جانب من الحلقة النقاشية بأكاديمية الشرطة أكد اللواء د. أحمد ابراهيم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة أن الحرب في هذا العصر لا تقتصر علي النواحي العسكرية فحسب، بل باتت تعتمد علي التقنيات الفنية والمعلومات في ظل التطور الهائل للوسائل التكنولوجية. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظمتها وزارة الداخلية امس بمركز البحوث بأكاديمية الشرطة حول »ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي وأثرها علي أمن المجتمع». وأضاف اللواء أحمد ابراهيم أن الوزارة وعلي رأسها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية تبنت ملامح سياسة أمنية حديثة تتواكب مع تحديات هذا العصر في ظل التطور الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي وسرعة تدفق المعلومات عبرها مواجهة الشائعات وباتت من أولويات هذه الملامح للحد من تأثيرها علي المجتمع . وأشار إلي أن الأمن مسئولية مجتمعية مشتركة ومن هنا كان حرص أكاديمية الشرطة ومركز البحوث التابع لها لتنظيم مثل هذه الحلقة النقاشية للاستعانة بالخبراء في العديد من المجالات لمناقشة موضوع الترويج للشائعات، التي بات بعضها ممنهجا من قبل أجهزة استخباراتية والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبها ، أكدت د. سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الشائعة هي مجرد خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة تنتشر ويتداولها علي العامة؛ ولا تستند لمصدر، وقد تكون شائعات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وربما تكون من داخل أو خارج المجتمع وتتنوع بين إتهامية واستطلاعية او إسقاطية او تبريرية أو خوف أو كراهية. وأضافت أن هناك مراحل مختلفة للشائعات، أولها الشك وتشجيع الأقليات وخلق حالة من عدم الثقة والتنبؤ وجذب الانتباه والميل إلي تصديق الشائعات والانحياز العاطفي والحالة الانفعالية للشخص. وأوضحت أن الشائعة تنطلق من واقع المجتمع وتأخذ حاجات الأفراد في عين الاعتبار وتتسم بالغموض ولا تنسب إلي مصدر. وأشارت إلي أن مصادر الشائعات هي الواقع والخيال، وهناك سمات شخصية لمروجي الشائعات وهي أنه لا يتمتع بضمير حي وليس لديه رقيب علي أفعاله وغير ملتزم في الغالب بأوامر الدين ومندفع وسطحي وجاهل وعديم الثقافة وسلبي ويتميز في سمة الضبط الانفعالي. من جانبها أوضحت د. نعايم سعد زغلول مدير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن شبكة التواصل الاجتماعي »فيسبوك» هي المنصة الأكثر متابعة في مصر وبعدها الانستجرام وتويتر. وأشارت إلي أنه خلال العام الماضي كان قطاع التعليم الأكثر استهدافا من الشائعات تلاه التموين والاقتصاد والصحة والتضامن، بينما كان الاقتصاد هو القطاع الأكثر استهدافا للشائعات. وشددت علي أن إتاحة المعلومات بصورة علمية أهم آليات الرد علي الشائعات خلال العام الحالي. وأكد د. مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية أن الجهل هو أحد أهم أسباب انتشار الشائعات ، لافتا إلي أن الجماعات الإرهابية تعتمد علي الجهل لتنفيذ مخططاتها ، فضلا عن قلة مستوي الأخلاق. وأضاف أن دار الإفتاء لديها مرصد للفتاوي التكفيرية ومؤشر للفتوي العالمي والإسلاموفوبيا ونبض الشارع ، من قبل فريق كبير من المتخصصين نظرا لخطورة الشائعات الدينية . وأشار إلي أن الرد علي الشائعة ليس أمرا هينا لأنه من أجل الرد علي الشائعة ، لابد من تجميع حقائق كثيرة علمية لمواجهتها . في السياق ذاته ، أكد اللواء د. علي حسني وكيل الإدارة العامة للإعلام والعلاقات أن هناك تنسيقا كبيرا بين المركز الإعلامي لوزارة الداخلية وبين مختلف جهات الدولة ، لتتبع الشائعات ونفيها . وأوضح أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر وصل إلي 44 مليون شخص وهناك انتشار متزايد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأشار إلي وصول أعداد المتابعين علي الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية علي الفيسبوك إلي 14 مليون متابع، وتم نفي عدد كبير من الشائعات وكان آخرها شائعة فرض رسوم علي اصحاب الرخص المنتهية . وحذر من وجود كم كبير من الحسابات الوهمية علي وسائل التواصل الاجتماعي تتراوح من4 إلي 6 ملايين حساب . بينما أوضح العميد شريف أبو الخير من قطاع الأمن الوطني أن هدف مروج الشائعة هو إحداث حالة من البلبلة في المجتمع حتي يحقق غايته. وأشار إلي أنه من أجل مواجهة الرد علي الشائعات ، ان تحقق 3 شروط هي أن تكون سريعة (فورية)؛ وحاسمة ( لا تقبل تفسيرات مضادة)؛ وتامة ( لضمان عدم تواترها مرة أخري) .. وأثني علي دور وسائل الإعلام التي تقوم بجهود كبيرة للرد علي الشائعات . واكد العقيد د. محمد الزغبي بقطاع الأمن العام ، أن هناك العديد من الأشكال للشائعات الجنائية منها التحريض والدجل والشعوذة والسب والقذف والشائعات الجنسية . وأضاف أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية 23 ألف شائعة. وقال: تم ضبط 240 قضية خلال الايام الماضية ما بين نصب وبيع الوهم للمواطنين عبر السوشيال ميديا. وأكد د. إيهاب يوسف أمين عام جمعية الشعب والشرطة لمصر أن معظم مروجي الشائعات يستهدفون فئات الشباب، وهنا تكمن أهمية نقل الشباب لمنطقة الحياد، حتي يستطيع أن يسمع ويدقق ويحلل ولا يصدق الشائعات.