في الاسبوع الماضي اتسعت ردود الافعال الدولية علي عزم الادارة الامريكية تصنيف جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية بعد ان عادت للواجهة مجددا، فكرة إدراج الولاياتالمتحدة لجماعة الإخوان المسلمين علي قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرز قالت فيها إن الرئيس ترامب يدرس الأمر وأجري مشاورات مع فريقه للأمن القومي وقيادات إقليمية يشاركون المخاوف من تنظيم الإخوان. تري صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة ترامب وجهت مستشار الأمن القومي جون بولتون ودبلوماسيين آخرين من أجل اقتراح طرق لفرض عقوبات علي الجماعة وان هذا التطور جاء في أعقاب لقاء جمع بين الرئيسين ترامب وعبد الفتاح السيسي في التاسع من ابريل الماضي. وكانت مصر قد صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وذلك في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، عام2013 الفكرة في حد ذاتها ليست جديدة لأنها طرحت، أثناء حملة ترامب الرئاسية في 2016، وبعد تسلم ترامب السلطة في 2017، لكن لم تتخذ خطوات فعلية لتنفيذها من قبل الحكومة الامريكية، لكن الآن تلقي الخطوة قبولا في ظل مجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو متفقان علي إدراج الإخوان علي لائحة الإرهاب. الا ان هذا التصنيف يجد معارضة من قبل »جزء من البيروقراطية» داخل إدارة ترامب لأسباب سياسية مختلفة، من بينها صعوبة تصنيف هذا التنظيم إرهابيا كونه متشعبا ودوليا، كما يري محللون ان جزءا منه منغمس في أعمال وتنظيمات جهادية وهناك جزء منه أعضاء في أحزاب سياسية وحكومات تتولي السلطة. وفي حال أدرجت واشنطن الإخوان علي قائمة المنظمات الإرهابية، فإن ذلك سيجعل الجماعة هدفا للعقوبات والقيود الأميركية فورا بما في ذلك حظر السفر وغيرها من القيود علي النشاط الاقتصادي. وسيمثل القرار في حال اتخاذه، ضربة موجعة ليس للإخوان فقط، بل للحركات والمؤسسات التابعة لها. ومن شأن التصنيف أيضا أن يجرم علي الأميركيين تمويل الجماعة، ويحظر علي البنوك أي معاملات مالية لها، فضلا عن منع من يرتبطون بالإخوان من دخول الولاياتالمتحدة وتسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لصالحها. وتصنف دول بينها روسيا ومصر والإمارات الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا عام 1928، منظمة إرهابية وتجرم التعامل معها. وفي حال تصنيف الكونجرس ومجلس الشيوخ الجماعة كتنظيم إرهابي، ستبدأ واشنطن توجيه تحذيرات محلية ودولية بمنع التعامل مع المنظمة المذكورة، مثلما فعلت مع »الحرس الثوري» الإيراني، حيث أجبرت المؤسسات الدولية علي عدم ممارسة أي نوع من التعاون التجاري أو العسكري. صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن هناك فكرة طرحت داخل الإدارة الأمريكية حول تصنيف الفرع المصري فقط من الجماعة، لتجنب حدوث مشاكل دبلوماسية مع دول أخري قد لا تكون فيها الجماعة مصنفة إرهابية. ويري مراقبون أن ضم الإخوان المسلمين إلي قائمة الجماعات الإرهابية قد يؤدي إلي تعقيد علاقة واشنطن بتركيا، حليفتها في حلف الناتو. حيث يرتبط الإخوان المسلمين بصلات مع حزب العدالة والتنمية التركي، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان. واعتبر الحزب الحاكم بتركيا أن تصنيف الإخوان »إرهابية» يعزز معاداة الإسلام. ولكن علي الجانب الآخر، يمكن ألا يكون للقرار أي تأثير، إذا اختارت إدارة ترامب أن يكون مجرد تسمية، ولا يصحبه أي عقوبات إضافية، وإدراج بعض الشخصيات في قوائم الإرهاب، ومنع المجتمع الدولي من التعامل معها، فحينئذٍ سينتهي الأمر عند صيحات استهجان دولية، وذلك وفقًا لإيرينا تسوكرمان، الباحثة الأمريكية في الشئون الأمنية. كما ان هناك احتمالا أنه حال صدور القرار، ستتلاعب قطر وتركيا به، ويلتفان حوله بطرق ملتوية، قد تجعل وضع الجماعة مثل حركة طالبان، مصنفة إرهابية في الولاياتالمتحدة، وفي الوقت ذاته يوجد لها مكاتب عاملة في قطر حليفة واشنطن.. كما رفضت إيران سعي الولاياتالمتحدة لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية. وتري كليان كونوي مستشارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه لا مخاوف لدي الإدارة الأمريكية من ردود الأفعال بشأن اعتزامها تصنيف جماعة الإخوان المسلمين علي قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية لن يكون أي تعقيدات دبلوماسية أو سياسية قد تنتج عن هذا الإجراء.