لصد الهجمة الشرسة علي الدين والأخلاق والقيم والثوابت جاء إنشاء الأزهر الشريف لوحدة »بيان» لتتحرك علي أرض الواقع لتحاور الشباب وتستمع إليهم وتحصنهم ضد الأفكار الهدامة الدخيلة علي مجتمعنا المتدين. يوضح الدكتور أسامة الحديدي المنسق العام لمركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية سبب إنشاء الوحدة قائلا:إن ذلك يأتي نظرا للظواهر السلبية التي تم رصدها من خلال مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية ، والتي كان من أهمها ظاهرة الإلحاد ، التي أرقت الأسرة المصرية بشكل كبير ، وأثرت في المجتمع تأثيرًا سلبيًا ، الأمر الذي اقتضي تدخلا من الأزهر الشريف باعتباره المرجعية الإسلامية الرسمية والوسطية ، وقياما بدوره التاريخي في الحفاظ علي الثوابت والمعتقدات ، وحماية المقومات الروحية والمادية والفكرية التي تشكل أساسًا لبناء وعمران الوطن. ويشير إلي أن الوحدة التي تحمل شعار»أجيالٌ واعيةٌ وحوارٌ بنّاء» ؛ بدأت التحرك في الأندية والجامعات والتجمعات الشبابية فضلا عن استقبالها للشباب بمقر الوحدة في مشيخة الأزهر لمحاوراتهم والرد علي تساؤلاتهم. ويضيف: رصد المركز خلال استقباله للشباب وتفاعله معهم بجناح الأزهر في معرض القاهرة العام الحالي للكتاب تسربا للأفكار الهدامة إلي عقول فئة ليست بالقليلة من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 17 وحتي 35 سنة، وقد تلاحظ - أيضا - وجود بعض الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة لديهم بعض التساؤلات الوجودية ولكن ليس بكثافة الفئة العمرية المذكورة في الشباب ، كما رصدنا أن هذه الفئات تتمتع بمستوي اجتماعي مرتفع. برامج مصورة للرد وعن آليات العمل بالوحدة يوضح أنها تتضمن رصد الشبهات التي يبثها الملحدون علي كافة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، والقيام بتفنيد هذه الشبهات وتقسيمها طبقا للتخصص العلمي كالشبهات حول القرآن الكريم أو السنة أو نظرية التطور والفكر عموما، وإعداد ردود علمية ميسرة سهلة الفهم من خلال أعضاء الوحدة وتحت إشراف أساتذة من جامعة الأزهر في كل تخصص، وبث الردود المعدة علي أبرز الشبهات المثارة والتي لاقت رواجاً كبيراً علي وسائل التواصل الاجتماعي. ويشير إلي أن الآليات تشمل أيضا إعداد برامج مصورة تطرح ردودًا علي أبرز الشبهات وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المختلفة، وعقد ندوات نقاشية في التجمعات وخاصة تجمعات الشباب وعمل حوار لتوضيح ما التبس عليهم من أمور وما يثار لديهم من شكوك ،و فتح أبواب المركز لاستقبال الشباب لتوضيح ما يجول في خاطرهم من شبهات وتفنيدها، وعقد ورش عمل غير نمطية أو تقليدية في الجامعات والنوادي بهدف تحصين عقول الشباب ضد هذا الغزو الفكري، وإعداد وإصدار بحوث علمية تعني بالردود علي الشبهات وتفنيدها بأسلوب ميسر حتي يتسني فهمها بعيدا عن الاسهابات البحثية والعلمية المطولة. وعن سبب تحول الإلحاد من الخفاء إلي العلن يقول:لا شك أن ثورة وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي والتكنولوجي قد ساهمت بجزء كبير في ظهور هذا الفكر المنحرف ، فقد وجد هؤلاء منصات ومتنفسًا لهم لبث أفكارهم وخاصة أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي توفر قدرًا من الأمان وصعوبة التوصل إليهم ،وأنه أيضا في ظل الحريات المكفولة للجميع في وسائل الإعلام وجد هؤلاء الشباب مكانًا لهم في القنوات الإعلامية وبعضهم يجد أن إعلان إلحاده نوع من المباهاة والافتخار ونوع من الموضة فضلًا عن وجود منظمات تدفع في هذا الاتجاه . ويوضح الحديدي أن أدوات الازهر لمواجهة هذا الفكر تشمل أيضا إلي جانب وحدة بيان جهود الوعاظ والعلماء في المساجد والتجمعات المختلفة بإظهار صحيح الدين لتحصين عقول الناس والشباب خاصة من أي غزو فكري منحرف إلي جانب ما يقوم به قطاع المعاهد الأزهرية من خلال مناهجه التعليمية والتثقيفية التي تقوم علي الوسطية والاعتدال في بيان صحيح الدين ،وهذه الجهود تتضافر مع ما تقوم به جامعة الأزهر الشريف من خلال كليات أصول الدين والشريعة واللغة من تفنيد لهذا الفكر وتقديم أطروحات علمية رصينة تعالج هذا الاتجاه الإلحادي وتسبر أغواره وتجتث جذوره . وعن أنواع الالحاد التي رصدها المركز يقول: بالبحث والتصنيف نجد أن الفكر الالحادي ليس كله سواءً فهو ينقسم لعدة أنواع، أبرزها: اللا ديني وهذا الاتجاه ينكر وجود الأديان ويرفض الايمان بها،والربوبية وأصحاب هذا الاتجاه يؤمنون بوجود الإله الخالق ولكن لا يؤمنون بأي من الرسل، واللا أدري ويقف أصحاب هذا الاتجاه موقفاً محايدا بين النفي والإثبات لوجود الإله ، فضلا عن أننا رصدنا حالات شبابية اتخذت الالحاد وسيلة لتحقيق نزواتها وشهواتها حيث مثل لهم الإلحاد مخرجا من الضوابط الشرعية التي تكبح جماحهم نحو الشهوات والملذات.