كان يومًا أسود في تاريخ مصر، 6 أكتوبر 2012.. بكيت ومثلي ملايين المصريين، ونحن نري المعزول محمد مرسي يركب سيارة الرئيس السادات المكشوفة، ويطوف بها إستاد القاهرة للاحتفال بذكري النصر، وكأنه من صنع النصر أو شارك في الحرب، ويرفع يديه لأهله وعشيرته مختالاً كالديك الرومي المنفوش، وحوله قتلة السادات من أعضاء الجماعة الإسلامية يجلسون في الصفوف الأولي، عبود الزمر وصفوت عبد الغني وطارق الزمر ونصر عبد السلام. لم يحضر الأبطال الحقيقيون من ضباط القوات المسلحة. بكينا علي القائد المقتول في قبره والقاتل يسرق نصره، ويعلن قيام دولة الإخوان وتنصيب نفسه بطلاً للعبور الثالث.. وارتدي شباب الإخوان تي شيرتا مطبوعا عليه صورة المعزول، ويهتفون »حرية وعدالة.. مرسي وراه رجاله»، لكنها كانت شرارة ثورة 30 يونيو التي انطلقت من »استاد الإخوان الدولي». كان يوماً سيئاً ووضع المصريون أيديهم علي قلوبهم، خوفاً من أن تكون الجماعة الإرهابية قد نجحت في اختراق الجيش، وهو خط الدفاع الأخير لاستعادة مصر، وتحريرها من أعداء هم عليها أكثر قسوة من إسرائيل. ومر أمامي شريط حفل »الأمل» في حفل ذكري تحرير سيناء، في جامعة المستقبل عام 2013 - الذي لم يدع إليه »لص انتصار أكتوبر» - ومثقفو مصر وفنانوها يبكون بالدموع الساخنة وهم يستمعون لأوبريت »في حب مصر»، والألسنة والدموع والعقول والقلوب تهتف »مصر.. مصر.. مصر»، ويقولون لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي: »مصر أمانة في رقبتك، اوعوا تسيبوا مصر، بلدنا بتضيع، أخوك الشهيد بيقولك خلي بالك من مصر»، والسيسي يهدأ روعهم ويقول لهم »اوعوا حد فيكم أو في مصر كلها يقلق علي مصر.. إيدينا تتقطع لو اتمدت عليكم». وزير الدفاع يقول »عايز أرحب بكل الموجودين».. والحضور يهتف »الجيش والشعب إيد واحدة».. والسيسي يرد »دي تحية الجيش ولا إيه».. »الجيش المصري جيش صلب.. صلابته جايه من شرفه» »متقلقوش أبداً علي بلدكم مصر». أيام سوداء - لا أرجعها الله - جثمت علي صدورنا كالأحجار الثقيلة، كان فيها الوطن علي حافة الحرب الأهلية، ولولا خروج الملايين في 30 يونيو ووقوفهم خلف السيسي، لكان المعزول وأهله وعشيرته والقتلة والإرهابيون، هم الآن حملة الأوسمة والأنواط والنياشين ولصوص الانتصارات والتضحيات. لولا 30 يونيو لأعلن المرشد الأعلي »بديع» قيام ولاية حماس في سيناء، وتنصيب البلتاجي مسئولاً عن الأمن القومي، وخيرت الشاطر رئيساً للبلاد في الانتخابات القادمة.. ولكن شاء الله أن يُكتب لمصر عمر جديد. لم تستح العصابة الإرهابية، من محاولة الاستيلاء علي أهم انتصار في تاريخ مصر والعرب، وهي التي سجدت لله شكراً علي هزيمة 5 يونيو، وملأت الدنيا شماتة، ولم تفهم أن هذا الجيش العظيم، هو في قلب مصر، ينبض بنبضها، ويتنفس هواءها، وتجري دماؤها في عروقه.