سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطلقها الرئيس لتأهيل المقبلين علي الزواج ٫٫٫ الاخبار تعايش رحلة «مودة» بين طلاب الجامعة ورش التدريب خلية نحل والمتزوجون علي قائمة الحضور ٫٫٫ المدربون: لم نتوقع الإقبال في هذا الوقت القياسي
بعد ارتفاع أعداد حالات الطلاق في المجتمع المصري لتصل إلي 198 ألف حالة سنوياً، بمتوسط 542 حالة يومياً بما يهدد سلامة المجتمع.. جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر السادس للشباب إلي إطلاق مشروع »مودة» للحد من هذه النسب، وللحفاظ علي تماسك الأسر المصرية من خلال توعية الشباب المقبلين علي الزواج علي كيفية مواجهة المشكلات التي تواجه الأسرة حفاظا علي تماسكها.. وكلف وزارة التضامن بالإشراف علي المشروع مع الجهات المعنية مع الاستفادة من تجارب الدول الأخري، فانطلق قطار »مودة» في 5 جامعات مصرية، ومنها جامعة القاهرة التي شارفت علي إنهاء المرحلة الأولي من المشروع، فتوجهت »الأخبار» لها في جولة تحدثنا فيها مع المدربين والمتدربين لرصد أجواء ورش العمل والوقوف علي ردود الفعل تجاهها. خلية عمل لا تهدأ.. هكذا يمكننا وصف ورش العمل التدريبية التي أطلقتها الجامعة، فمن الممكن أن تجد 7 ورش قائمة في نفس اليوم بكلية واحدة، كما أنه لا يختص المدرب بتقديم الورش داخل كليته فقط، بل يتم توزيعه علي بقية الكليات حتي تصل الاستفادة إلي جميع الطلاب. ومن كلية الدراسات العليا للتربية كانت لنا جولة بعدد من الورش تحدثنا خلالها مع مجموعة من المدربين والمتدربين، وعلي رأسهم عميدة الكلية د. أمل سويدان والتي تعد واحدة من المدربين العاملين في المشروع بنفس الوقت. بدأت د.أمل حديثها قائلة: »أثرت الدورة منذ بدايتها علينا جميعاً وعلي جميع الأصعدة وأولها الصعيد الأسري، فأنا شخصياً استفدت من فحوي الدورة في التعامل مع ولدي، خاصة وأنه بالرغم من أننا تربويون إلا أن ظروف العمل الإداري وضغوطاته تجعل الحياة لا تسير وفقاً للنمط الذي نريده». وأضافت: »أما عن شعوري وأنا أحضر الدورة كمتدربة فقد تفاجأت به شخصياً، فمع تقدم العمر أصبح من الصعب علينا أن نجلس في أي ندوة أو محاضرة مدة طويلة متواصلة، لكن في هذه فحقاً لم نشعر حقاً بالوقت، خاصة وأن المادة كانت مشوقة للغاية والتفاعل كان كبيرا بيننا وبين المدرب». خطوط حمراء أوضحت د.أمل أن الجانب الصحي والطبي تحديداً يعد من الأمور التي توجت هذه الدورات بنجاح، فالحديث عن كافة المواضيع الطبية في المنزل كان يشوبه نوع من الإحراج الشديد، إلا أن الدورة وفرت مداخل جيدة استطاع من خلالها المدربون عرضها والتناقش فيها مع الطلبة بكل أريحية، وهو ما كان له صدي إيجابي كبير من قبل المتدربين الذين أكدوا أن هذه الأمور كانت بالنسبة لهم خطوطا حمراء في المنزل. مناظرات مثمرة »مناقشات وجدال وعرض وجهات نظر بكل أريحية» هكذا وصفت رانيا إبراهيم الورش التدريبية، فأكدت مدرس تكنولوجيا التعليم، وأحد المدربين، أنه في بداية أي ورشة يشرع المدرب في سرد ماهية المبادرة وكيفية انطلاقها حتي يعي الطلاب كيف ولماذا وصلت لهم هذه المادة، مع الاستشهاد بأرقام الطلاق التي وصلت لها مصر، وهو ما كان مفاجئا للجميع فجعلهم أكثر حرصاً علي التركيز لما تحويه الدورة من معلومات. وأوضحت رانيا قائلة: »الطلاب في بادئ الأمر يكتفون بالاستماع ثم تبدأ عملية التفاعل تدريجيا حتي تصل إلي ذروتها وهنا يتشجع كل طالب لسرد واقعة له أو مشكلة أو موقف... بل يصل الأمر إلي ما هو أشبه بالمناظرة بين الفتيات والشباب وهو الجزء الأكثر فائدة بالنسبة لهم، فكل طرف يستمع للآخر ويعرف منه تجاربه واعتراضاته ووجهة نظره كاملة». ترابط أسري من جانبه أكد د.عاصم عبد المجيد حجازي، مدرس علم النفس التربوي، وأحد المدربين أنه استفاد من الدورة كثيراً، وأنه يشارك في مشروع قومي يخدم المجتمع ويساهم في تنمية الوعي الأسري ويساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة خطيرة تؤرق الجميع وهي تزيد. وأشار إلي أن البرنامج يشير ضمنيا إلي أننا نعتمد في كثير من قراراتنا الأسرية علي الشائعات دون الرجوع إلي المصادر الصحيحة للحصول علي المعلومة ونتمني أن يتخلص المجتمع من هذا المنهج وأن يكون تفسيره علميا للمشكلات. الاحتواء أولاً أما د.منال مبارز مدرب بمشروع مودة، فأكدت أن الشباب خاصة في سن الزواج يرغبون في النصيحة الفعلية لكنها لن تجدي نفعا دون إتباع أسلوب الاحتواء أولاً، وهو ما يوفره التدريب بالفعل فيشعر الطالب أن هناك ما يسمعه فعليا وعلي رغبة كاملة في سماع رأيه أيضا بكل احتواء وتقبل ومن هنا يكون للنصيحة نفع أكبر. وأضافت أن هذا المبدأ مطلوب في وقت أصبح الشاب يستمع لصديقه أكثر من والده أو والدته، بعدما يجد نصيحة جافة إلي حد ما من الوالدين دون علمه بأنها نابعة بحب وبتجارب أعوام طويلة. الحياة مشاركة علي الجانب الآخر كان ل »الأخبار» عدة لقاءات مع الطلاب المشاركين في التدريب، فقالت إيمان أحمد عبد السلام: »عرفت الورشة عن طريق جروب الكلية، فقررت أحضر أنا وأختي وبالفعل اتصدمت جدا من الأرقام اللي بسمعها عن الطلاق، ولأني مخطوبة فركزت جدا في كل كلمة بتتقال». وعن أكثر ما أفادها في التدريب أكدت إيمان أنها تعلمت أن الحياة قائمة أولا وأخيرا علي المشاركة والتفاهم والتفهم، وكيف يمكن أن يكون الزوجان صديقين وكيف يمكن أن تمتص الزوجة غضب زوجها بأبسط الطرق لتسير الحياة بسهولة، وأنها تفاجأت وسعدت كثيراً عندما علمت أن هنا شهادة معتمدة توثق حضورها لهذه الدورة. تعديل المفاهيم أما المفاجأة بالنسبة لنا كانت ياسمين سامي، الطالبة بالدبلومة العامة، والتي أصرت علي حضور الورشة بالرغم من زواجها وإنجابها لثلاثة أطفال فقالت: »بقالي 14 سنة متجوزة لكن أول ما عرفت عن الورشة قررت أحضر فوراً.. لأن فيه أسئلة كتيرة جدا في بالي كنت محتاجة إجابتها، وللأسف أنا زي بنات كتير جدا الجواز زمان بالنسبة لي كان الفستان والهيصة والفرح، لكن محدش نصحني أو قالي إزاي اتصرف مع ضغوطات الحياة». وأضافت: »فعلا وبدون أي مجاملة أنا ركزت جدا في الورش اللي حضرتها من قبل لمدربين تانيين، وسألت كل اللي كان في بالي، وبدأت أطبقهم في البيت ولقيت النتيجة مرضية جدا خاصة في مسألة أني أراعي ضغوطات الشغل علي زوجي وازاي اتعرف علي شخصيته صح وإزاي اتعامل مع حد مختلف عني أصلا، ودلوقتي أنا هبدأ كمان اطبق كل دا مع بناتي عشان ميمروش بأي حاجة أنا مريت بيها».