موفد وزارة الخارجية المصرية إلي جامعة"كازنو".. كازاخستان كان العلماء والمفكرون ورجالات الفن والأدب والصحافة العائق الرئيس في إحكام سيطرة ستالين علي كازاخستان والبلاد الأخري، وقد كان أحد الاتجاهات الرئيسية في تلك الفترة العصيبة من تاريخ كازاخستان اضطهاد العلماء، وعلي رأسهم مفكرو منظمة "آلاش"، التي أسهمت في تأسيس الاتجاهات العلمية الوطنية في القرن العشرين، وقد تصدت لهم السلطات السوفيتية، بسبب آرائهم السياسية، وليس لكونهم علماء. في ثلاثينيات القرن العشرين، شهدت مهام المفكرين الذين تم تكوينهم حديثًا فكريًا ووطنيًا تغييرات أساسية، حيث أوكلت كل شئون البلاد والتنمية للمجتمع الكازاخستاني إلي أيدي السلطات السوفيتية، وقد حاول المثقفون الكازاخستانيون القيام أو المشاركة بهذه المهام في بداية القرن العشرين، لكن تم تجنيبهم بقصد عن هذه المهمة، وقد عُهد إلى الكازاخستانيين المشاركة في عملية الإصلاح بشكل تنفيذي فقط، فكانت قدرتهم على التأثير في الحكومة محدودة، فعلى غرار الحكومة الملكية، اعتبرت السلطات السوفيتية وجهات نظر المثقفين انفصالية. وكان الاضطهاد في كازاخستان ذا طبيعة مختلفة، حيث تم اتهام العلماء الكازاخستانيين بتهم "القومية البرجوازية"، وكذلك "القومية الكازاخستانية".. أحد العلماء الذين تعرضوا للقمع في ثلاثينيات القرن العشرين كان عالمًا في علم اللغات يدعى كوديبيرجين زهوانوف.. ففي ثلاثينيات القرن العشرين، سعى زهوانوف إلى خدمة المصالح الوطنية عن طريق رفع اللغة الوطنية إلى مستوى جديد، وتمت ملاحظة اللغة في الجهات الإدارية والعلمية، وألقي القبض على العالم في 19 نوفمبر 1937م، على الرغم من أنه لم يشارك قط في الأنشطة السياسية. ومن مظاهر القمع في كازاخستان الاضطهاد المستمر من 1920م، حتى عام 1990، فخلال هذه الفترة، عانى العديد من مواطني كازاخستان، وتم إطلاق النار على عليهم وطردوا ورحلوا.. في عام 1933. واحد من الأشخاص الذين مروا بالفترة من 1933-1954، وتم التحقيق معه، هو عيسى طوقطبيايف وعارض علانية موقف جولوشكين-الرئيس الكازاخستي وقتها- فأمر جولوشكين باعتقاله، واتهم طوقطبيايف بالمشاركة مع "تنظيم هجرة الكازاخستاني إلى البلدان المجاورة". يقول عيسى طوقطبيايف: "اتهامات المحققين ضدي كانت خاطئة تمامًا.. كان الاتهام بتنظيم الكازاخستانيين للتحرك خارج حدود كازاخستان معيبًا.. لم أقم أبدًا بتنظيم هجرة الكازاخستانيين إلى مناطق أخرى من كازاخستان.. كيف يمكنني أن أفعل ذلك إذا لم أذهب إلى إقليم كازاخستان بينما كنت أعيش في ليننجراد عندما انتقل الكازاخ إلى دول أخرى؟"، ولم يكن اضطهاد المؤرخين الكازاخستانيين مقتصرًا على الخمسينيات، كان بيجيجان سوليمينوف أول مؤرخي كازاخستان، وقد كان لدى الجيل الأول من المؤرخين شعور قوي بالحماس لكتابة التاريخ القومي، وقد حاولوا كتابة تاريخ كازاخستان بموضوعية علمية، لكن السلطات في ذلك الوقت اعتبرت نشاطهم قوميًا، وقد تم التحقيق مع هؤلاء المؤرخين ليس للسعي إلى العدالة، لكن لإدانتهم.