السبت: علمتنا "دار أخبار اليوم" سمو اللغة الصحفية وأدبيات الحوار، وبثت فينا روح الموضوعية وتغليبها علي الذاتية أيا كان التجريح، وكان استاذنا مصطفي أمين- الذي خرجت من معطفه أجيال صحفية في الداخل والخارج- يقول دائما: "كلما ركلني أحد من الخلف تقدمت خطوة إلي الإمام" لذلك عاش ورحل عملاقا وجعل صحف دار أخبار اليوم في حالة من التوهج الصحفي جيلا وراء جيل. هذه واحدة.. والثانية استعيدها دائما حين جاء د. ابراهيم ناجي- شاعر الاطلال- يشكو إلي استاذنا د. طه حسين من هجوم بعض النقاد عليه بقسوة، فقال له اجمع كل ما كتب عنك وضعه تحت قدميك ستجد نفسك ارتفعت عن الأرض قليلا..! وقد كان. استدعي هذين الرمزين وما في رؤيتهما من دلالة وتشكيل في المعني والمبني، فأكبح جماح القلم والنفس وأنا أتابع "ثرثرة" تطن حول غلاف "أخبار الأدب" الأسبوع الماضي، لم أجد عبارة واحدة تشي بالموضوعية، وجديرة بالحوار، اللهم إلا لغة سوقية، ولهجة هابطة، محملة بالحقد والبغضاء لأشياء دفينة في بعض نفوس مريضة، تنفث رذاذها و"تبخ" فحيحها مثل الأفاعي.. ليس إلا!. الفعل الثقافي الخلاق.. هو الرد المستمر.. الصحافة الثقافية الموضوعية.. هي العنوان.. الكلمة الحرة المنطلقة والمطلقة لطاقات المشهد الثقافي بكل تجلياته وتداعياته ومساراته.. العنفوان ضد النعرات المنكسرة التي تسعي لهدم منظومة القيم في المجتمع.. إشعال "أخبار الأدب" للمزيد من النوافذ والمنافذ لحملة مصابيح الفكر والأدب والنقد والإبداع.. يطفيء (حملة المباخر) الذين يزحفون علي البطون في كل عهد، وفي كل مرحلة، ويرتدون الأقنعة في كل حين حسب مقتضيات الحال. استحالة.. لا حكر علي فكر ولا قيد علي رأي.. ولا اقصاء لأحد، ولا إبعاد لتيار.. الطريق يتسع للجميع.. والبقاء للفكر الأقوي.. والقلم الجاد.. والرأي المنير.. وكفانا إظلاما وظلما لعقول وأقلام وأفكار تم تغييبها بفعل فاعل، وعن عمد وسبق اصرار وترصد ثقافي وصحفي وفكري لتحقيق مآرب أخري، والشواهد والمستندات أكثر من ان تحصي، وقد آن الآوان لطرحها وكشف المتحولين والذين كانوا يقبلون الأقدام قبل الأيادي والرؤوس! وظلوا سنوات يعبدون أصنامهم ولايزالون بشكل أو بآخر. إن "دار أخبار اليوم" التي تتخذ من الثقافة مقوما أساسيا، ومرتكزا تأسيسيا، في منظومتها الصحفية، وتحقق هذه الرؤية بإصداراتها الجماهيرية المتعددة التي تخاطب المجتمع كصحافة الملايين وصوت الشعب والناس، هي الدار الوحيدة التي تنفق بسخاء علي "أخبار الأدب" الجريدة الوحيدة في المنطقة التي تتخصص في الأدب وتحمل شعلة الثقافة منذ عشرين عاما، إلي جانب كتاب اليوم، والقطاع الثقافي، هذه الدار بمنظومتها ورؤيتها يستحيل إلا أن تتعامل مع جميع الأطياف والاتجاهات والأقلام- طالما- تتفاعل مع المجتمع والمشهد الثقافي بموضوعية وليس لها مآرب اخري ولن يكون... "أخبار الأدب" هي صوت المثقفين الذي لا يمكن ان يختنق، ولا يحترق، وعلي اختلاف مشاربهم وتباين اتجاهاتهم.. مادامت مصر في الضمير والحسبان.. وثقافة مصر هي القوة الناعمة التي هي أمضي من كل قوة..!. في ضياء ذلك.. بأي حق تسألني يا رئيس تحرير جريدة "الوطن" عما ننشره أو لا ننشره؟! حتي أنت يامجدي الجلاد؟! وأنت تسُوق صحيفة هي أشبه بوسيلة المواصلات ال"توك توك" في شارع الصحافة؟! تتحدث عن السقوط المهني، وأنت رمزه؟ ألم تكن تسبح بحمد "الإخوان" سنوات وسنوات؟ الآن.. تدعي وتزعم وتهاجم.. وتتطاول علي "أخبار اليوم" ممثلة في »أخبار الأدب« ! وتتهجم علي شخصي الذي يشرفه أنه لم يتلوث لا فكرا ولا سلوكا مثلك في العهد السابق؟! ما الذي يزعجك في غلاف أخبار الأدب؟ وأنت لم تقرأ المضمون؟ إلي هذا الحد ترعبك صورة المهندس خيرت الشاطر لأنني تناولته في سياق ثقافي مثله مثل كل أبناء مصر في أي مكان وأي زمان..؟!. إن فعلك يضاهي فعل الصبيان الذين ارسلت أحدهم يسألني عن الغلاف، ولما سألته: هل قرأت العدد؟ قال: لا رأيته علي الفيس بوك!، فلم أرد عليه ولا علي غيره.. إنهم صبية لايقرأون إنما يلهثون وراء صورة.. فهل نتعجب من أحوال الصحافة الآن؟ فتاة اخري لا أدري من أية قناة أو جريدة ، تسأل نفس السؤال وأجيب بنفس الاجابة! إنه التسطح ليس إلا..!. المشكلة أن هؤلاء لايزالون يعملون بأساليب صحفية انقرضت، هناك صحافة جديدة، وتشكيلات جديدة، ورؤي جديدة، وفكر صحفي لم يصل إليكم بعد. كل هذه (الثرثرة) من بعض صحافة وفضائيات ال"توك توك" لا تساوي عندي مثقال ذرة من رأي محترم لكاتب أو مثقف أو صحفي محترف يقول رأيه ويبدي رؤيته بموضوعية وحيادية، بغض النظر عن الاختلاف والاتفاق.. إنها أدبيات نفتقدها كثيرا لكننا في اجواء مسمومة.. وفي الزحام لا أحد يسمع أحدا.. وفي ظل الأحادية وتصلب شرايين الرأي.. وغياب منظومة القيم يصبح كل شيء.. مباحا حتي القتل، علي حد تعبير ديستوفسكي في رائعته (الإخوة الأعداء.. كرامازوف)..!!! الاثنين: بالمناسبة.. الصحافة الإلكترونية في العالم لها أصولها ومعاييرها وقوانينها وأدبياتها.. ولأن أصحابها لدينا "محدثون" ويتخذونها هرولة وتجارة وسلاحا للتشهير أكثر من الرسالة والمهنية والأخلاقية، فهم يسقطون ويتساقطون كثيرا.. خذ مثلا.. موقع اسمه "فيتو" لصاحبه الأستاذ "عصام كامل" وشركاه، أرسل إليّ فتي لايزال في مهد شارع الصحافة صبيا.. قبل أيام وكان يوم الأربعاء وهو اليوم الذي لا أجد فيه دقيقة واحدة من الفراغ لأنه يوم مثول الجريدة للطبع.. جاءني يريد أن يجري معي حوارا عما يتردد من اشاعات مغرضة عن "أخبار الأدب" رفضت بالطبع، لأنني لم أرد علي القيل والقال، ومثل هذه الأقاويل دحضتها منذ أن توليت هذه المسئولية، فالفعل وحده هو الكفيل علي أي رد، أصر الفتي وأنا أيضا، ووعدته بيوم آخر، وفتح معي رؤوس موضوعات، ووافقته شريطة التسجيل في موعد لاحق.. واتفقنا ودردشنا علي الحديث حول الشأن الثقافي.. وبعد يومين فوجئت بنشر مقطع من الجلسة، مع أنني نبهته ألا ينشر أو يعرض شيئا، ووافق، لأفاجأ بالدردشة تعرض كل ساعتين في مقطع مجتزأ لا موقع له من الإعراب وليس له سياق.. ونبهت صاحب الموقع.. وارسلت اليه هذا البيان التوضيحي بالحرف الواحد:(نفي رئيس تحرير أخبار الأدب ما نشره موقع فيتو الالكتروني ، منسوبا اليه ، من حديث ، حول موقفه من الاسلام السياسي، ورؤيته للمشهد الثقافي والمصري بشكل عام، وأكد العفيفي في بيان توضيحي له أن ما عرض من لقطات لم يكن حديثا متكاملا، وإنما تم انتزاعها من سياقها، فبدت مبتورة ومتفرقة، وحملت تأويلات غير حقيقية. مشيرا الي أنه يعلن تبرأه من هذه اللقطات والتصريحات التي نسبت اليه، علي أنها حوار، ولم يقلها بهذا الشكل ، ولم يوافق علي نشرها أصلا.وأكد رفضه لتأويل الكثير من المصطلحات التي يجري تسويقها ويروج لها المناوئون للتيارات الدينية، ورفضه سوء الاستخدام الاعلامي لهذه القضية، من منطلق رفضه إقصاء الآخر، فالطريق في مصر يتسع للجميع.وأضاف رئيس تحرير أخبار الأدب أنه يحمل كل التقدير لزملائه في الجريدة ، وأنه يحتويهم بروح الأخوة، سعيا الي تقديم خدمة صحفية ثقافية متميزة للمجتمع، باسم دار أخبار اليوم ، وأن الجميع يتعاونون لرسم صورة شاملة أسبوعية للحياة الثقافية عموما، بما فيها ومن فيها.وقال مجددا إنه كرئيس تحرير جريدة ثقافية يتعامل بشفافية مع كافة التيارات الفكرية والسياسية والجماعات الثقافية، والبقاء للأقوي فكرًا ، فلا توجد جماعة ثقافية واحدة، بل جماعات، وتيارات سياسية متعددة، وأنه يؤمن بتعددية الأصوات، وهذا هو جوهر الديمقراطية) و(طبعا لم ينشر). المفارقة التي لايعلمها الزميل عصام كامل ان الصبي الذي ارسله، إنما أراد ان يعمل في "أخبار الأدب" محررا، وأرسل إلي ثلاثة موضوعات ( حوارا مع المنشد الشيخ جودة.. وتحقيقا عن التربية الجنسية.. وموضوعا عن الشيخ محمد رفعت(!!) وهي مواد بينها وبين الصحافة الحقيقية، سنوات ضوئية! وقال إنهم يتقاضون مرتباتهم بالكاد، وإنه يشرفه أن يعمل في "أخبار الأدب"!!! ولما نشر مقطعا اتصل بي وقال إنهم اجبروه علي نشره!!. هذه عينة.. عينة فقط.. دلالة علي ألاعيب بعض تلك المواقع الاسترزاقية!. ثم نشر عصام كامل مقالا في موقعه أو (عزبته)، يسخر ويستهزيء بالكاتب فؤاد قنديل الذي كشف فضيحة الموقع بمقال "كذب يصل إلي حد الجريمة". استنادا إلي تحريف كلامه ليكون ضد أخبار الأدب، إلي هنا والقضية بين الاثنين.. لكن ان يتطاول صاحب (فيتو) عليَّ وعلي أخبار الأدب، بصفاقة ويقول "قلة أدب"( الحكاية ومافيها أن زميلنا هيثم عبد الشافي أجري حوارًا (!!!!) مع الأستاذ الصحفي الكبير مجدي العفيفي نسي نفسه فيه وتعنتر وقال كلامًا عندما رآه علي بوابة فيتو الإليكترونية جماعة خيرت بالطبع اتصلوا بمجدي، وشعر الرجل أن الكرسي يتحرك من تحت مقعدته، وأن شيئًا ما يحدث وأن زلزالًا يهزه هزًا ، فطلب رفع الحوار من علي البوابة، فاعتذرنا لأن ذلك حق القارئ ولا نستطيع أن نرفع حوارًا مهما كانت النتيجة وسألته: هل حُرِّف الحوار ؟ لم يجب.. قلت : هل تجني عليك هيثم ؟ فلم يجب .. قلت: أرسل ماتراه ردًا علي الحوار، وسنرد بالفيديو فآثر السلامة» . لار د إلا .. إذا لم تستح فقل ماشئت. ماذا فعلت ببياني أيها الرجل الأمين؟ عيب.. الي هذا الحد تدعي وتلوي عنق الحقيقة، فما أنا بالباحث عن الكراسي أمثالكم ، ولا يهزني شئ، ولا ينبغي، وكيف تسول لك نفسك أن تتوهم وتقول (جماعة خيرت اتصلت بمجدي) هذه لعبتكم أنتم، وماضيكم معروف بمثل هذه الأشياء، في شارع الصحافة والنفاق والتلويث..!. ثم لماذا تسخر من غيرك؟ ألا تفهم معني (لا يسخر قوم من قوم.. ) حتي تزعم أنني »بحاجة إلي صورة لغلاف العدد القادم، يظهر فيها مرشد الجماعة بلباس البحر)!! مالك والرجل؟ وهل هذا تعبير يقوله صحفي محترم؟! يا صديقي.. أنا لم أهاجم أحدا، ولم أسئ إلي أحد ، ولم أكتب إلا ما أنا مقتنع به ولم ولن أكتب.. ولم أقل شيئا أخجل منه مثلك.. ولن..!! كن شجاعا يا صديقي.. فأنا لم أطلب حوارا منك ولا من غيرك، فأنا ابن »أخبار اليوم« وكفي..!. انت الذي أردت ، فأنا أعف دائما عن مثل هذه الأمور! بل انت الذي شكوت لي من انعدام قدرات كثير ممن يعملون معك. ثم ماشأنك أنت والصحافة الثقافية التي لا يقدر عليها أمثالك؟ لا شكلا ولا مضمونا؟. الصحافة الثقافية.. ليست لعبة. لكنكم لا تعقلون ولا تدركون!. عفوا أيها السادة القراء علي مطارحة هذه الهموم.. لكنها تحمل أبعادا موضوعية، أكثر منها ذاتية، لتتأكدوا أن الفساد ليس فقط ماديا، بل ان إفساد الوعي أخطر ألف مرة من أي إفساد أخر.. ولهذا وقفات كثيرة قادمة. معذرة للسادة القراء..