مجلس الشيوخ يوافق على تعديلات قانون الكهرباء لضبط المال العام    مدير تعليم القاهرة تكرم الطلاب ذوي الهمم بمدرسة الفسطاط    تجاوزت 8% خلال أسبوع.. استمرار قفزات الفضة بسبب نقص المعروض وتزايد الطلب    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات وحدات «سكن لكل المصريين» بعدد من المدن الجديدة    طارق شكري رئيسًا لغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات    نواب ديمقراطيون يهاجمون إدارة ترامب بسبب وثائق قضية إبستين    برشلونة يفوز على فياريال 0/2 ويعزز صدارة الدوري الإسباني (صور)    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يتعادل مع أستون فيلا 1/1 في الشوط الأول    محافظ الوادي الجديد يعتمد موعد امتحانات الفصل الدراسي الأول للنقل والشهادة الإعدادية    محمد هنيدي يبدأ تصوير مسلسل "عابدين" عقب انتهاء الموسم الرمضاني    حقيقة ارتباط أحمد العوضي ويارا السكري    ضبط طرفي مشاجرة بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي    حقيقة توقيع يوسف بلعمري مع الأهلي 3 مواسم ونصف.. مصدر يكشف    هايدينهايم ضد البايرن.. البافارى بالقوة الضاربة فى الدورى الألمانى    فيلم "القصص" يفوز ب التانيت الذهبي لأفضل فيلم بمهرجان قرطاج    خبير دولى: إسرائيل تماطل فى تنفيذ اتفاق غزة للتهجير.. ومصر تتمسك بالإعمار    حصاد 2025.. تنفيذ أكبر خطة حضارية لتطوير شوارع مدينة كفرالشيخ| صور    التشكيل – واتكينز يقود هجوم أستون فيلا.. وتبديلات في مانشستر يونايتد بسبب غيابات إفريقيا    وكيل الأزهر يلقي محاضرة لعلماء ماليزيا حول "منهج التعامل مع الشبهات"| صور    جامعة عين شمس تحقق إنجازًا جديدًا وتتصدر تصنيف "جرين متريك 2025"    وزير الخارجية يعقد اجتماعاً ثلاثياً حول ليبيا مع نظيريه الجزائري والتونسي    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ‫ويداهم بناية    الجيزة توضح حقيقة نزع ملكية عقارات بطريق الإخلاص    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد تشغيل فندق الكونتيننتال التاريخي وسط القاهرة بعلامة تاج العالمية    على أنغام الربابة.. نائب محافظ الأقصر يشهد تعامد الشمس على معابد الكرنك| صور    «النجمة التي سقطت من السماء» يفتتح عروض نوادي مسرح الطفل في الغربية    مفتي الجمهورية: المؤسسة الدينية خَطُّ الدفاع الأول في مواجهة الحروب الفكرية التي تستهدف الدين واللغة والوطن    الصحة: إغلاق 11 مركزًا خاصًا للنساء والتوليد ب 5 محافظات لمخالفتها المعايير الطبية    رئيس الإمارات يبحث مع نظيره الفرنسي تعزيز العلاقات    القيمة السوقية لمنتخبات أفريقيا في كان 2025    إحالة أوراق قاتل زوجته أمام أبنائه إلى المفتي بالبحيرة    أمن الجيزة يفحص فيديو اقتحام عدد من الخيول فناء مدرسة بمنطقة بولاق    رئيس الوزراء يتابع مع وزير الكهرباء الموقف التنفيذى لمشروعات الطاقة المتجددة    نصيحة للأمهات، احذري من تأثير ضغط الدراسة على علاقتك مع أبنائك    الداخلية تكشف حقيقة فيديو محاولة سرقة شخص بالسيدة زينب: خلافات عائلية السبب    إيمى سمير غانم تكشف كواليس اختيار أسماء أبنائها مع حسن الرداد    لماذا نشتهى الطعام أكثر في الشتاء؟    عراقجي: مستعدون لإبرام اتفاق "عادل ومتوازن" بشأن برنامجنا النووي    اتحاد شركات التأمين: معالجة فجوات الحماية التأمينية تتطلب تعاونًا بين شركات التأمين والحكومات والمجتمع المدني    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    ضبط 3 محطات وقود بالبحيرة لتجميع وبيع 47 ألف لتر مواد بترولية    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزير خارجية جنوب إفريقيا لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية    «المصدر» تنشر نتيجة الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    محافظ أسيوط: استمرار تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية لاكتشاف المواهب الرياضية    حملة للمتابعة الطبية المنزلية لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الهمم.. مجانًا    فى مباحثاته مع مسرور بارزانى.. الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر الكامل للعراق الشقيق ولوحدة وسلامة أراضيه ومساندته فى مواجهة التحديات والإرهاب.. ويدعو حكومة كردستان للاستفادة من الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات    مصرع 3 أشخاص وإصابة آخرين في بورسعيد إثر حادث تصادم بين سيارتين    حقيقة تأثر رؤية شهر رمضان باكتمال أو نقص الشهور السابقة.. القومي يوضح    فضل العمرة فى شهر رجب.. دار الإفتاء توضح    محافظ القاهرة جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي    شهر رجب .. مركز الأزهر العالمى للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    الصحة: فحص أكثر من 20 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    شهر رجب.. مركز الأزهر العالمى للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    حبس المتهم بقتل زميله وتقطيع جثمانه إلى أربعة أجزاء وإخفائها داخل صندوق قمامة بالإسكندرية    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    بركلة جزاء قاتلة.. أرسنال يهزم إيفرتون ويعود لاعتلاء صدارة البريميرليج    مبابي يعادل رقم رونالدو التاريخي ويحتفل على طريقته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة الحرية في الصحافة الإيطالية
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 06 - 2010

من يفكر في دراسة الصورة الذهنية التي تكونها الشعوب عن بعضها البعض لابد أن يدرس كيفية تعامل وسائل الإعلام مع الأحداث، باعتبارها الموجه الأول للرأي العام، ليس فقط بما تنشره من مقالات وتحليلات لإقناع المتلقي بوجهة نظر معينة، وإنما أيضا باختيارها للأخبار التي تنشرها وتلك التي لا تنشرها. وعلي مدي أسبوع راقبت معالجة الصحافة الإيطالية لحادث الهجوم علي سفن قافلة "الحرية" التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لغزة وتحولت بتدخل الكوماندوز الإسرائيلي إلي مذبحة، ونقدم هنا بعض المواد الخام، التي تحتاج إلي مزيد من التحليل ربما خرجنا منها بدروس تفيدنا في التعامل مع مثل هذا النوع من الأزمات.
بداية تقتصر المواد المنشورة هنا باختصار غير مخل علي الصحف الكبري واسعة الانتشار قومية التوزيع والتي لها تأثير أكثر من غيرها علي الرأي العام، وهي تمثل جميع الأطياف السياسية في إيطاليا. بصفة عامة كانت الصحف صاحبة التوجهات اليسارية هي الأقرب إلي إدانة إسرائيل، وإلي المطالبة بإنهاء الحصار علي غزة وبمقاطعة إسرائيل وحصارها، بل وذهب بعضها إلي معاملتها علي أنها نظام عنصري يجب القضاء عليه قياسا علي تجربة نظام الفصل العنصري لجنوب إفريقيا.. صحيفة واحدة هي التي تبنت وجهة نظر إسرائيل، بل وربما علي نحو أقوي من الصحف الإسرائيلية نفسها، وهي صحيفة "إل جورنالي"، والتي هنأت إسرائيل علي نجاح العملية، بل وطالبت بممارسة عنف أكبر ضد نشطاء السلام المزيفين علي حد قولها. ولكن الصحف الأكبر والأوسع انتشارا كانت تريد أن تكون علي الحياد، وأن تنشر وجهات النظر كلها، وهو خير يراد به شر، لأنه في النهاية سوف يصب في مصلحة الجانب الإسرائيلي، رغم الإدانة الشكلية للجريمة. كما أن هناك إشارات في هذه التغطية الصحفية لا ينبغي أن تغيب عن فطنة واضعي السياسات في عالمنا العربي، ومنها الغياب التام أو شبه التام لآراء كبار الكتاب والشعراء الإيطاليين. صحيح أن الكتاب الكبار يميلون إلي التأني في التعليق حتي لا يشاركوا في غوغائية التعليقات الفورية، ولكن هذا يعني أيضا أن اهتمامهم المتحمس يبعد كثيرا عما يمكن أن يكون اهتمامنا وحماسنا نحن. وهنا لابد من إعادة التأكيد علي أننا ينبغي أن نخلق هذه الحالة من الاهتمام لديهم، والسبل لتحقيق هذا الهدف معروفة وميسورة إذا أردنا.
النقطة الأكثر إثارة في هذه التغطيات الصحفية هو أن هناك كتاب إسرائيليون شاركوا علي الفور في الكتابة عن الأحداث الجارية، بحيث لم تخرج التغطية الفورية للأحداث دون لقاءات معهم أو مقالات منهم، وهو ما يعني أنهم قادرون علي الوصول الفوري إلي وسائل الأعلام الإيطالية. في مقالاتهم وأحاديثهم أدان الكتاب الإسرائيليون العملية، لكنهم لم يدينوا الجيش الإسرائيلي ولا الجنود السفاحين الذين أطلقوا النار علي أبرياء مدينين، ولم يكونوا ضد دولة إسرائيل، ولم يدعوا إلي عقوبات أو مقاطعات. أدانوا شكلا ولكنهم رسخوا في الموضوع أن الجيش الإسرائيلي أساء التصرف في قضية عادلة! في المقابل ليست هناك كلمة واحدة عربية أو إسلامية شاركت في تغطية الحدث. حضور الكتاب الإسرائيليين وغياب الأقلام العربية مشكلة لابد لها من حل، والحل - في تصوري - هو "تسويق" الفكر العربي في أوروبا علي نحو أفضل مما يحدث الآن، والتحلي بالتواضع عندما نقدم أنفسنا لغيرنا، والانفتاح الواعي علي الآخرين، واعتزازنا - قبل غيرنا - بقيمنا وقممنا الفكرية والثقافية.
جاء الهجوم الإسرائيلي علي قافلة المساعدات الإنسانية إلي غزة ليغطي الصفحات الأولي من الصحف الإيطالية، وحرم المانشتات من الشئون الاقتصادية الملتهبة في إيطاليا.
البداية بكاتبين إسرائيليين استطاعا نشر رأيهما في عز الحدث وسخونته هما عاموس عوز ويهود شوا، الذين أدانا التصرف ولكنهما ناصرا الفكر والفكرة، وهنا خطورة ما يقولونه، فهم لا يصدمون الرأي العام بالدفاع عن المجزرة، ولكنهم من خلال إدانتهم يرسخون في الوعي العام صلاحية القضية التي يقتل الجنود الإسرائيليون من أجلها.
الهجوم الإسرائيلي خطأ خطير
هذا هو ما أكده عاموس عوز في حديثه لصحيفة كورييري ديللا سيرا: "الحكومة الإسرائيلية ارتكبت خطأ شديد الغباء. صمموا علي إيقاف تلك السفن، التي ربما لم يكن أحد ليحس بها. خلقوا مناخ ترقب وانتظار. لم يكن هناك حديث في إسرائيل عن شيء سوي هذا لعدة أيام. هذا غباء: كان لابد عليهم من أن يتركوهم يمرون، كان الجميع سيخرج كاسبا.
"أنا لا أعرفهم نشطاء السلام هؤلاء. وكثير منهم لا يمكن اعتباره هكذا. هم إسلاميون سياسيون ومتعاطفون مع حماس ولديهم علاقات بمنظمات إرهابية. وأعتقد أنهم كان يبحثون عن الإثارة. وهذا أمر واقع. وبينهم هناك بالتأكيد بعض نشطاء السلام حسنو النية. وبعد ذلك، فمهما كان تفكيرهم فإن إيقافهم وقتلهم خطأ. في مواجهة مسلحة بين عسكريين ومدنيين، يبدو العسكريون دائما في الجانب المخطئ".
"فعل الجنود ما أمرهم به السياسيون. وينبغي علي الحكومة أن تتحمل مسئوليتها عن هذه الأخطاء. وإن كان ضروريا فلتستقيل. لأنها تتحمل خطأ الغباء." وطبقا للكاتب الإسرائيلي فإن الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الحكومة الإسرائيلية علاج "كارثة صورة إسرائيل لدي العالم" هو فك الحصار عن غزة.
كان هجوما غبيا
"تصرف غبي. الغباء فيه يفوق الوحشية". هكذا وصف الكاتب الإسرائيلي ابراهام يهوشوا الهجوم الإسرائيلي في حوار مع صحيفة "لا ستامبا".
. كان الكاتب الإسرائيلي في زيارة لتورينو حيث أصبحت الندوة الثقافية التي كان من المفترض أن يشارك فيها مهددة بالإلغاء، أو علي الأقل أن تفسدها المذبحة. الخبر وصل إلي حيفا حيث يسكن ولكنه لم يكن كاملا بالصور، فقد فرضت إسرائيل رقابة علي النشر. ولم يكن الكاتب الإسرائيلي يعلم حقيقة ما جري قبل أن يغادر إسرائيل ويطلع بنفسه علي الأحداث من وسائل الإعلام العالمية خارج إسرائيل. وقال:
"لم يكن لي أن أتخيل أبدا أن الأمر يمكن أن ينتهي إلي حمام دماء. كانت هناك ألف طريقة لإيقاف أو تفتيش هذه السفن، والتحقق من أنها تحمل سلاحا. والسلاح لم يكن من المفترض أن يكون ضمن حمولة حملة مثل هذه. كان من الممكن أن يخبئوا بعض المسدسات وبعض البنادق وبل وبعض القنابل اليدوية. ولم أكن لأفاجأ بهذا أبدا. "في غزة هناك الآلاف من هذه الأسلحة بين أيدي الناس، لم يكن ليتغير شيء".
"حتي من وجهة النظر العسكرية الضيقة لم تكن هناك حاجة لاستخدام الكوماندوز كما في الأفلام الأمريكية. من البديهي أنه موقف في هذا النوع أن يتوسع القتال بطريقة تكاد تكون محتومة، والجنود يطلقون النار إذا أحسوا أنهم في خطر. إذا كان المقصود هو استخدام القوة كان يكفي إرسال عدد كبير من القوات إليهم والصعود إلي السفن بقوة ساحقة، وربما في هذه الحالة لم شيء ليقع. لماذا تصرفنا كأننا بلد صغيرة مفزوع ومتوتر، لما أصابتنا سفينة بالرعب؟ إجابتي الوحيدة هي: كانت هناك مبالغة جاوزت الحدود كلها".
كورييري ديللا سيرا
"الهجوم الإسرائيلي ينتهي إلي مذبحة" عنوان كورييري ديللا سيرا. حسب مصادر الصحيفة التي تصدر في ميلانو قتل علي الأقل عشرة علي سفن مناصري السلام المتجهة إلي غزة. موقف إسرائيل هو أن الجنود كانوا في حالة دفاع عن النفس. تركيا تتحدث عن إرهاب دولة. في الوقت نفسه يتم إلغاء مقابلة ناتنياهو وأوباما. هناك تعليقان ينطلقان من الصفحة الأولي: "ماذا تغير" بقلم أنطونيو فيراري ,"وأخطاء أنقرة" لسيرجو رومانو. كان فيراري واضحا: "ليس هناك أي مبرر يعفي العمل شديد القسوة للقوات الخاصة الإسرائيلية الذي ارتكبوا مذبحة، وحكومة إسرائيل لايبدو أنها قادرة علي إدارة التوازنات في البلاد والتنسيق مع القوات المسلحة وأجهزة الأمن". أما رومانو فيفتح نافذة جديدة جيواستراتيجية لتركيا التي بعد أن تأجل انضمامها إلي الاتحاد الأوروبي أصبحت مقتنعة بأنها تستطيع أن تلعب بورقة الشرق الأوسط واقفة في طرف العداء لإسرائيل. ومن التعليقات التي يمكن قراءتها الحوار بين فرانشيسكو باتيستيني مع عاموس عوز الذي أشرنا إليه في أعلاه.
كذلك يمكن قراءة مقال لورنسو كريمونيزي (صحفي شهير في كورييري ديللا سيرا ومراسلها في القدس وبغداد لأوقات طويلة) بعنوان "التحالف بين أنصار السلام والمتطوعين الإسلاميين". من بين ركاب السفن الكاتب السويدي هننج مانكل مؤلف سلسلة الروايات البوليسية للمفتش كورت فالاندر والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لعرب إسرائيل والنشط مايريد كوريجان ماجواير صاحب جائزة نوبل للسلام عام 1976 (ولكنه لم يكن علي السفن التي تعرضت للهجوم). فيفيانا ماتزا ركزت علي الإيطاليين: كان علي متن السفينة 8000 المستعربة انجيلا لانو مديرة وكالة انفوبال بتورينو. مانولو لوبيكيني، مخرج تسجيلي عمره 46 سنة عمل للتليفزيون الإيطالي راي، ومانويل زاني، مصور فيديو عمره 30 سنة، جوي فاللازين مغني أوبرا فوضوي عمره 50 عاما، ومعين كراج إيطالي فلسطيني الأصل وعمره 35 سنة وهو متزوج ولديه 3 أولاد وعضو جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني. وأخيرا لقاء في صفحة 8 مع زعيمة المعارضة الإسرائيلي ليفني التي تقول "ضرر سياسي، ولكن تم اختيار أهون الضررين". "البديل هو البرهان علي القبول بأن غزة تخضع لحماس".
2
كم عدد المسئولين
وراء هذه المذبحة
دماء الضحايا ليست في رقبة إسرائيل وحدها
استراتيجية عزل قطاع غزة فاشلة، ولابد من إشراك حماس في المفاوضات
بقلم لويز اربور*
من السهل إدانة إسرائيل لهجومها علي سفن المساعدات الإنسانية في "أسطول الحرية" باعتباره لم يكن ضروريا وليس له معني ولا يتناسب مع الحدث. أما الأصعب، وهو الأكثر ضرورية، فهو أن مثل هذا الحدث يثير النقاش حول سياسة أوسع تجاه غزة، مسئولة عنها الجماعة الدولية كلها.
فلعدة سنوات تورطت دول كثير في انتهاج سياسة لا تقل في خطأها عن هجوم الاثنين ، وتتمثل في محاولة عزل غزة علي أمل
إضعاف حماس. والفشل الذريع لهذه الاستراتيجية لا يضاهيه سوي العناد الذي يواصل به الكثيرون الأخذ بها.
إن معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة قد وصلت إلي عنان السماء، وهناك نقص في الدواء والوقود والكهرباء والغذاء وبضائع أخري تمثل احتياجات أساسية. وحتي ولو كانت إسرائيل لديها قلق مشروع فيما يتعلق بأمنها تجاه حماس، والتي حولت بعض المواد المستوردة إلي الاستعمال الحربي، فلا شيء يبرر حصارا يقترب من أن يكون عقابا جماعيا مفروضا علي أهالي قطاع غزة، والذي لا يفيد سوي في إشعال مزيد من التطرف.
وكثير من دول العالم التي أدانت حق الهجوم الذي تعرضت له القافلة تلعب دورا في المعاملة المؤسفة لغزة، والتي تقع في خلفية أحداث الاثنين الدامي. واستراتيجية عزل غزة التي تهدف إلي استنفار الأهالي ضد حماس وانتهاج سياسة تعطي الأولوية للضفة الغربية ليست إسرائيلية مائة بالمائة. والتركيز فقط علي المأساة الأخيرة يعني إهمال دروس سياسية أوسع وأكثر أهمية.
إن ارتياد طرق المساعدة الإنسانية يمكن أن يصبح خطوة هامة، ولكنها ليست ردا شافيا علي استراتيجية مقدماتها الرئيسية لا تبشر بخير، فضلا عن أنها من الناحية السياسية لها آثار عكسية. التحدي، أساسا، ليس من الإنسانية في شيء: فهو، كما كان دائما، سياسي الطابع، ومن ثم يلزم اتخاذ قرارات سياسية حول كيفية التعامل مع غزة ومع حماس وإمكانية قيام حكومة فلسطينية جديدة. إن محاولة إضعاف حماس التي فازت بانتخابات عام 2006 من الواضح أنها باءت بالفشل. علاوة علي هذا فإن تنفيذ هذا علي حساب السكان المدنيين خطأ فادح. وتحتاج السياسة الدولية تجاه غزة إلي أن يعاد بحثها بعناية.
والهدف النهائي هو إعادة ترسيخ المرور العادي إلي غزة وفي الوقت نفسه إنهاء التهريب غير القانوني للسلاح والاستخدام غير الشرعي للبضائع، من خلال الرقابة علي الاستخدام النهائي لهذه البضائع من جانب هيئة دولية مستقلة تتكون من عضويات دولية. وعلي نحو خاص حان الوقت للترويج لسياسة تشرك حماس بدلا من أن تتجاهلها. لقد عاصرنا هذا الأسبوع نتيجة حزينة لنهج سياسي خطير مآله الفشل، ليس فقط من جانب إسرائيل ولكن أيضا من جانب حكومات أخري كثيرة. ولو نتج من هذه الأزمة شيء واحد إيجابي فنأمل أن يتمثل في فرصة تصحيح مسار كنا ننتظرها منذ مدة.
* مفتش عال سابق بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان ورئيس نيابة سابق للمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا. ورئيس مجموعة الأزمات الدولية.
وشهادة السفاح السيرجنت S.:
قتلت 6 من نشطاء السلام
بست طلقات في القلب
"قتلت 6 من نشطاء السلام لكي أنقذ رفاقي"هذا هو اعتراف السيرجنت S. الإسرائيلي كما ورد في صحيفة الجورنالي الصديقة لإسرائيل والتي نقلت اعترافاته في الوقت نفسه مع صحيفة جيروزاليم بوست، وهو ما يؤكد أن التحالف بين الصحيفة والدولة العبرية لا يقتصر فقط علي الخدمات الإعلامية، ولكنه يتخطي ذلك بكثير. يقول السيرجنت في اعترافاته:
"كانوا يقتربون منا بوجوه فيها نظرات السفاحين" "استمر ضرب الجنود الخمس الأوائل لدقائق طويلة لأنه كان يجب تغيير الحبل الهابط من الهليوكوبتر بعد هبوطهم". "كنت أنظر إليهم من خلال نظارات الرؤية الليلية ، وفهمت أن ظهر السفينة هو ميدان معركة حقيقي لقتال ثلة من المرتزقة".
"ثلاثة رفاق من الذين سبقوني كانوا ممدين علي الأرض جرحي، وأحدهم كانت بطنه مبقورة بواسطة طلقة من سلاح ناري، وكان الآخر مصابا برصاصة في ركبته، والثالث فقد وعيه وكان قد ضرب بقضيب معدني علي رأسه". "كان هؤلاء الثلاثة الأعلي رتبة في الفريق المهاجم." بعد أن أصبحوا خارج اللعبة انتقلت القيادة إليه. "صرخت في رفاقي الذي كانوا لا يزالون دون إصابة بأن يعملوا كردون حول الجرحي ولكن الموقف لم يكن سهلا. فقد كان مع النشطاء مسدسان علي الأقل بعد أن نجحوا في السيطرة علي الجنود الأوائل الذي هبطوا. ولكنهم لم يكونوا وحدهم الذين يطلقون النار. ولكن كان هناك آخرون يطلقون النار ولكنهم اختفوا في البحر فور أن سيطرت القوات الإسرائيلية علي المركب"
"وبدأت معركة حقيقية علي سطح السفينة".
"عندما وضعت قدمي علي الأرض رأيتهم يأتون نحوي، واستطعت أن أميز الفؤوس والقضبان الحديدية والخراطيم التي كانوا يحاولون ضربي أنا والآخرين بها". "لم أكن أعرف أن هناك ثلاثة رفاق آخرين قد تم سحبهم إلي داخل الكبائن، وكان هناك خطر أن يصبحوا رهائن". "رأيت الغضب القاتل في عيون من يهاجمني، فهمت أنهم مستعدون لقتلي، ولكن بينما كانوا يضربونني أنا والآخرين نجحنا في دفع رفاقنا الثلاثة الذين كان يسيل الدم منهم حتي جدار سطح السفينة".
"عندئذ بدأت أطبق ما تدربت عليه لمدة ثلاث سنوات ونصف". "أمرت ثلاثة من الرجال أن يتلفوا حول الجرحي بينما شكلت أنا والباقون كردون ثالثا". "كانوا يحملون الرشاشات في أيديهم ومستعدون طبقا لما تدربوا عليه في القوات الخاصة لأن يطلقوا النار بهدف القتل". "صوبت علي القلب وضغطت الزناد ست مرات. لست مرات كان يسقط واحد من المهاجمين علي الأرض. وقتل رفاقي الآخرون ثلاثة آخرين من "نشطاء السلام" ثم توقف إطلاق النار، وبدأت الجمهرة الغاضبة تنسحب بالموتي والجرحي". "أوقفت إطلاق النار وطلبت من سفن المساندة إرسال فريق طبي ومجموعة تعزيز". "لم أكن أستطيع أن أسمح لنفسي بالتردد، فلإنقاذهم كان لابد أن أنفذ ما تدربت عليه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.