حين يرتعشُ القلبُ تنفضُ كلُّ العظام المُني وتبيع مواسمَها للهواءِ الذي فرَّ من شطحات الهوي أمضغُ الآن ملحًا تَقَطَّرَ من نهر دمعي سفائنُه الذكرياتُ تهدهدُ قلبًا من الماء قُدَّ فصب دماءً يخالطها الماء في كل شبر بروحي فأيقظ كل السنينَ التي اختبأتْ أسفل الجلد دهرا تعربدُ دون صهيلٍ إلي أن أثارت غبارًا بوجهي فأعمي العيونَ وأطلقني في اتجاه الرياح أفتش عن ذكريات تصفف شعر النجوم وتفتح للحلم بابا علي ساحة القلب تُنبت فيه رياضا توزع للميتين روائحها في الصباح ليحيَوا علي جثتي آمنين تُري هل أغَلّفُ ذكراي في علبة ٍ أم أبعثرها في القصائد علَّ الرياح تبيح دمي للرياحين تلك التي نبتت دون أن تستبين فينشق فجرٌ يواري سواد السنين فما بين رأسي وأصبع رجلي تمر عقود من الصخر تحجز مائي بقلبي وتحفر أسفل منه بحيرة طين تعيث الخنازير فيها فينتفض السمك الرافض الليل يأبي شباك الخنازير للطين في فمه نكهةُ الموت ليلةَ عيدٍ زعانفه تجرح الماء يخلعها ويمر إلي خارج النهر يختار قبرا بعيدا ليرقد فيه ويرسم في صفحة الرمل نهرا بلا أي ماء ولا أي طين يودعني بابتسامته الخزفية ألمح روحي إليه تطير تحط علي قبرهِ ومن خلف غيم الدموع أحاول أن أتدبر من موتهِ لستُ أبصر ما قد كتبتُ علي ورق العمر يبدو الكتاب بلا أي حرف وتبدو الحقيقة تائهة في السطور فلا لغةُ الحرب تفتح حصني ولا لغة ُالقلب تفتح قلبي وتبقي النقوشُ علي جسدي تستعيد براءتها وتحاول ألا تموتَ فتخرج قلبي وتفتحه للسماوات تُسقط فيه المطرْ عله يتطهر من طينه ويجهز أجنحة للسفرْ