تشارك مكتبة الاسكندرية هذا العام بجناح متميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب.. وتعرض مجموعة كبيرة من اصداراتها المختلفة. ويعد من أبرز ما تعرضه المكتبة لجمهور المعرض أحدث اصداراتها، كتاب »شهود وشهادات علي الحركة الإسلامية: تاريخ الحركة الطلابية في السبعينيات« وهو تحرير الباحث سامح عيد ويبين الكتاب كيف ظلت الذاكرة التاريخية تعتمد علي مجموعة من المصادر في توثيق الأحداث، أبرزها الوثائق المكتوبة ممثلة في الأوراق الرسمية المرتبطة به، وأغفت لعقود طويلة أهمية الاستعانة بالشهادات الشفهية علي الرغم من أنها تعطينا صورة حية للماضي، فقص أو حكي التاريخ يمثل إعادة الحياة لأفكار ومشاعر وتراث السامعين، فالتاريخ الشفاهي له نبض ودفء.. ويوضح أن هناك طبقة راسخة من العادات والأفكار، ونسقا ثابتا من القيم تتحكم وتوجه المسار التاريخي للأحداث، وإن كانت هذه الطبقة غير مرئية، ولكن علي المؤرخ ادراكها بعيدا عن الادراكات العقلانية، فتلك المادة مع اخضاعها للبحث والنقد التاريخي، ووضعها في سياق بيئتها الاجتماعية والتاريخية والجغرافية، يمكن أن تسد بعض الفراغ التاريخي، وتفسر بعض الظواهر الاجتماعية التي سكتت عنها المصادر.. ونموذجا لأهمية هذه الشهادات يعرض الكتاب شهادات قيادات الحركة الإسلامية في مصر من خلال عرض تاريخ الحركة الطلابية في الجامعات المصرية في فترة السبعينيات من القرن الماضي وكيف انطلقت منها للمشاركة في العمل السياسي.. قدم الشهادات كل من المهندس أبوالعلا ماضي، رئيس حزب الوسط، والمحامي منتصر الزيات، والمحامي مختار نوح، والدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور كمال حبيب، والصحفي محمد مورو. يتناول الكتاب تاريخ الحركة الإسلامية في مصر خلال الثلاثين عاما الماضية الذي أثار كثيرا من الجدل علي المستوي السياسي وعلي المستوي العلمي الأكاديمي بين الباحثين والدارسين، وذلك لأن هذه الفترة شهدت انقسامات كثيرة داخل الحركة فلم تكن حركة واحدة بل انقسمت إلي عدة حركات وحدث داخلها انشقاقات باتجاهات فكرية وعقائدية اختلفت فيما بينها، واكتنف البعض منها الغموض والسرية علي مستوي التنظيم أو علي مستوي التحركات، لم تستطع الدراسات التي قدمت علي مدار هذه الفترة تغطية جميع جوانب وأحداث وتاريخ الحركة الإسلامية وذلك لعدة معوقات، أهمها احتفاظ الكثيرين من أعضاء هذه الحركة أو التنظيمات التي انشقت منها بأسرار هذه الحركة وأشكالها التنظيمية وتحركاتها، فظلت كثير من المعلومات والحقائق بعضها سرية وبعضها الآخر غائب، لتأتي هذه الشهادات لتكشف النقاب عن الكثير منها.