د. القس جورج شاكر ساعة الصليب ظنت قوي الشر في يومها أنها انتصرت علي كل القيم الروحية، وكل المعاني الإنسانية، وقالوا وصلنا للنهاية، انتهت الرواية، تحققت الغاية، إنما سيدي صارع الموت في عرينه فصرعه، وأبطل قوته، ونزع شوكته، ونحن نري أن القيامة بمثابة انتصار علي عدة أمور هامة نذكر منها الآتي: أولاً: القيامة انتصار الحياة علي الموت نعم ! إن أعدي أعداء الإنسان هو الموت، إنه العدو الذي بسط سلطانه البغيض علي الجميع، فامتدت قبضته الرهيبة إلي البشرية جمعاء علي اختلاف أعمارها وأجناسها ومستوياتها، إنه ملك الأهوال، مجرد ذكر اسمه يزعج الإنسان، ويتصاغر أمامه الأبطال. لكن القيامة كانت انتصارا علي الموت، فالسيد المسيح أمات الموت بموته، وقام ظافراً منتصراً هاتفاً » أين شوكتك يا موت ؟! معطياً لنا حياة القيامة، التي لا تخشي الموت. ثانياً : القيامة انتصار الحق علي الباطل عندما تجسد المسيح أعلن لنا الحق، بل كان هو في ذاته الحق متجسداً. ولكن واسفاه قادة الدين مع كهنة ذلك الزمان، بالباطل حاكموه، وصلبوه، ودفنوه، ووضعوا الحجر الكبير علي قبره وظنوا أنهم قد تخلصوا منه، واستراحوا من صوت طالما كان يوبخهم وينذرهم. ولكن في فجر الأحد قام المسيح، وبقيامته أعلن لنا أن الحق لا يموت، ولا يمكن أن يُقبر، وصوت الحق لا يمكن أن يخفت، وأن الحق أقوي من الباطل بما لا يقارن. ثالثاً: القيامة انتصار الحب علي الكراهية ان قيامة المسيح أعلنت وأكدت لنا انتصار النور علي الظلام. وإنتصار الحياة علي الموت... وانتصار الحق علي الباطل... وتنتصار الحب علي الكراهية... وانتصار الخير علي الشر. نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس مصر