عندما ارتفع صليب المسيح فوق هضبة الجلجثة ظنت جحافل الشر في يومها انها انتصرت علي الخير، وأن الحقد يهزم الحب، والظلام يمكن ان يسود علي النور، والظلم أقوي من الحق والعدل، والقبح أجمل من الجمال والموت أبقي من الحياة.. بالطبع لا وألف لا وإنما المسيح من خلال صلبه وقيامته اثبت العكس فلقد احرز عده انتصارات. أولا: القيامة إنتصار المحبة علي الكراهية: كانت آلام الصليب فوق حد التصور، لكن في المقابل كان غفران المسيح لصالبية أكثر من الخيال. ثانيا: القيامة إنتصار الحق علي الباطل: لقد تآمر قادة اليهود وحققوا رغبتهم ومخططهم في صلب المسيح، وبدا يومها وكأن الباطل إنتصر علي الحق، لكن بالقيامة اثبت المسيح أن الحق لا يمكن ان يموت، ولا يمكن ان يقبر، وأن الحق أقوي من الباطل بما لا يقارن. ثالثا: القيامة إنتصار للحياة علي الموت: المسيح بالصليب أمات الموت بموته إذ صارع الموت في عرينه وصرعه، وأبطل قوته، ونزع شوكته، وفي فجر الأحد قام ليعلن أن الحياة أقوي وأبقي من الموت. رابعا: القيامة إنتصار للخير علي الشر: عندما كان المسيح علي أرضنا، كان يجول يصنع خيرا، وبصلبه ظن الاعداء أن الشر يمكن ان ينتصر علي الخير، بالطبع مستحيل، فلقد قام المسيح واثبت للدنيا كلها أن الخير حتي لو انهزم في جولة أو جولتين، لكن النصر في النهاية للخير لا للشر. خامسا: القيامة إنتصار النور علي الظلام: التقطت عدسة الوحي المقدس صورة الصليب، والظلم يخيم ويغطي كل الأرض، وكأن الطبيعة كانت غاضبة بشدة علي هذا الحدث، واتشحت بالسواد، في حزن عميق، وهي تتابع قصة الصليب، لكن المسيح قد قام، فمن ذا الذي يستطيع ان يمنع الشمس من الشروق؟ إن القيامة أعلنت واثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن النور لابد أن ينتصر علي الظلام.