■ القمة الخليجية التي عقدت فى مكة مؤخراً مثلما كانت السياسة القطرية سبباً في اتخاذ مصر والسعودية والإمارات والبحرين قرار مقاطعة قطر قبل عامين، تسببت سياسة الدوحة في تفاقم الخلاف مع الرباعي العربي لتنهي مؤشرات إيجابية اعتبرت بصيص أمل لإنهاء الأزمة التي بدأت في 5 يونيو 2017. في نهاية الشهر الماضي جاء قرار الدوحة التمثيل رفيع المستوي برئاسة رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني في الثلاث قمم الإسلامية والعربية والخليجية التي استضافتها مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، ليصبح أكبر مسؤول قطري يزور السعودية منذ المقاطعة، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين مؤشراً إيجابياً علي احتمالية قرب إنهاء الأزمة خاصة أن أمير قطر تميم بن حمد كان قد استبق القمم بزيارة إلي الكويت التي يبذل أميرها الصباح الأحمد جهوداَ للوساطة لم تفلح حتي الآن، وعززت تلك التوقعات صور الاستقبال والمصافحة من الملك سلمان لرئيس الوفد القطري، لكن سرعان ما انقلب الوضع وانسحب رئيس الوزراء القطري من القمة الإسلامية، وبعد ثلاثة أيام من صدور البيان الختامي للقمتين العربية والخليجية، تراجعت الدوحة وابدت تحفظها عليه، رغم أن العراق سجلت تحفظها علي النقاط المتعلقة بايران في البيان الختامي خلال القمة العربية. تراجع قطر سجلته علي لسان وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عبر تصريحات تليفزيونية أعقبت صدور البيان الختامي للقمتين الخليجية والعربية ب72 ساعة، حيث قال إنه لم يجر إقرار بياني القمتين وفق الإجراءات المعهودة وأن البيانين أدانا إيران دون الإشارة إلي سياسة وسطية للتحدث معها، وبذلك تبني سياسة واشنطن تجاه إيران وليس سياسة تضع جيرتنا معها بالاعتبار، وأرجع الوزير عدم تسجيل تحفظ بلاده خلال القمة إلي أنهم »لم يتمنعوا» في البيانين. وجاء الرد الخليجي علي التراجع القطري في عدة تصريحات لوزراء كان أولهم اعتبار الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحرينية، في تغريدة له علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن موقف قطر تحفظ علي وحدة دول المجلس وعلي فقرات إدانة إيران، كما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، »يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات ومن ثم التراجع عما تم الاتفاق عليه يعود إما إلي الضغوط علي الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة»، وأكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن الدول التي تملك قرارها تعلن مواقفها وتحفظاتها أثناء الاجتماعات وليس بعد انتهائها، في إشارة إلي تحفّظ قطر المتأخر واعتبر الجبير أن »تحريف قطر للحقائق ليس مستغرباً»، مؤكدا أن البيانين رفضا تدخل إيران في شؤون المنطقة، وأكدا علي مركزية القضية الفلسطينية. الموقف القطري اعتبر دعما صريحا لإيران التي صعدت من عدائها تجاه دول المنطقة عبر الضلوع المحتمل في ضربات بطائرات مسيرة علي منشآت نفطية بالمملكة وهجمات علي أربع ناقلات نفط، منها اثنتان سعوديتان، قبالة سواحل الإمارات، وزاد من الارتباط القطريالإيراني تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جري الأربعاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فقد أثني روحاني الذي انتقد موقف الدول الخليجية والعربية خلال القمتين الطارئتين لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية في مكةالمكرمة علي موقف قطر. وأكد بحسب ما نقلت وكالة »إرنا» الإيرانية الرسمية، أن »إيران حكومة وشعبا تقف إلي جانب قطر». وقال: »إن مواقف الحكومة القطرية في هاتين القمتين نابعة عن سياسات حسن الجوار». من جهته، اعتبر أمير قطر أن مواقف طهرانوالدوحة تجاه العديد من القضايا الإقليمية قريبة جداً. كما أكد أن هناك اتصالات مستمرة وبناءة للغاية بين البلدين، وأكد أن الدوحة لن تنسي مواقف إيران، وتطمح إلي تطوير علاقاتها معها علي جميع الأصعدة. تزامن التقارب القطري مع إيران شكل تأكيداً علي سياسة الدوحة في معاداة دول الرباعي العربي والرغبة في استمرار حالة المقاطعة بين الطرفين بسبب إصرار الدوحة علي عدم تنفيذ المطالب الثلاثة المعروفة عشر لعودة العلاقات.