أبلغ الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره بأن السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، علي الأراضي التي احتلتها إسرائيل وعاصمتها القدسالشرقية. وأفاد بيان الديوان الملكي أن العاهل الأردني، قال لكوشنر أيضا إنه يتعين علي إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربيةالمحتلة التي كانت تحت الإدارة الأردنية وانتزعتها تل أبيب في حرب 1967. ويأتي لقاء عاهل الأردن مع كوشنر ضمن جولة يقوم بها الأخير علي رأس وفد أمريكي للشرق الأوسط تهدف إلي حشد الدعم للمؤتمر الاقتصادي الأمريكي المقرر عقده في البحرين يومي 25 و26 يونيو المقبل حين ينتظر أن يكشف كوشنر عن الجزء الأول من »صفقة القرن«. ووصل صهر ترامب أمس إلي إسرائيل بعد زيارة المغرب والأردن، ويتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويشعر مسئولون أردنيون بالقلق من أن الخطة قد تهدد الوصاية الدينية للملك عبد الله علي المواقع الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة. كما يتخوف المسئولون من مساعي واشنطن لتفكيك وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن، الذي يستضيف أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين المسجلين لدي الأممالمتحدة، إلي جانب لبنان وسوريا. وقد تتأجل الجهود الأمريكية بشأن «صفقة القرن» خاصة مع استعداد إسرائيل لإجراء انتخابات جديدة بعدما صوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي لصالح حل المجلس في ضربة قوية لرئيس الوزراء نتنياهو الذي فشل في تشكيل ائتلاف حاكم مع انتهاء المهلة المعطاة له للقيام بذلك. وكان كوشنر قد أعلن في وقت سابق تأجيل الكشف عن «صفقة القرن» إلي ما بعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل والتي أجريت 9 أبريل الماضي وانتهاء شهر رمضان. ولكن مع فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، فقد تشهد الصفقة تأجيلا آخر. ويفضل نتنياهو إجراء انتخابات تشريعية ثانية في نفس العام، في اضطراب سياسي غير مسبوق بإسرائيل، بدلا من أن يطلب الرئيس رؤوفين ريفلين من سياسي آخر محاولة تشكيل حكومة ائتلافية. وفي أول تعليق له علي حل الكنيست، تعهد نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني المتطرف بالفوز في الانتخابات الجديدة. وقال نتنياهو «سنخوض حملة انتخابية نشطة وواضحة تحقق لنا النصر. سنفوز، والشعب سيفوز». وجاء تعثر نتنياهو الذي يواجه اتهامات وشيكة في 3 قضايا فساد، في تشكيل الحكومة بسبب تمسك وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان بموقفه حيال مشروع قانون يجعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتشددين مثل غيرهم من اليهود الإسرائيليين.