قصيدتان علي عتبات النهار

1 اغتسال
للموت أن يشتاق للموتي
ولي ألا أموتَ
أنا المسافر في العروق ِ
أمرُّ من قلبٍ إلي قلبٍ
فترفضني الدماء ُ
أطيرُ
أسبحُ في الفضاءِ
أصومُ
علّي أخنق الشيطانَ
تنبتُ في جلودي جنة ٌ
تمتد ناحية السماءِ
وبعض أعضائي يصر علي الصعود
فتعتلي الأغصان مسرعة ً
فينعشها الهواءُ
وكلما صعدت تدق جذورُ أشجاري جلودي
كي تحلق في غيابات الترابْ
++
في باطن الأرض الطيورُ كفيفة ٌ
والنار تصهر ما تبقي من غصونْ
والرمل يملأ ما تبقي للنهار من عيونْ
قد لا أري ثمرا بغير الطينْ
قد لا أري ثمرا هنا
قد لا أري
قد لا أري

أحسنتُ ظني
واغتسلتُ
ومن جبال النار في قلبي بكيتُ
فذبت أطنانا من الأوهام ِ
في ملكوت قلبي طفت عمرًا
ما انتهيتُ
تَنَزَّلَ الوجعُ المخالط مهجتي
مطرا علي رأسي
فشابَ الرأيُ
وانطفأت به النيرانُ
بِعْتُ دمي
لأشرب من مياه الله
أروي كل أوردتي
لتُنبتَ من خلاياها دماءً
تحتوي التاريخَ
ترفع رأسها أبدا
وتنهي حقبة القبر المسافر في البلاد
يمر من تيه إلي تيه
يبيع الموت للموتي
ولا يشتاق للأخري
ولا يشتاق للدنيا
بلا قلبٍ يعيش ولا هوي

رسم النهار علي جبين الليل شمسا
أسقطتْ عرشَ الثلوج ِ
فشُقت الأنهارُ
تجري وسْطها الأحياءُ
ترقص في جميع ضفافها الأشجارُ
تُزهر كل صبح زهرة ً
تمتد نحو الشمس
تلثم ضوءها
فتحس أعضائي
التي كان التراب امتصها
بأريج أحلام النهار ِ
فترسم الشمس التي بزغت بقلبي
لوحة ً تختال في وجه الفضاء
وتأخذ الضوء المرابطَ في سكون ٍ
سُلما
نحو
السماء ْ
2 فتح
يطالبني الساكنون دمي بامتلاكي
فيرفض من يزحفون لقلبي
تدور المعارك وسط العروق ِ
ويفتح قلبي جنودُ النهارْ
ويمتلك الفاتحون القرارْ:
تُؤَمَّم كلُّ الدماءِ
وتُنصب للساكنين القدامي مشانق ُ
تُرفع وسْط السماءْ
++
إذا كان بالأمس نور ونار
وجَلَّي سوادَ الليالي النهار
فما للطريق سوي الخطواتِ
أراني علي سطح رأسيَ
أرقب نور القمرْ
وأجنحة القلب تعزف ألحانها
فتصعد روحي إلي روحها
ويسّاقط النور
يغسل رأسي
ويحلق شعري
ليحرقَه بالبَخور
عساه يوزع وسْط السماء نجوما
تضيء المساء
وتُسقط فوق المساكين ِ أشهي الطيور

إذا أغلق الناس أبوابهم
ففي ردهة القلب باب ٌ
يطل علي شرفة في السماءِ
تلملم كل بقايا الدماءِ
لتخلق خلقا جديدا
يري الدمع حصنا
وينشر في القلب أمنا
يوزع كل الجنود بكل الحدود
وأورادُهم بين أضلاعهم
يقيمون حولي سياجا
وداخل جسمي يهدون كل السدود