نعم! لقد كان ميلاد المسيح فريدا ومجيدا. قسم التاريخ إلي قسمين ما قبل وما بعد الميلاد. لكن لولا أنه مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا ما اضحي يوم ميلاده مركزا للتاريخ وبوصلة للزمن. حقا! تعاليم المسيح وأمثاله وعظاته ما أروعها. أحلي من العسل وأغلي من الذهب. جمعت إلي عمق المعاني وروعتها بساطة العبارة ورقتها فأضحت مرجعا ونموذجا للقيم والمباديء والأخلاق في كل ربوع الأرض. تملأ عقولنا بالحكمة. وتنير لنا طريق الحياة. لكن لولا قيامته ما أصبحت تعاليمه ووصاياه تسكن في قلوبنا بغني. ونترجمها في حياتنا عن قناعة ورضي وما كان انجليه ينتشر ويملأ كل ربوع الدنيا بكل لغات ولهجات العالم.. وأجل! معجزات المسيح خارقة ومبهرة. لقد أظهر سلطانه علي الطبيعة. وعلي المرض وعلي الموت. علي مسمع ومرأي من الناس. وما سجلته ريشة الوحي المقدس من معجزات هي بمثابة عينات أو نماذج للمعجزات التي أجراها. فيكفي ما سطره انجيل يوحنا "21:25" وأشياء أخري كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. لكن كل معجزات المسيح ما كانت تبهرنا وتجعله يملك علي قلوبنا لولا أننا نعلم أنه المسيح المقام. نعم! شخصية المسيح تفوق الوصف والإدراك اجتمعت فيها النعمة والحق. والتقت فيها الحكمة والبساطة. كان رقيقا ورحيما في غير ضعف. كان شجاعا وجبارا في غير عنف. عظيما وكبيرا في غير كبرياء. صادقا وصريحا ولكن بكل وداعة ومحبة. أبغض الخطية. وأحب الخطاة. وبالرغم من هذا ما كان يستولي علي قلوب الملايين عبر الزمان. وما كانت روائع الفنون الجميلة لهندسة العمارة تبدع وتشيد أضخم وأفخم البيوت لعبادته وخدمته لولا أنه المسيح المقام. حقا! محبة المسيح فوق حد التصور. ففي صليبه رأينا روعة الحب.. حب ليس له مثيل أو نظير. حب بلا حدود أو قيود حب لا يقارن ولا يضارع. حب أعظم من أعظم حب. حب إلي المنتهي. حب لا ينتهي. لكن الصليب بدون القيامة بالرغم ما فيه من جمال الحب والتضحية والعطاء لا يكفي للتبرير والفداء فلولا القيامة لكان الصليب مأساة ومرثاة بدون أمل أو رجاء ولكن بقيامته نجد أرق الأشعار بمصاحبة أعذب الألحان تشيد بأمجاده وتشدو بصنيعه وبعد أن كان "صليب الموت" أضحي صليب الحياة كان صليب الهوان والعار فأصبح صليب المجد والفخار. فلا عجب أن التلاميذ اعتبروا القيامة هي أساس المسيحية فأخذوا ينادون بها منذ اللحظة الأولي للقيامة. فلقد كانت قيامة المسيح هي الدليل القاطع والبرهان الساطع علي حقيقة ألوهيته وصدق رسالته وكمال كفارته. وأثبتت القيامة بما لا يدع مجالا للشك أن الحياة أقوي من الموت. والحب أسمي من الكرامية والخير أجمل من الشر. والحق أحق من الباطل.