ما ينوب المخلص إلا طعنة في قلبه

جلال تدخل لإنقاذ طفل من علقة ساخنة علي يد أبيه فقتله!
دفع شاب في العقد الثالث من العمر بمدينة المحلة الكبرى حياته ثمناً لمرؤته وشهامته حينما وجد طفل صغير يستغيث من بطش والده فتدخل معاتباً أبوه ومحاولاً إنقاذه لكن الأب لم يتقبل عتابه فقام بطعنه حتى أرداه قتيلاً وتركه غارقاً في دمائه وفر هارباً .. تفاصيل تلك الجريمة البشعة نسردها في السطور القادمة.
جلال علي سمك شاب يبلغ من العمر 24 عاماً يعمل في احدى شركات القطاع الخاص يتسم بالشهامة والمروءة وفعل الخير , كان جلال عائداً من عمله للمنزل بمنطقة الدلتا بمدينة المحلة الكبرى قبل موعد الإفطار بلحظات دارت بينه وبين خطيبته مكالمة هاتفية خاطفة يؤكد فيها أنه سيذهب لزيارتها في منزلها مساءً عقب صلاة التراويح ثم أنهى المكالمة ووصل لمنزله وتناول الإفطار وسط أسرته كالمعتاد ثم هم مسرعاً ليجهز نفسه لزيارة خطيبته للحديث مع أسرتها عن تحديد موعد الزفاف وإنهاء كافة الإجراءات , كانت الفرحة تغمره وهو يتهيأ لهذا اللقاء وكأنه اللقاء الأول لكنه لم يكن يعلم أنه لن يكتمل فخرج من المنزل بعد أن قبل يده والدته وتوجه للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح ثم مضى في طريقة إلى منزل خطيبته واتصل بها ليخبرها أنه على وشك الوصول , لاحظ الشاب جلال أثناء سيره بالطريق أن احد الأشخاص يقوم بضرب ابنه الصغير الذي لم يتعد 6 سنوات بطريقة وحشية ويركله باللكمات بينما يستغيث الطفل ويصرخ محاولاً الإفلات من تحت يده لكنه لم يستطع .
الامر الذي آثار حفيظة جلال فتدخل محاولاً منع الأب من ضرب ابنه وانقاذه من بطش أبيه وعاتبه على ذلك , لكن علامات الغضب كانت بارزة بشكل مخيف على وجه الأب الذي استمر في ضرب الطفل الصغير وكأنه في غير وعيه مردداً " مالكش دعوه انت .. مش حاسيبه إلا لما أربيه من اول وجديد " , اضطر جلال ان يأخذ الطفل بالقوة من أمام والده الذي استشاط غضباً وقام بلكم الشاب لكمه قوية في صدره فلم يتحملها لكونه مريضاً بالقلب ووقع علي الأرض ولم يكتف بذلك بل استل مطواة كانت بحوزته وقام بطعنه عدة طعنات حتى فقد الوعي تماماً وغرق في دمه بينما فر الأب هارباً وتجمع الجيران حول الشاب الذي يصارع الموت وأسرع أحد الأشخاص بالاتصال بالنجدة والاسعاف لإنقاذه.
أتت سيارة النجدة مسرعة لإثبات الحالة وتم استدعاء سيارة اسعاف لنقل المجني عليه إلى مستشفى المحلة العام وتم وضعه في غرفة العناية المركزة لسوء حالته لكنه لم يتحسن فتم نقله لمستشفى المنشاوي العام بطنطا في سيارة اسعاف مجهزة واستمر علي وضعه لمدة ثلاثة أيام حتي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته .
تلقى اللواء طارق حسونة مدير امن الغربية اخطاراً بالواقعة وتم تشكيل فريق بحث قاده العقيد وليد الجندي رئيس فرع البحث الجنائي بالمحلة وسمنود والرائد هيثم الشامي رئيس مباحث قسم اول المحلة لمعرفة أسباب ارتكاب الجريمة وملابساتها وبسؤال الشهود اتهموا المدعو مجدي ع 46 سنة بالتسبب في الواقعة بعد ان تدخل المجني علي لإنقاذ نجله الصغير من بطشه لتعديه بالضرب عليه بشكل بشع وحدثت بينهما مشادة كلامية قام علي اثرها المتهم بطعن المجني عليه عدة طعنات أودت بحياته وأضاف شهود العيان ان المتهم دائم الاعتداء علي أطفاله بطريقة وحشية.
تم اعداد كمين للمتهم وتمكن ضباط فرع البحث الجنائي بالمحلة من القبض عليه وإحالته للنيابة واعترف بارتكاب الواقعة وأبدى ندمه على ما حدث وقررت النيابة حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وتم تجديدهم 15 يوماً أخرى.