منظر خارجى لمتحف طه حسين استعادة طه حسين.. هي العبارة التي ظلت معنا ونحن داخل متحف عميد الأدب العربي الذي حظي برعاية اثرية جديدة فأضفت علي المكان حالة من تجليات إعادة الروح الثقافية للرجل الذي أنار حياتنا ولايزال.. ومن المفارقة أن يتزامن هذا التجديد مع الطعنة التي وجهها متخلفون الي تمثاله في المنيا. زارت أخبار الأدب متحف طه حسين فعكست العدسة الصحفية هذه الصورة وهذه المحاورة النابعة من عبقرية المكان. مكتبة العميد مجموعة من الاسطوانات العالمية حجرة مكتب عميد الأدب العربي يتكون المتحف من طابقين.. في الطابق الأول - حجرة المكتبة وصالة الاستقبال، وحجرة الصالون، وحجرة السفرة.. وفي الطابق الثاني.. حجرة ابنه مؤنس، وحجرة الموسيقي، وحجرة زوجته (سوزان) وحجرة نوم العميد، وحجرة المعيشة.. وما يهمنا هو حجرة مكتب الدكتور طه حسين وجزء هام من مكتبته التي بقيت مكانها ما برحته حتي بعد رحيله، وهي تزخر باعداد ضخمة من الكتب والمراجع العربية والأجنبية، حيث تضم عدد (6859) كتاب منها (3725) كتابا باللغة العربية، و (3134) كتابا باللغات الأجنبية، وكان طه حسين يجيد اللغة الفرنسية وهي لغة زوجته (سوزان) إلي جانب إلمامه بلغات عديدة منها اليونانية القديمة واللاتينية والأنجليزية بجانب الفرسية التي تلقي مبادئها علي يد صهره الدكتور محمد حسن الزيات بالإضافة إلي ذلك تحتوي المكتبة علي مؤلفاته التي بلغت (54) مؤلفاً منها القصة والأدب والتاريخ والفلسفة وغيرها.. وقد ترجم منها الكثير إلي الفرنسية والانجليزية والفارسية والعبرية والروسية. .. فعلي سبيل المثال.. تمت الترجمة إلي الانجليزية.. مستقبل الثقافة في مصر، والأيام الجزء الاول، وترجم إلي الفرنسية شجرة البؤس، والوعد الحق، ودعاء الكروان، الأيام الجزء الأول والترجمة إلي الفارسية.. علي وبنوه الجزء الثاني من الفتنة الكبري والترجمة إلي العبرية والروسية.. الجزء الثالث من الأيام.. ومازال الكرسي الذي كان يجلس عليه طه حسين حيث كان يقرأ له سكرتيره الخاص (فريد شحاتة) وأيضاً كان يكتب ما يمليه عليه من روائع كتبه وأدبه التي مازالت بين أيدينا حتي اليوم.. وفي حجرة المكتبة وعلي هذا الكرسي كان يستقبل أصدقاءه المقربين وكذلك سفراء الدول العربية والأجنبية ممنقدموا له العديد من الأوسمة والنياشين كما استقبل اكبر رجالات مصر من السياسيين والمفكرين والأدباء وأيضا أعداد كبيرة من مفكري وأدباء العالم وفيها عقدت أكبر الندوات ومنها خرجت مؤلفات العميد. حديث الذكريات مازالت اللوحة التي أهداها الدكتور طه حسين في عيد ميلاد زوجته سوزان وهي لوحة العذراء عندما تعرف عليها وهو يدرس في مدينة مونبلييه بفرنسا عام (1915) وذلك قبل زواجهما في اغسطس 1917 مازالت عالقة بغرفة نوم سوزان التي تقع في نهايتها ملحق به باب آخر يؤدي إلي غرفة نوم طه حسين لرعايته.. وفي غرفة نوم العميد سرير ودولاب مثبت بالحائط وإثنان فوتيه بجوار السرير وتوجد صورة فوتوغرافية لسوزان، ولوحات لمشاهير الفنانين أمثال بيير بيبي مارتان وعبدالقادر رزق وغيرهما الكثير.. وفي الجهة اليمني من غرفة النوم غرفة ابنهما مؤنس ويلي هذه الغرفة ممر صغير يؤدي إلي غرفة الموسيقي وهي الغرفة التي كان يستمع فيها طه حسين إلي روائع الموسيقي الغربية والعربية، وكان يستمع إلي روائع أم كلثوم وعبدالوهاب.. وبه جهاز بيك أب، كما توجد وحدة لعرض مجموعة من الأسطوانات وعددها (96) اسطوانة لمختلف الموسيقي العالمية كما تضم بعض الاسطوانات النادرة مثل الموسيقي العالمية كما تضم بعض الاسطوانات النادرة مثل السيمفونية التاسعة للموسيقار شوبان وباخ وموريس رافييل وفيردي وشوبارت، وغيرهم. البعث والإحياء تقول زينب منهي مديرة المتحف: تمت عملية تجديد وتطوير للمتحف وأضيفت توسعات جديدة لكي تستوعب جميع الكتب مع تجليدها وترميمها وعرضها بصورة علمية علي أيدي لجان متخصصة ومنظمة تريح الزائرين والمتداولين لمؤلفات العميد وأيضا تم إنشاء بنك معلومات مهمته توفير المادة العلمية عن طه حسين وكل ما حصل عليه من أوسمة ونياشين وقسم خاص لمؤلفاته مع بيان الأنشطة المختلفة للمتحف حتي يكون في متناول الدارسين والباحثين والمهتمين بأدب طه حسين. موسيقي أحبها العميد وأشارت زينب منهي إلي انه تمت إضافة وحدات استماع وموسيقي ليستمع إليها محبو وعشاق العميد خلال جولاتهم بالمتحف وهي عبارة عن الموسيقات العالمية النادرة التي كان يستمع إلي طه حسين مثل السيمفونية التاسعة لشوبان وباخ والفرنسي موريس رافاييل وفيردي وشوبارت وغيرهم.. وأضافت مديرة المتحف أنه تم تشكيل لجان متخصصة لتوصيف الأوراق والوثائق الخاصة بالعميد من كبار المتخصصين لعرضها بالمتحف مع بعض الرسائل والمخطوطات والمسودات ومجموعة من مؤلفاته والرسائل المتبادلة بين العميد وبعض الجهات الخارجية باللغات الأجنبية والعديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بالعميد. الجديد في ادارة المتحف وأوضحت زينب منهي أنه لكي يتم النهوض بالعاملين بالمتحف لقبولهم لكل حديث ومستجد يتم بصفة دورية عمل دورات تدريبية للعاملين تحت إشراف متخصصين من قطاع الفنون التشكيلية لكل من أمناء المكتبات وأمناء المتاحف والشئون المالية والادارية والأمن الداخلي والخارجي وأمناء المخازن.. وإضافة إلي ذلك تم التأكيد الدائم وبصفة مستمرة علي طفايات الحريق وتأمينها وقد تم تدريب الأمناء لسرعة التصرف عند اللزوم. دعوة عامة والمعروف أن زينب منهي مديرة المتحف فنانة تشكيلية القت بظلالها علي المتحف أنارة حوائطه بالعديد من اللوحات الفنية الجميلة، كما اعادت افتتاح صالون الأربعاء ليعود إليه البعث والاحياء بعد تجديد المتحف وظهوره في رونقه الجديد وذلك تحت رعاية قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د. صلاح المليجي وقد بدأ أول الصالونات الأدبية الاربعاء الماضي (27 فبراير) ويستمر حتي 19/6 القادم. موضوعات الندوات من المقرر أن تقام الصالونات الأدبية والثقافية يوم الأربعاء من كل أسبوع وتحمل عنوان (من وحي الثورة)، ويشارك في الصالون اعداد كبيرة من المثقفين والادباء وأساتذة الجامعات والفنانين وكل من يهتم بفكر وأدب طه حسين.. كما يناقش الصالون موضوعات عديدة منها: آفاق التغيير السياسي بعد الثورة، والثورة الثقافية، والسرد والثورة، والمشهد السياسي بعد الثورة، والإعلام وثقافة التغيير، والترجمة وآفاق التغيير، والأدب المسرحي والثورة، والشعر والثورة، والثورة والخطاب الديني مصالحة أم تعارض، والفن التشكيلي صانعاً للثورات، والحركة الأدبية العربية بعد ثورات الربيع العربي، وصورة الثورة في الأدب (رضوي عاشور) نموذجاً. ومن ضيوف الصالون: د. جابر عصفور، د. علاء الاسواني، د. سعيد اللاوندي، ود. عمار علي حسن، ود. فوزية مهران، ومجدي العفيفي، ود. أحمد عتمان، ود. كاميليا صبحي، ود. نهاد صليحة، د. مبروك عطية، ود. حسام عقل، ود. السيد القماش، والناقد محمد كمال، ود. كرمه سامي، والراوي فؤاد قنديل، وسامي فريد، ود. فدوي فؤاد عباس، ومحمد حبوشة، والأديب محمد قطب. ولم تنس زينب منهي أن تدعو المهتمين والأدباء والمثقفين والمعنيين بالأدب والثقافة للحضور للصالون الأدبي وهو كما قالت: يوم الأربعاء من كل أسبوع في تمام السابعة مساء وحتي التاسعة أو العاشرة.. وقد استعد المتحف تماماً لاستقبال رواده وزائريه خاصة بعد التجديد والتطوير وزيادة الإنارة والإضاءة والصور والرسوم والموسيقي العالمية والمحلية التي تصاحب الزوار اينما كانوا.. وسوف يقوم المركز الاعلامي بالمتحف بتزويد الراغبين والأدباء والدارسين بكل ما يحتاجونه من المادة الاعلامية والأدبية والعمل جاري علي قدم وساق لاستقبال الراغبين.