(قلنا هانبني وادي إحنا بنينا).. مين قال إن الكلام ده مطلع لواحدة من أشهر أغانينا الوطنية الحماسية.. الصحيح إنها عبارة تلخص (حكاية شعب).. شعب عظيم قادر علي التغلب علي المستحيل وتحقيق الإنجازات عبر تاريخه.. من بناء السد العظيم للعبور العظيم لحفر قناة السويس الجديدة.. وليس آخر هذه الإنجازات.. (مشروع أنفاق قناة السويس).. ليكون ملحمة وطنية جديدة يصر فيها الشعب المصري علي تغيير الواقع للأفضل.. و يواصل فيه مسيرته نحو التنمية والبناء و تشييد دولة التقدم التي يحلم بها..والسعي الدؤوب ليحقق بسواعده التطور الذي يحلم به ويتمناه منذ سنوات طويلة.. أيام قليلة تفصلنا عن الملحمة.. وقد أصبحت واقعا و جزءا من تفاصيل حياة بالتأكيد ستكون أجمل لمصر.. (أنفاق قناة السويس).. أيام معدودة ويبدأ التشغيل الفعلي لها لتربط شمال ووسط سيناء بالدلتا والمساهمة في تعمير سيناء- 60 ألف كيلومتر مربع - بشكل كامل عن طريق تسهيل إقامة مجتمعات تنموية وصناعية بها.. ولتحقيق هذا الأمر واستكمال المشروع بشكله النهائي فإن الأمر وكما قال »الرئيس عبدالفتاح السيسي» : »إعجاز» تم بسواعد مصرية نجحت في وقت قياسي في تحقيق ما يتم تنفيذه في 15 عاما.. لينفذوا بأيديهم مشروعا عظيما يحقق اختصارا لزمن عبور القناة يتراوح ما بين 10: 15 دقيقة بدلا من الانتظار علي المعديات الذي كان يصل في بعض الأحيان لعدة أيام..وليتم ربط سيناء عن طريق أنفاق بورسعيد والتي تصل إلي شمال سيناء..وأنفاق الإسماعيلية التي تصل إلي وسط سيناء.. وكذلك ازدواج نفق الشهيد أحمد حمدي والذي يربط جنوبسيناء..لتصبح سيناء بذلك وكما قلنا من قبل مرتبطة بالدلتا بشكل كامل.. هذه المعجزة.. احتاج أبناء مصر المخلصون 40 شهرا فقط لتحقيقها بسواعدهم سواعد عملت تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبسواعد مصرية، عبر 4 شركات وطنية هي بتروجت وكونكورد اللتان قامتا بتنفيذ أنفاق شمال الإسماعيلية.. بينما نفذت أنفاق جنوب بورسعيد شركتا المقاولون العرب وأوراسكوم..وكانت نسبة العمالة المصرية في الحفر والتنفيذ هي 97% مقارنة ب3% عمالة أجنبية من تخصصات نادرة يتطلب تنفيذ الأنفاق الاستعانة بخبرتها.. إن الأنفاق هي الأكبروالأضخم بالمنطقة..حيث يبلغ طول النفق الواحد في شمال الإسماعيلية 5820 مترا أما أنفاق جنوب بورسعيد فتم تنفيذها بطول 3920 مترا..وشملت عمليات حفرها ثلاث مراحل هي التخطيط وتركيب الماكينات و تشغيلها ..وتم الحفر علي بعد 23 مترا من قاع القناة واستخدم مليون و250 ألف متر مكعب خرسانات لتنفيذ النفق و110 آلاف طن حديد..كما تم تركيب حوائط لوحية داخل الأنفاق بطول 70م وهو ما يعتبر من أكبر المشاريع في العالم التي يتم تركيب مثل هذه اللوحات بها.. إن إجمالي الحفر النفقي الذي تم في أنفاق الإسماعيلية بلغ4830 متراً والحفر المكشوف بلغ 990 مترا.. وأقصي عمق من سطح المياه لقاعدة الأنفاق54 متراً.. وتبلغ المسافة بين أعلي نقطة للأنفاق وسطح المياه 41 متراً..حيث تقع أنفاق الإسماعيلية عند الكيلو 73 ترقيم قناة السويس ويتم ربطها بمحور 30 يونيو عند المخرج والمدخل الغربي..أما المسافة من البوابة الرئيسية بميناء شرق بورسعيد الجديدة حتي أنفاق بورسعيد فتبلغ خمسة كيلومترات وحتي أنفاق الإسماعيلية 59 كيلومترا.. ومن بوابة الميناء مرورا بأنفاق بورسعيد حتي محور 30 يونيو 12 كيلومترا كما يربط مشروع الأنفاق الطريق الدائري بالإسماعيلية وطريق بورسعيد وطريق رأس سدر والقنطرة شرق لتتحقق المشروعات التنموية في سيناء.. وتحتوي الأنفاق علي 70 مروحة تهوية إضافة إلي مراوح التهوية داخل أنفاق الطوارئ.. وبها منظومة إضاءة تم تركيبها طبقا للمواصفات العالمية.. وقد تم تأمين الأنفاق بأجهزة إدارية وكاميرات مراقبة لتكون السرعة محددة ب60 كيلو في الساعة كما سيتم إجراء تفتيش متنوع بين تفتيش بيولوجي وكشف عن المخدرات وفحص أوراق المسافرين.. إضافة إلي وجود أجهزة تكشف عن المؤشرات الحيوية داخل جسم الإنسان وإذا كشف الجهاز عن وجود أي اضطراب داخل الجسم يتم توقيف السيارة في الحال.. وهذه الأنفاق تسمح بمرور السيارات بكل اتجاه مما يساعد علي سهولة حركة الحاويات من وإلي ميناء شرق بورسعيد الجديدة الذي انتهي تنفيذ أرصفتها الجديدة بطول 5 كيلومترات واستلمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من الهيئة الهندسية في مارس الماضي.. وبدأ تشغيل الأرصفة بها واستقبال السفن العالمية العملاقة بها في ملحمة مصرية عظيمة.. وماذا بعد افتتاح هذه الأنفاق و تشغيلها بشكل فعلي؟!.. بالطبع لن نجد أفضل من »الفريق مهاب مميش..رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية للقناة» ليجيبنا علي هذا السؤال وغيره من الأسئلة المتصلة بالمشروع.. الذي أجابنا قائلا: إن القناة »حياة».. وكما ارتبط ظهور مدينتي بورسعيد والإسماعيلية بحفر قناة السويس القديمة فإن حفر قناة السويس الجديدة أدي الي ظهور الإسماعيلية الجديدة ومشروع الأنفاق.. ومنذ لحظة افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015 انطلق المشروع القومي الأكبر والأضخم وتنمية شرق القناة وأن تصبح المنطقة الاقتصادية بقناة السويس قبلة للمستثمرين لكونها ناصية العالم وبوابة إفريقيا والشرق الأوسط فضلا عن السوق الاستهلاكي الداخلي الضخم الذي يقارب ال 100 مليون نسمة..وكان لابد من اتخاذ قرارات جريئة وحوافز استثمارية تنافسية لتحقيق هذا الهدف من بينها إنشاء نقطة اتصال واحدة لتسهيل إنجاز الإجراءات والتراخيص.. وإنشاء نقطة خدمات لوجيستية بأسعار تنافسية كما تم تخفيض رسوم الخدمات البحرية لمواني المنطقة بنسبة تصل إلي 50% مما زاد من حركة المرور بنسبة عالية بالإضافة إلي توفير العمالة المؤهلة القادرة علي المنافسة في السوق الدولية.. ومن هنا يأتي مشروع أنفاق قناة السويس»الإسماعيلية وبورسعيد» ضمن خطة الدولة لتنفيذ المشروع القومي الأكبر..وغني عن القول بإن سيناء مليئة بفرص استثمار عظيمة في مختلف المجالات »الصناعة والزراعة والسياحة..الخ» التي بالتأكيد في حاجة توفير خدمات النقل والخدمات اللوجيستية التي قمنا بتوفيرها وتطويرها أيضا في كافة موانئ المنطقة الاقتصادية في منطقة القناة من الشمال إلي الجنوب لتختصر بذلك التقاطر الزمني والمسافات بين سيناء وبقية مصر في مدة زمنية لا تتجاوز حاجز ال15 دقيقة.. إن الدولة تتوجه نحو سيناء لعدة اعتبارات علي رأسها الإيمان العميق لدي الرئيس عبدالفتاح السيسي بأهمية التنمية واستغلال الثروات الكبري الكامنة في أرض سيناء وأن هذه لا يمكن أن تتم دون بنية أساسية قوية علي رأسها مشروعات الطرق والأنفاق والكباري والكهرباء ومشروعات المياه.. لذلك نجده حريصا علي أن يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة منذ اللحظة الأولي للتخطيط للمشروع وحتي وصوله لمراحله الأخيرة ودخول الأنفاق للخدمة وسوف يقوم بافتتاحها قريبا..