.. فكان الشعراء يعمدون إلي مطالع هذه القصائد فيجعلونها مطالع قصائدهم، ثم يكملون قصائدهم الجديدة المطعّمة بالألفاظ العامية المفصّحة - إن جاز هذا التعبير- أي يعمد ون إلي إعراب الكلمة العامية (أو المنحوتة أحياناً إذا لم تسعفهم ألفاظ العامية) لكي تبدو - في نسيج القصيدة - وكأنها فصحي ، بشرط ألا يكون هذا الاستعمال مخلاًّ بالوزن والتقفية هذا اللون من الشعر « المطعَّْْم» - كما أطلق عليه هذا الاسم د. كامل شاهين - ( وهي تسمية موفقة لم يُقدَّر لها أن تذيع ) ، هو ما يُطلق عليه اسم « الشعر الحَلَمَنْْْتيشي ، والذي سوف نتعرض له بالتفصيل من خلال الحلقات التالية ..