الأنتهاء من بوابات العبور استعدادا لافتتاح الانفاق قريبا اللي احنا بنعمله ده هو ربط قوي جداً بين شرق وغرب القنال.. بين سيناء والدلتا.. احنا بنتكلم عن تنمية وتعمير 60 ألف كم2 .. ده جهد يتم إنجازه في 10 و15 سنة.. ده إعجاز بسواعد مصرية. عبدالفتاح السيسي 40 شهراً مابين الحفر والتنفيذ والبناء في أجواء طقس متقلبة، لا شكوي ولاغضب ولا راحة، الجميع يسابق الزمن، جنود مقاتلون من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأقرانهم من المهندسين المحترفين المصريين والعمال الذين تتحاكي بقصص نجاحاتهم الشركات العالمية في مجال حفر الأنفاق وتنفيذها. 97% هي نسبة العمالة المصرية في حفر وتنفيذ الأنفاق في الاسماعيلية وبورسعيد، مقارنة ب3% عمالة أجنبية من تخصصات نادرة، ليثبت المارد المصري مهاراته في تحقيق المعجزات بالرغم من أي أجواء صعبة من حوله. وخلال أيام، يحتفل الشعب المصري بافتتاح هذا المشروع العملاق في شمال الإسماعيليةوجنوب بورسعيد، لتنتهي المعاناة في العبور بين ضفتي القناة وهو ما يساعد علي تسهيل حركة الانتقالات للأفراد والبضائع، مروراً بخدمة المشروعات الجديدة المقامة علي ضفتي قناة السويس بالمنطقة الاقتصادية وتسهيلاً للمستثمرين خاصة الذين يقيمون مشروعاتهم في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد والمنطقة المتاخمة لميناء شرق بورسعيد الجديدة جوهرة شرق المتوسط التي تربط افريقيا بالقارات من حولها. مرحلة العبور إلي أرض الفيروز بأربعة أنفاق جديدة.. مشروع يراه العالم معجزة بكافة المقاييس العلمية والجغرافية والهندسية وقد تحقق في ظل إرادة ورغبة حقيقية من المصريين في تحدي المستحيل، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبتنفيذ من 4 شركات مقاولات وطنية كبري هي »بتروجت وكونكورد نفذت أنفاق شمال الإسماعيلية، والمقاولون العرب وأوراسكوم لتنفيذ أنفاق جنوب بورسعيد. قديماً، كان أهالي مدن القناة وسيناء تحديداً، يعانون العذاب اليومي لعبور المجري الملاحي لقناة السويس، وكذلك الانتظار بالساعات والأيام لنقل البضائع من الشرق إلي الغرب والعكس، مع عدد المعديات القليل، ليصبح العبور الآمن واليسير إلي شرق القناة حقيقة يعيشها المصريون بعد افتتاح الأنفاق، مما ينتج عنه حياة أفضل للمصريين وخلق فرص العمل للشباب، وتشجيعاً لجذب مزيد من الاستثمارات حول ضفتي القناة. عن أهمية هذه الأنفاق الأربعة خاصة بعد إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يكشف لنا الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية للقناة كواليس هذه الأنفاق بالأرقام، قائلاً: مشروع أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد يأتي ضمن خطة الدولة لتنفيذ المشروع القومي لتنمية شرق القناة وربطها بسيناء ومدينة الإسماعيلية والوادي والدلتا لسهولة الانتقال من وإلي سيناء، مشيراً إلي توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل علي دعم مناخ التنمية والاستثمار في سيناء والتي يكثر بها فرص الاستثمار في مجالات الصناعة والزراعة التي تحتاج إلي النقل والخدمات اللوجيستية، التي تتمتع بها موانئ المنطقة الاقتصادية علي ضفتي القناة من الشمال إلي الجنوب، لتختصر المسافات بين سيناء وقلب الوطن في 15 دقيقة. وأوضح مميش أن الأنفاق هي الأكبر والأضخم بالمنطقة، حيث يبلغ طول النفق الواحد في شمال الإسماعيلية 5820 متراً، أما أنفاق جنوب بورسعيد تم تنفيذها بطول 3920 متراً، وهذه الأنفاق تسمح بمرور السيارات بكل اتجاه، مما يساعد علي سهولة حركة الحاويات من وإلي ميناء شرق بورسعيد الجديدة الذي انتهي تنفيذ أرصفتها الجديدة بطول 5 كيلومترات واستلمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من الهيئة الهندسية في مارس الماضي، وبدأ تشغيل الأرصفة بها واستقبال السفن العالمية العملاقة بها في ملحمة مصرية عظيمة، مشيراً إلي أن هذه الأنفاق تساهم في تشجيع وجذب الاستثمارات بالمنطقة الصناعية الجديدة بشرق بورسعيد والمتاخمة لأنفاق بورسعيد. ويشير الفريق مميش إلي أن إجمالي الحفر النفقي الذي تم في أنفاق الإسماعيلية بلغ 4830 متراً والحفر المكشوف بلغ 990 متراً، وأقصي عمق من سطح المياه لقاعدة الأنفاق 54 متراً، وتبلغ المسافة بين أعلي نقطة للأنفاق وسطح المياه 41 متراً، حيث تقع أنفاق الإسماعيلية عند الكيلو 73 ترقيم قناة السويس، ويتم ربطها بمحور 30 يونيو عند المخرج والمدخل الغربي، أما المسافة من البوابة الرئيسية بميناء شرق بورسعيد الجديدة حتي أنفاق بورسعيد تبلغ 5 كم وحتي أنفاق الاسماعيلية 59 كم، ومن بوابة الميناء مروراً بأنفاق بورسعيد حتي محور 30 يونيو 12 كم، كما يربط مشروع الأنفاق الطريق الدائري بالإسماعيلية وطريق بورسعيد وطريق رأس سدر والقنطرة شرق، لتتحقق المشروعات التنموية في سيناء. ويتضمن مشروع الأنفاق الأربعة نفقين للسيارات من بينهما واحد متجه إلي شرق القناة، بينما الآخر سيكون للعودة من سيناء إلي غرب القناة، أما عن معايير السلامة المهنية فقد تم تطبيق المعايير العالمية في الأمن والسلامة المهنية الخاصة بتشغيل العمالة في تنفيذ الأنفاق، وتطبيق الإجراءات الخاصة بالتشغيل من لحظة دخول العامل أو المهندس إلي موقع العمل حتي لحظة انصرافه، وذلك بخلاف الفحص الكامل للمعدات الثقيلة من الأوناش والحفارات الضخمة الموجودة بموقع العمل والاطمئنان المستمر علي صيانتها وأعمال الفك والتركيب الخاصة بها، خاصة في أنفاق جنوب بورسعيد حيث إن التربة غير متماسكة، فيتم اتباع الاحتياطات اللازمة لعدم حدوث أي حوادث للعمال والمعدات، وبالنسبة للعمال والمهندسين يتم تطبيق أعلي معايير الأمن والسلامة لأن أمان العامل والمهندس هو أولي الخطوات التي نعمل من أجلها. ومع تشغيل الأنفاق أمام السيارات ومرورها بداخلها، فقد تم تطبيق كل المعايير الدولية في التشغيل للتأكيد علي عنصر الأمان بالمشروع، ومن ثم الحفاظ علي أرواح وسلامة الأفراد كما تم الأخذ في الاعتبار تنفيذ ممرات عرضية في حالة حدوث أي مشكلات أو خطورة داخل الأنفاق ليتم إخلاء المكان فوراً بكل وسائل الأمان، كما تم وضع خطط للطوارئ للإخلاء في حالات وقوع أي حوادث أو مخاطر. ومع اقتراب الافتتاح الرسمي للأنفاق في الإسماعيلية وبورسعيد، فان هذا الانجاز الضخم يؤكد بأن المصريين قادرون علي تحدي التحدي وتنفيذ الصعاب، ويوماً تلو الآخر،يبهر المصريون العالم بأنهم قادرون علي صنع المعجزات بعد تنفيذ هذه المشروعات العملاقة، وخاصة بعد إنجاز حلم الأنفاق، سنصدر تلك الخبرات إلي الدول المختلفة للعمل في مشروعات عالمية كبري بأيدي وخبرات مصرية وشركات أيضاً مصرية.