ساعة الصليب ظنت قوي الشر في يومها أنها انتصرت علي كل القيم الروحية، وكل المعاني الإنسانية، وقالوا وصلنا للنهاية، انتهت الرواية، تحققت الغاية، إنما سيدي أمات الموت بموته، إذ صارع الموت في عرينه فصرعه وأبطل قوته، ونزع شوكته، ونحن نري أن القيامة بمثابة إنتصار علي عدة أمور هامة نذكر منها الآتي: أولاً: القيامة إنتصار الحياة علي الموت نعم ! إن أعدي أعداء الإنسان هو الموت، إنه العدو الذي بسط سلطانه البغيض علي الجميع، فامتدت قبضته الرهيبة إلي البشرية جمعاء علي إختلاف أعمارها وأجناسها ومستوياتها، إنه ملك الأهوال، مجرد ذكر إسمه يزعج الإنسان، ويتصاغر أمامه الأبطال. لكن القيامة كانت إنتصار علي الموت، فالسيد المسيح أمات الموت بموته، وقام ظافراً منتصراً هاتفاً » أين شوكتك يا موت ؟! معطياً لنا حياة القيامة، التي لا تخشي الموت. ثانياً : القيامة إنتصار الحق علي الباطل عندما تجسد المسيح أعلن لنا الحق، بل كان هو في ذاته الحق متجسداً. ولكن وآسفاه قادة الدين مع كهنة ذلك الزمان، بالباطل حاكموه، وصلبوه، ودفنوه، ووضعوا الحجر الكبير علي قبره وظنوا أنهم قد تخلصوا منه، واستراحوا من صوت طالما كان يوبخهم وينذرهم. ولكن في فجر الأحد قام المسيح، وبقيامته أعلن لنا أن الحق لا يموت، ولا يمكن أن يُقبر، وصوت الحق لا يمكن أن يخفت، وأن الحق أقوي من الباطل بما لا يقارن. ثالثاً: القيامةإنتصار الحب علي الكراهية إن القيامة هي إنتصار المحبة علي الكراهية، وإنتصار الصفح والغفران علي الحقد وحب الانتقام، وانتصار السلام علي الحرب والخصام. فعندما تجسد الرب يسوع، تجسد الحب الإلهي، وقدم للعالم كله المحبة الإلهية، المحبة التي ليس لها مثيل أو نظير، ولو لم تكن هناك قيامة لكان معني هذا أن كراهية الإنسان في النهاية هزمت محبة الله.