البنتاجون يعلن إصابة قائد الجيش الأمريكي في أوروبا وبعض الموظفين بفيروس كورونا    ترتيب الدوري المصري بعد تعثر الأهلي وبيراميدز وفوز الزمالك    نبيل شعيل ومحمود الليثي يتألقان في مهرجان ليالي مراسي بالساحل الشمالي (صور)    بعد غلق التسجيل اليوم.. متى تعلن نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025؟    «التعليم العالي»: اليوم الفرصة الأخيرة لتنسيق المرحلة الثانية    قروض السلع المعمرة بفائدة 26%.. البنوك تتدخل لتخفيف أعباء الصيف    تعرف على أعلى شهادة ادخار في البنوك المصرية    الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد لانتهاء التسهيلات الضريبية    حقائق جديدة حول اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل يكشفها وزير البترول الأسبق    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال يوليو    صواريخ مصرية- إيرانية متبادلة في جامعة القاهرة! (الحلقة الأخيرة)    الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية    البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أمريكية    نعم لعبّاس لا لحماس    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 10 أغسطس 2025    " مركز معايا ".. تفاصيل مشاهدة زيزو وحكم مباراة الأهلي ومودرن سبورت (فيديو)    أمير هشام: الأهلي ظهر بشكل عشوائي أمام مودرن.. وأخطاء ريبيرو وراء التعادل    دون فوز وضعف دفاعي.. ماذا قدم ريبيرو مع الأهلي حتى الآن؟    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    20 صفقة تدعم كهرباء الإسماعيلية قبل بداية مشواره في الدوري الممتاز    داروين نونيز.. ماكينة أهداف تنتقل من أوروبا إلى الهلال    ننشر أسماء المصابين في حريق محلات شبرا الخيمة    طقس مصر اليوم.. ارتفاع جديد في درجات الحرارة اليوم الأحد.. والقاهرة تسجل 38 درجة    «بيت التمويل الكويتى- مصر» يطلق المدفوعات اللحظية عبر الإنترنت والموبايل البنكي    لهذا السبب.... هشام جمال يتصدر تريند جوجل    3 أبراج «حياتهم هتتحسن» بداية من اليوم: يحتاجون ل«إعادة ضبط» ويتخلصون من العشوائية    التفاصيل الكاملة ل لقاء اشرف زكي مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية    محمود العزازي يرد على تامر عبدالمنعم: «وعهد الله ما حصل» (تفاصيل)    شيخ الأزهر يلتقي الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة «الإمام الطيب»    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    من غير جراحة.. 5 خطوات فعالة للعلاج من سلس البول    يعاني ولا يستطيع التعبير.. كيف يمكن لك حماية حيوانك الأليف خلال ارتفاع درجات الحرارة؟    الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 470 مناصرا لحركة "فلسطين أكشن" (صور)    دعاء الفجر يجلب التوفيق والبركة في الرزق والعمر والعمل    مصدر طبي بالمنيا ينفي الشائعات حول إصابة سيدة دلجا بفيروس غامض    مصرع وإصابة طفلين سقطت عليهما بلكونة منزل بكفر الدوار بالبحيرة    وزير العمل: غرامة تصل إلى 200 ألف جنيه للأجنبي الذي يعمل بدون تصريح بدءا من سبتمبر    خالد الجندي: أعدت شقة إيجار قديم ب3 جنيهات ونصف لصاحبها تطبيقا للقرآن الكريم    القبض على بلوجر في دمياط بتهمة التعدي على قيم المجتمع    طلاب مدرسة الإمام الطيب: لقاء شيخ الأزهر خير دافع لنا لمواصلة التفوق.. ونصائحه ستظل نبراسا يضيء لنا الطريق    مصادر طبية بغزة: استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا 40 منهم من منتظري المساعدات    مراد مكرم: تربيت على أن مناداة المرأة باسمها في مكان عام عيب.. والهجوم عليَ كان مقصودا    جنايات مستأنف إرهاب تنظر مرافعة «الخلية الإعلامية».. اليوم    هل هناك مد لتسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية؟.. مكتب التنسيق يجيب    أندريه زكي يفتتح مبنى الكنيسة الإنجيلية بنزلة أسمنت في المنيا    سهام فودة تكتب: أسواق النميمة الرقمية.. فراغ يحرق الأرواح    ترامب يعين «تامي بروس» نائبة لممثل أمريكا في الأمم المتحدة    أمين الجامعات الخاصة: عملية القبول في الجامعات الأهلية والخاصة تتم بتنسيق مركزي    "حب من طرف واحد ".. زوجة النني الثانية توجه له رسالة لهذا السبب    منها محل كشري شهير.. تفاصيل حريق بمحيط المؤسسة فى شبرا الخيمة -صور    يسري جبر: "الباء" ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    نرمين الفقي بفستان أنيق وكارولين عزمي على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    توقف مترو الأنفاق وإصابة 4 أشخاص.. تفاصيل حريق محلات شبرا الخيمة -آخر تحديث    ما تأثير ممارسة النشاط البدني على مرضى باركنسون؟    أفضل وصفات لعلاج حرقان المعدة بعد الأكل    أفضل طرق لتخزين البطاطس وضمان بقائها طازجة لفترة أطول    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة الحرية في الصحافة الإيطالية
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 06 - 2010

من يفكر في دراسة الصورة الذهنية التي تكونها الشعوب عن بعضها البعض لابد أن يدرس كيفية تعامل وسائل الإعلام مع الأحداث، باعتبارها الموجه الأول للرأي العام، ليس فقط بما تنشره من مقالات وتحليلات لإقناع المتلقي بوجهة نظر معينة، وإنما أيضا باختيارها للأخبار التي تنشرها وتلك التي لا تنشرها. وعلي مدي أسبوع راقبت معالجة الصحافة الإيطالية لحادث الهجوم علي سفن قافلة "الحرية" التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لغزة وتحولت بتدخل الكوماندوز الإسرائيلي إلي مذبحة، ونقدم هنا بعض المواد الخام، التي تحتاج إلي مزيد من التحليل ربما خرجنا منها بدروس تفيدنا في التعامل مع مثل هذا النوع من الأزمات.
بداية تقتصر المواد المنشورة هنا باختصار غير مخل علي الصحف الكبري واسعة الانتشار قومية التوزيع والتي لها تأثير أكثر من غيرها علي الرأي العام، وهي تمثل جميع الأطياف السياسية في إيطاليا. بصفة عامة كانت الصحف صاحبة التوجهات اليسارية هي الأقرب إلي إدانة إسرائيل، وإلي المطالبة بإنهاء الحصار علي غزة وبمقاطعة إسرائيل وحصارها، بل وذهب بعضها إلي معاملتها علي أنها نظام عنصري يجب القضاء عليه قياسا علي تجربة نظام الفصل العنصري لجنوب إفريقيا.. صحيفة واحدة هي التي تبنت وجهة نظر إسرائيل، بل وربما علي نحو أقوي من الصحف الإسرائيلية نفسها، وهي صحيفة "إل جورنالي"، والتي هنأت إسرائيل علي نجاح العملية، بل وطالبت بممارسة عنف أكبر ضد نشطاء السلام المزيفين علي حد قولها. ولكن الصحف الأكبر والأوسع انتشارا كانت تريد أن تكون علي الحياد، وأن تنشر وجهات النظر كلها، وهو خير يراد به شر، لأنه في النهاية سوف يصب في مصلحة الجانب الإسرائيلي، رغم الإدانة الشكلية للجريمة. كما أن هناك إشارات في هذه التغطية الصحفية لا ينبغي أن تغيب عن فطنة واضعي السياسات في عالمنا العربي، ومنها الغياب التام أو شبه التام لآراء كبار الكتاب والشعراء الإيطاليين. صحيح أن الكتاب الكبار يميلون إلي التأني في التعليق حتي لا يشاركوا في غوغائية التعليقات الفورية، ولكن هذا يعني أيضا أن اهتمامهم المتحمس يبعد كثيرا عما يمكن أن يكون اهتمامنا وحماسنا نحن. وهنا لابد من إعادة التأكيد علي أننا ينبغي أن نخلق هذه الحالة من الاهتمام لديهم، والسبل لتحقيق هذا الهدف معروفة وميسورة إذا أردنا.
النقطة الأكثر إثارة في هذه التغطيات الصحفية هو أن هناك كتاب إسرائيليون شاركوا علي الفور في الكتابة عن الأحداث الجارية، بحيث لم تخرج التغطية الفورية للأحداث دون لقاءات معهم أو مقالات منهم، وهو ما يعني أنهم قادرون علي الوصول الفوري إلي وسائل الأعلام الإيطالية. في مقالاتهم وأحاديثهم أدان الكتاب الإسرائيليون العملية، لكنهم لم يدينوا الجيش الإسرائيلي ولا الجنود السفاحين الذين أطلقوا النار علي أبرياء مدينين، ولم يكونوا ضد دولة إسرائيل، ولم يدعوا إلي عقوبات أو مقاطعات. أدانوا شكلا ولكنهم رسخوا في الموضوع أن الجيش الإسرائيلي أساء التصرف في قضية عادلة! في المقابل ليست هناك كلمة واحدة عربية أو إسلامية شاركت في تغطية الحدث. حضور الكتاب الإسرائيليين وغياب الأقلام العربية مشكلة لابد لها من حل، والحل - في تصوري - هو "تسويق" الفكر العربي في أوروبا علي نحو أفضل مما يحدث الآن، والتحلي بالتواضع عندما نقدم أنفسنا لغيرنا، والانفتاح الواعي علي الآخرين، واعتزازنا - قبل غيرنا - بقيمنا وقممنا الفكرية والثقافية.
جاء الهجوم الإسرائيلي علي قافلة المساعدات الإنسانية إلي غزة ليغطي الصفحات الأولي من الصحف الإيطالية، وحرم المانشتات من الشئون الاقتصادية الملتهبة في إيطاليا.
البداية بكاتبين إسرائيليين استطاعا نشر رأيهما في عز الحدث وسخونته هما عاموس عوز ويهود شوا، الذين أدانا التصرف ولكنهما ناصرا الفكر والفكرة، وهنا خطورة ما يقولونه، فهم لا يصدمون الرأي العام بالدفاع عن المجزرة، ولكنهم من خلال إدانتهم يرسخون في الوعي العام صلاحية القضية التي يقتل الجنود الإسرائيليون من أجلها.
الهجوم الإسرائيلي خطأ خطير
هذا هو ما أكده عاموس عوز في حديثه لصحيفة كورييري ديللا سيرا: "الحكومة الإسرائيلية ارتكبت خطأ شديد الغباء. صمموا علي إيقاف تلك السفن، التي ربما لم يكن أحد ليحس بها. خلقوا مناخ ترقب وانتظار. لم يكن هناك حديث في إسرائيل عن شيء سوي هذا لعدة أيام. هذا غباء: كان لابد عليهم من أن يتركوهم يمرون، كان الجميع سيخرج كاسبا.
"أنا لا أعرفهم نشطاء السلام هؤلاء. وكثير منهم لا يمكن اعتباره هكذا. هم إسلاميون سياسيون ومتعاطفون مع حماس ولديهم علاقات بمنظمات إرهابية. وأعتقد أنهم كان يبحثون عن الإثارة. وهذا أمر واقع. وبينهم هناك بالتأكيد بعض نشطاء السلام حسنو النية. وبعد ذلك، فمهما كان تفكيرهم فإن إيقافهم وقتلهم خطأ. في مواجهة مسلحة بين عسكريين ومدنيين، يبدو العسكريون دائما في الجانب المخطئ".
"فعل الجنود ما أمرهم به السياسيون. وينبغي علي الحكومة أن تتحمل مسئوليتها عن هذه الأخطاء. وإن كان ضروريا فلتستقيل. لأنها تتحمل خطأ الغباء." وطبقا للكاتب الإسرائيلي فإن الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الحكومة الإسرائيلية علاج "كارثة صورة إسرائيل لدي العالم" هو فك الحصار عن غزة.
كان هجوما غبيا
"تصرف غبي. الغباء فيه يفوق الوحشية". هكذا وصف الكاتب الإسرائيلي ابراهام يهوشوا الهجوم الإسرائيلي في حوار مع صحيفة "لا ستامبا".
. كان الكاتب الإسرائيلي في زيارة لتورينو حيث أصبحت الندوة الثقافية التي كان من المفترض أن يشارك فيها مهددة بالإلغاء، أو علي الأقل أن تفسدها المذبحة. الخبر وصل إلي حيفا حيث يسكن ولكنه لم يكن كاملا بالصور، فقد فرضت إسرائيل رقابة علي النشر. ولم يكن الكاتب الإسرائيلي يعلم حقيقة ما جري قبل أن يغادر إسرائيل ويطلع بنفسه علي الأحداث من وسائل الإعلام العالمية خارج إسرائيل. وقال:
"لم يكن لي أن أتخيل أبدا أن الأمر يمكن أن ينتهي إلي حمام دماء. كانت هناك ألف طريقة لإيقاف أو تفتيش هذه السفن، والتحقق من أنها تحمل سلاحا. والسلاح لم يكن من المفترض أن يكون ضمن حمولة حملة مثل هذه. كان من الممكن أن يخبئوا بعض المسدسات وبعض البنادق وبل وبعض القنابل اليدوية. ولم أكن لأفاجأ بهذا أبدا. "في غزة هناك الآلاف من هذه الأسلحة بين أيدي الناس، لم يكن ليتغير شيء".
"حتي من وجهة النظر العسكرية الضيقة لم تكن هناك حاجة لاستخدام الكوماندوز كما في الأفلام الأمريكية. من البديهي أنه موقف في هذا النوع أن يتوسع القتال بطريقة تكاد تكون محتومة، والجنود يطلقون النار إذا أحسوا أنهم في خطر. إذا كان المقصود هو استخدام القوة كان يكفي إرسال عدد كبير من القوات إليهم والصعود إلي السفن بقوة ساحقة، وربما في هذه الحالة لم شيء ليقع. لماذا تصرفنا كأننا بلد صغيرة مفزوع ومتوتر، لما أصابتنا سفينة بالرعب؟ إجابتي الوحيدة هي: كانت هناك مبالغة جاوزت الحدود كلها".
كورييري ديللا سيرا
"الهجوم الإسرائيلي ينتهي إلي مذبحة" عنوان كورييري ديللا سيرا. حسب مصادر الصحيفة التي تصدر في ميلانو قتل علي الأقل عشرة علي سفن مناصري السلام المتجهة إلي غزة. موقف إسرائيل هو أن الجنود كانوا في حالة دفاع عن النفس. تركيا تتحدث عن إرهاب دولة. في الوقت نفسه يتم إلغاء مقابلة ناتنياهو وأوباما. هناك تعليقان ينطلقان من الصفحة الأولي: "ماذا تغير" بقلم أنطونيو فيراري ,"وأخطاء أنقرة" لسيرجو رومانو. كان فيراري واضحا: "ليس هناك أي مبرر يعفي العمل شديد القسوة للقوات الخاصة الإسرائيلية الذي ارتكبوا مذبحة، وحكومة إسرائيل لايبدو أنها قادرة علي إدارة التوازنات في البلاد والتنسيق مع القوات المسلحة وأجهزة الأمن". أما رومانو فيفتح نافذة جديدة جيواستراتيجية لتركيا التي بعد أن تأجل انضمامها إلي الاتحاد الأوروبي أصبحت مقتنعة بأنها تستطيع أن تلعب بورقة الشرق الأوسط واقفة في طرف العداء لإسرائيل. ومن التعليقات التي يمكن قراءتها الحوار بين فرانشيسكو باتيستيني مع عاموس عوز الذي أشرنا إليه في أعلاه.
كذلك يمكن قراءة مقال لورنسو كريمونيزي (صحفي شهير في كورييري ديللا سيرا ومراسلها في القدس وبغداد لأوقات طويلة) بعنوان "التحالف بين أنصار السلام والمتطوعين الإسلاميين". من بين ركاب السفن الكاتب السويدي هننج مانكل مؤلف سلسلة الروايات البوليسية للمفتش كورت فالاندر والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لعرب إسرائيل والنشط مايريد كوريجان ماجواير صاحب جائزة نوبل للسلام عام 1976 (ولكنه لم يكن علي السفن التي تعرضت للهجوم). فيفيانا ماتزا ركزت علي الإيطاليين: كان علي متن السفينة 8000 المستعربة انجيلا لانو مديرة وكالة انفوبال بتورينو. مانولو لوبيكيني، مخرج تسجيلي عمره 46 سنة عمل للتليفزيون الإيطالي راي، ومانويل زاني، مصور فيديو عمره 30 سنة، جوي فاللازين مغني أوبرا فوضوي عمره 50 عاما، ومعين كراج إيطالي فلسطيني الأصل وعمره 35 سنة وهو متزوج ولديه 3 أولاد وعضو جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني. وأخيرا لقاء في صفحة 8 مع زعيمة المعارضة الإسرائيلي ليفني التي تقول "ضرر سياسي، ولكن تم اختيار أهون الضررين". "البديل هو البرهان علي القبول بأن غزة تخضع لحماس".
2
كم عدد المسئولين
وراء هذه المذبحة
دماء الضحايا ليست في رقبة إسرائيل وحدها
استراتيجية عزل قطاع غزة فاشلة، ولابد من إشراك حماس في المفاوضات
بقلم لويز اربور*
من السهل إدانة إسرائيل لهجومها علي سفن المساعدات الإنسانية في "أسطول الحرية" باعتباره لم يكن ضروريا وليس له معني ولا يتناسب مع الحدث. أما الأصعب، وهو الأكثر ضرورية، فهو أن مثل هذا الحدث يثير النقاش حول سياسة أوسع تجاه غزة، مسئولة عنها الجماعة الدولية كلها.
فلعدة سنوات تورطت دول كثير في انتهاج سياسة لا تقل في خطأها عن هجوم الاثنين ، وتتمثل في محاولة عزل غزة علي أمل
إضعاف حماس. والفشل الذريع لهذه الاستراتيجية لا يضاهيه سوي العناد الذي يواصل به الكثيرون الأخذ بها.
إن معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة قد وصلت إلي عنان السماء، وهناك نقص في الدواء والوقود والكهرباء والغذاء وبضائع أخري تمثل احتياجات أساسية. وحتي ولو كانت إسرائيل لديها قلق مشروع فيما يتعلق بأمنها تجاه حماس، والتي حولت بعض المواد المستوردة إلي الاستعمال الحربي، فلا شيء يبرر حصارا يقترب من أن يكون عقابا جماعيا مفروضا علي أهالي قطاع غزة، والذي لا يفيد سوي في إشعال مزيد من التطرف.
وكثير من دول العالم التي أدانت حق الهجوم الذي تعرضت له القافلة تلعب دورا في المعاملة المؤسفة لغزة، والتي تقع في خلفية أحداث الاثنين الدامي. واستراتيجية عزل غزة التي تهدف إلي استنفار الأهالي ضد حماس وانتهاج سياسة تعطي الأولوية للضفة الغربية ليست إسرائيلية مائة بالمائة. والتركيز فقط علي المأساة الأخيرة يعني إهمال دروس سياسية أوسع وأكثر أهمية.
إن ارتياد طرق المساعدة الإنسانية يمكن أن يصبح خطوة هامة، ولكنها ليست ردا شافيا علي استراتيجية مقدماتها الرئيسية لا تبشر بخير، فضلا عن أنها من الناحية السياسية لها آثار عكسية. التحدي، أساسا، ليس من الإنسانية في شيء: فهو، كما كان دائما، سياسي الطابع، ومن ثم يلزم اتخاذ قرارات سياسية حول كيفية التعامل مع غزة ومع حماس وإمكانية قيام حكومة فلسطينية جديدة. إن محاولة إضعاف حماس التي فازت بانتخابات عام 2006 من الواضح أنها باءت بالفشل. علاوة علي هذا فإن تنفيذ هذا علي حساب السكان المدنيين خطأ فادح. وتحتاج السياسة الدولية تجاه غزة إلي أن يعاد بحثها بعناية.
والهدف النهائي هو إعادة ترسيخ المرور العادي إلي غزة وفي الوقت نفسه إنهاء التهريب غير القانوني للسلاح والاستخدام غير الشرعي للبضائع، من خلال الرقابة علي الاستخدام النهائي لهذه البضائع من جانب هيئة دولية مستقلة تتكون من عضويات دولية. وعلي نحو خاص حان الوقت للترويج لسياسة تشرك حماس بدلا من أن تتجاهلها. لقد عاصرنا هذا الأسبوع نتيجة حزينة لنهج سياسي خطير مآله الفشل، ليس فقط من جانب إسرائيل ولكن أيضا من جانب حكومات أخري كثيرة. ولو نتج من هذه الأزمة شيء واحد إيجابي فنأمل أن يتمثل في فرصة تصحيح مسار كنا ننتظرها منذ مدة.
* مفتش عال سابق بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان ورئيس نيابة سابق للمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا. ورئيس مجموعة الأزمات الدولية.
وشهادة السفاح السيرجنت S.:
قتلت 6 من نشطاء السلام
بست طلقات في القلب
"قتلت 6 من نشطاء السلام لكي أنقذ رفاقي"هذا هو اعتراف السيرجنت S. الإسرائيلي كما ورد في صحيفة الجورنالي الصديقة لإسرائيل والتي نقلت اعترافاته في الوقت نفسه مع صحيفة جيروزاليم بوست، وهو ما يؤكد أن التحالف بين الصحيفة والدولة العبرية لا يقتصر فقط علي الخدمات الإعلامية، ولكنه يتخطي ذلك بكثير. يقول السيرجنت في اعترافاته:
"كانوا يقتربون منا بوجوه فيها نظرات السفاحين" "استمر ضرب الجنود الخمس الأوائل لدقائق طويلة لأنه كان يجب تغيير الحبل الهابط من الهليوكوبتر بعد هبوطهم". "كنت أنظر إليهم من خلال نظارات الرؤية الليلية ، وفهمت أن ظهر السفينة هو ميدان معركة حقيقي لقتال ثلة من المرتزقة".
"ثلاثة رفاق من الذين سبقوني كانوا ممدين علي الأرض جرحي، وأحدهم كانت بطنه مبقورة بواسطة طلقة من سلاح ناري، وكان الآخر مصابا برصاصة في ركبته، والثالث فقد وعيه وكان قد ضرب بقضيب معدني علي رأسه". "كان هؤلاء الثلاثة الأعلي رتبة في الفريق المهاجم." بعد أن أصبحوا خارج اللعبة انتقلت القيادة إليه. "صرخت في رفاقي الذي كانوا لا يزالون دون إصابة بأن يعملوا كردون حول الجرحي ولكن الموقف لم يكن سهلا. فقد كان مع النشطاء مسدسان علي الأقل بعد أن نجحوا في السيطرة علي الجنود الأوائل الذي هبطوا. ولكنهم لم يكونوا وحدهم الذين يطلقون النار. ولكن كان هناك آخرون يطلقون النار ولكنهم اختفوا في البحر فور أن سيطرت القوات الإسرائيلية علي المركب"
"وبدأت معركة حقيقية علي سطح السفينة".
"عندما وضعت قدمي علي الأرض رأيتهم يأتون نحوي، واستطعت أن أميز الفؤوس والقضبان الحديدية والخراطيم التي كانوا يحاولون ضربي أنا والآخرين بها". "لم أكن أعرف أن هناك ثلاثة رفاق آخرين قد تم سحبهم إلي داخل الكبائن، وكان هناك خطر أن يصبحوا رهائن". "رأيت الغضب القاتل في عيون من يهاجمني، فهمت أنهم مستعدون لقتلي، ولكن بينما كانوا يضربونني أنا والآخرين نجحنا في دفع رفاقنا الثلاثة الذين كان يسيل الدم منهم حتي جدار سطح السفينة".
"عندئذ بدأت أطبق ما تدربت عليه لمدة ثلاث سنوات ونصف". "أمرت ثلاثة من الرجال أن يتلفوا حول الجرحي بينما شكلت أنا والباقون كردون ثالثا". "كانوا يحملون الرشاشات في أيديهم ومستعدون طبقا لما تدربوا عليه في القوات الخاصة لأن يطلقوا النار بهدف القتل". "صوبت علي القلب وضغطت الزناد ست مرات. لست مرات كان يسقط واحد من المهاجمين علي الأرض. وقتل رفاقي الآخرون ثلاثة آخرين من "نشطاء السلام" ثم توقف إطلاق النار، وبدأت الجمهرة الغاضبة تنسحب بالموتي والجرحي". "أوقفت إطلاق النار وطلبت من سفن المساندة إرسال فريق طبي ومجموعة تعزيز". "لم أكن أستطيع أن أسمح لنفسي بالتردد، فلإنقاذهم كان لابد أن أنفذ ما تدربت عليه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.