آتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتي كاد أن يتكلما وقد نبه النيروز في غلس الدجي أوائل ورد كن بالأمس نوما هكذا وصف البحتري الربيع، نعم فنحن نعيش في فصل الربيع، وها نحن نجني ثمار الربيع من ثورات الربيع الأخضر وليس الربيع العربي الأسود الذي بدأ قبل عدة سنوات. هذا هو ربيع الشعوب التي تستطيع أن تغير الأنظمة التي تحكمها إرادة شعبية كما حدث في الجزائر والسودان، حيث تم تغيير رئيسيين في غضون 48 ساعة. إن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر إذا كانت بدون دسائس أو مؤامرات كما تتعرض ليبيا في الوقت الراهن، حيت تواجه مؤامرة للإخوان يريدون من خلالها سرقة البلد، ونحن نعرف من هم الإخوان ومن هم الداعمون لهذه الفئات المخربة المضللة.. سيبقي »الإخوان المسلمين» عناصر تخريب وليس عناصر إصلاح ومحاربتهم يجب أن تكون كما تحاربهم مصر الآن وتعيش ثورة ضدهم. فالإخوان لا يريدون استقرارا لأي دولة ولكن مبتغاهم هو أن يتسيدوا في أي بلد، ولكن هيهات أن يتم هذا لهم، فشعب السودان استيقظ ورفض حكم الإخوان، كذلك استطاع الشعب الجزائري بثورته البيضاء الناصعة أن يكشف مخربين ومندسين داخل الجسم الجزائري النظيف وتم اعتقالهم. قلنا إنه إذا الشعب أراد أمرا فبالحكمة والميراث السياسي الواضح يستطيع أن ينجز ويحقق ما يريده. ونحن هنا لن ننجرف إلي التساؤلات الكثيرة التي اجتاحت الوطن العربي بعد نجاح الشعبين الجزائري والسوداني في الإطاحة برأس نظاميهما حتي الآن، وهل ما حدث فيهما ثورة أم انقلاب، أم تحرك شعبي بلا قيادة سياسية؟.. والتساؤل الآخر لا يقل أهمية ويتعلق بمدي نجاح الجزائر والسودان في استثمار ما تم لبسط العدالة والحرية والديمقراطية؟.. ثم التساؤل الأخير وهو الأكثر إيلاما عما إذا فشلت الشعوب في تحقيق تلك العدالة والحرية والديمقراطية، فهل ينقلب الوضع إلي فوضي وتخريب وانقسامات تقود في النهاية إلي حالات صعبة منها ردة في الحقوق والحريات أو حرب أهلية. انتفاضة السودانيين كانت في الواقع ثورة ضد الإخوان الذين أداروا البلاد 30 عاما وكبتوا فيها الحريات وحولوا السودان بمساحاته الشاسعة إلي سجن كبير بطول هذه المساحات، وأشعلوا فيها الحروب الأهلية والفتن والدسائس، فقد تسلم البشير ومنظره الإسلامي حسن الترابي حكم البلاد وهي »سودان واحد» لينتهي الحال بسودانيين وآلاف القتلي والجرحي ولكن السودانيين تعلموا الدرس من مصر والمصريين، فأصروا علي اقتلاع النظام الإخواني من جذوره. ويبقي السودان أبيا قويا علي الانكسار وهو البلد الذي كان ملجأ لكل إرهابيي العالم وعلي رأسهم أسامة بن لادن، وهو الذي فتح بلاده للإيرانيين وتخلي عن جزيرة سواكن علي البحر الأحمر للآخرين.. أحمد المرشد • كاتب ومحلل سياسي بحريني