نظمت جمعية حماة اللغة العربية وأعضاؤها أمسية لإحياء الذكري الثلاثين للشاعر المتفرد أمل دنقل. وقد تحدث بالأمسية رفيق عمره الإعلامي عبد الوهاب قتاية، الذي انفرد بتسجيل نادر سجله مع أمل دنقل في أيامه الأخيرة لتليفزيون أبوظبي، ويكاد يكون هذا التسجيل الوحيد للشاعر أمل دنقل، والمثير في الأمر أن التسجيل يعرض لأول مرة في مصر بعض مضي ما يقرب من واحد وثلاثين عاما من إجرائه. وقد لفت قتاية أن أمل دنقل كان يرفض التسجيلات التليفزيونية والإذاعية ويرفض الحديث عن نفسه رفضاً قاطعاً حتي انه لم يكتب مقدمة أو مؤخرة لكتبه، لكنه وافق بسلاسة علي هذا التسجيل الذي أجراه معه صديقه عبد الوهاب قتاية أثناء صراع دنقل مع المرض ومكوثه في مستشفي أورام السرطان واستشعاره باقتراب شبح الموت منه، وقد تحدث الشاعر أمل دنقل في هذا الحوار لأول مرة عن شيء من حياته، وألقي الضوء علي بعض من آرائه في قضايا الأدب والمجتمع والثقافة، وألقي بعضا من أشعاره بأسلوبه الواضح المتميز، من أوراق ابي نواس الورقة الأولي ملك أم كتابة ، والورقة الثانية من يملك العملة، والورقة الثالثة نائماًً كنت جانبه ، والورقة الرابعة أيها الشعر ، والورقة الخامسة وأمي خادمة فارسية، والورقة السادسة لا تسألني ان كان القرآن ، والورقة السابعة كنت في كربلاء ، ومقاطع من قصيدة لا تصالح، والبكاء بين يدي زرقاء اليمامة. واستطرد الإعلامي عبدالوهاب قتاية حديثه عن الشاعر أمل دنقل مشيرا للجيل الذي ينتمي إليه الشاعر وهو جيل الستينيات الذي تميز بتألق العقل المصري وازدهار القدرات الفكرية والعقلية، وتميز الإنسان المصري في شتي المجالات العامة والثقافة خاصة، فهو ينتمي لجيل حمل مشاعل القوة الثقافية الناعمة التي أشرقت علي العالم ومعه باقة إبداعية سامقة، والي الآن مازال هذا الجيل يملأ حياتنا بالإبداع ومازالوا هم طيور محلقة في سماء الإبداع والثقافة والفكر، لكن تفرد أمل دنقل بينهم رغم رحيله في سن مبكرة، يجعلنا ندرس الأمر بدقه لعله نظر من حوله ليري كيف يتفرد بينهم، وأظنه قد وجد الجواب ووجد الكلمة التي تفرد بها بمقومات لغته الواضحة والمحددة، فنراه استلهم من التراث العربي الإسلامي رموزاً وأماكن وتجارب وشخصيات ألهمته، وكلها تصلح لان تكون رموزاً في العملية الإبداعية، فقد عالج أبي نواس وقد عرف بالمجون والخمريات، وكان بعيداً عن قلوبنا لكنه استطاع أن يدخله إلي قلوبنا بشكل أو بآخر من جديد، وقد تناول المتنبي أيضا من منظور مختلف.. ثم أخذ مأساة حرب الباسوس وحرب الأربعين عاماً وساقها لنا واستخرج منها رموزا كانت هي الماستر بين لقصيدة »لا تصالح«.