تحيي كازاخستان غدًا الخميس الموافق 31 مايو ذكرى ضحايا المجاعة المصطنعة والقمع السياسي الذي تعرض له الشعب الكازاخي خلال الفترة من 1931 : 1933 من جانب الحكم السوفيتي المسيطر على البلاد في ذلك الوقت. وقال المؤرخ الكازاخي خانجيلدي أبجانوف مدير معهد التاريخ والإثنولوجيا، فى أحد اللقاءات الصحفية أن الشعب الكازاخي قد عانى من ثلاث مآسٍ في القرن العشرين وهى المجاعة، والقمع السياسي والحرب العالمية الثانية. يُذكر أن عدد ضحايا مأساة الجوع التي ضربت البلاد وعددًا من دول الاتحاد السوفيتي خلال أعوام 1933-1931، بلغ ما يقرب من مليونين ومائتي ألف شخص في السهوب الكازاخية "منطقة مليئة بالمراعي وحشائش السافانا" كان أغلبهم من العرقية الكازاخية، وقد ماتوا نتيجة سياسة الاضطهاد الجماعي للفلاحين التى انتهجها الاتحاد السوفيتي ونهب المواشي من الأهالي لتشكيل ملكية عامة للزراعة، مما أدى إلى حرمان الكازاخ "الرحل" من مواشيهم وكل وسائل المعيشة ومات جوعًا ثلاثة من كل أربعة كازاخ، وسبقت تلك المجاعة أخرى وقعت في أعوام 1921-1922 التي أودت بحياة 30% من الكازاخ. ويصف الخبراء مجاعة الثلاثينيات بأنها إبادة جماعية تم ارتكابها ضد الشعب الكازاخي والشعوب الأخرى على يد الزعيم السوفيتي ستالين، فضلًا عن التطهير الفكري من خلال إعدام النخبة الثقافية والسياسية من كتاب وشعراء والتهجير القسري للقوميات الأخرى إلى كازاخستان. ويقول علماء السكان، إنه لولا المجاعة المصطنعة لوصل عدد شعب كازاخستان إلى عدد الشعب المصري، حيث كان تعداد السكان قبل تلك الآفة وفي مطلع القرن العشرين أكثر من ستة ملايين نسمة، في الوقت الذي كان يبلغ فيه عدد سكان أرض الكنانة 8 ملايين نسمة. وقد كان من ضمن مقررات البرنامج الزراعي القسري للزعيم السوفيتي ستالين، قيام الفلاحين بتسليم ممتلكاتهم ومواشيهم للمزارع الحكومية بثمن زهيد تحدده الدولة، وهو ما أدى إلى تذمر الفلاحين، فلا يوجد إنسان عاقل يسلم ممتلكاته التي حصل عليها بشق الأنفس من أجل ما يسمى (الغد الشيوعي المشرق) فقام الفلاحون برفض البرنامج الزراعي. وحاول ستالين إجبارهم باستخدام القوة لكنة لم يفلح، حيث قاموا بنحر مواشيهم ودفن محاصيلهم بدل تسليمها لصالح البرنامج الزراعي، مما أغضب ستالين بشدة فأعطى أوامره للشرطة السرية بتجريد الفلاحين من كل ممتلكاتهم وعدم ترك شيء ونقلهم بالقوة إلى المزارع الجماعية ، واتخذ تدابير انتقامية ضد الفلاحين وفرض عليهم حصص حصاد يستحيل بلوغها، وكان ممنوعًا على الفلاح الاحتفاظ بثمرة واحدة قبل أن يكتمل الحصاد المفروض عليه مما أدى إلى موت الملايين جوعًا، في حين كانت مخازن الغذاء مليئة بالحبوب، واتخذ ستالين إجراء آخر حيث أصدر قرارًا يمنع سفر الأفراد من جمهورية إلى أخرى دون تصريح، من أجل منع الفلاحين الجائعين من الهروب وفرض حصار عليهم ، بهدف كسر إرادتهم وتجويعهم حتى الموت، وفي خريف عام 1933 وبعد اقتناعه بخضوع الفلاحين أصدر قرارًا يسمح للفلاح بالاحتفاظ بالقليل من المحصول، وانتهت المجاعة.