"عن الذي يربي حجرا في بيته" رواية يعود بها الروائي الطاهر شرقاوي، لعالم الرواية بعد اربع مجموعات قصصية صدرت علي فترات مختلفة، فله: "عجائز قاعدون علي الدكك" دار نهضة مصر ، و"صوت الكمان" الهيئة العامة للكتاب، و " حضن المسك"، و"البنت التي تمشط شعرها" ورواية وحيدة هي "فانيليا". من أجواء الرواية الجديدة الصادرة عن كتب خان:"أنا مغرم بالأحجار الصغيرة، في أدراج دولابي يوجد الكثير منها، بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، كما أن هناك العديد من العلب البلاستيكية الشفافة، ممتلئة بأحجار اقتنيتها علي مدي السنوات الفائتة، وجمعتها من أماكن مختلفة. ذات مرة احتفظت لفترة طويلة بحجر في حجم قبضة اليد، منقوش عليه ثلاث ورقات طويلة لنبات لا أعرفه، الورقات الثلاث تلتقي في دائرة صغيرة في قلب الحجر، ممتدة إلي أطرافه مثل شعاع الشمس، بدت لي كأوراق متحجرة، وفجأة اختفي الحجر من الأدراج إلي الأبد. أما في الحمام فأضع في الصبانة أحجارًا بحجم حبات الفول والفاصوليا، بيضاء وبنية وسمراء. الأحجار التي أحتفظ بها، كانت تبدو لي في بعض الأحيان شهية، ومغوية لتجربة طعمها، مخمنًا أنها ستكون مثل الحبوب المحمصة، وربما تفوح برائحة تخصها كالفول السوداني، أما التي تجعل لعابي يسيل، وأفكر جديًّا بوضعها في فمي، وأنا أغمض عيني مستمتعًا بنكهتها ورائحتها وصوت قرمشتها بين أسناني، فهي تلك الأحجار التي بلون الشيكولاتة، سواء كانت بلون داكن أو فاتح، وإن كنت أفضل الداكن منها، حيث يكون اللون البنيّ حاضرًا ومركزًا بقوة، يقترب من الولوج في السواد، تمنحني درجة اللون شعورا مزدوجا بالقِدم والنضج معا".