الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المجلس الأعلى للجامعات والمراكز البحثية السيسي: نحتاج إلي تغيير ثقافة التعليم للمشاركة في الثورة التكنولوجية الرابعة اكتشاف النابغين ورعايتهم باعتبارهم قاطرة المستقبل للتنمية شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس انطلاق فعاليات المنتدي العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يعقد تحت عنوان بين الحاضر والمستقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة. وحضر الافتتاح د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. ويستمر المنتدي لمدة ثلاثة أيام بمشاركة نحو 2000 شخصية، من بينهم كبار المسئولين والعلماء والخبراء والمهتمون بالتعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار، وأكثر من 300 شخصية أجنبية من كبار العلماء ورؤساء الجامعات الدولية ونواب وزراء التعليم وخبراء التعليم من 55 دولة، بالإضافة إلي ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي. ويستهدف المنتدي خلق منصة دولية لتناول حاضر ومستقبل التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من خلال مناقشات حوارية تتناول عددا من القضايا المطروحة عالميا بطريقة تسمح بتبادل الخبرات والتجارب العالمية في مجالات تطوير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس أننا نحتاج تغيير ثقافة التعليم في مصر وطرق التعامل معه مشدداً علي ضرورة بذل أقصي الجهد كعلماء ومواطنين حتي لا تفوتنا المشاركة بإيجابية في الثورة التكنولوجية الرابعة بعد أن فاتت دولنا المشاركة الحقيقية في الثورات التكنولوجية الثلاث التي مر بها العالم من قبل. وقال الرئيس السيسي في مداخلة خلال وقائع الجلسة الأولي للمنتدي العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي »بعنوان الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيات البازغة.. هل نحن مستعدون» في سبتمبر من العام الماضي كان لنا مساهمة في هذا الأمر بالأمم المتحدة وتحدثنا عن التكنولوجيا البازغة وتأثيرها علي سوق العمل وتلك كانت مساهمتنا وتناقشنا مع بعضنا حول حاجتنا الي هذا الأمر وتم تناوله في مصر بشكل متكامل وألقينا الضوء عليه. وأضاف: »تناولت تلك النقطة مع رؤساء الجامعات قبل هذا اللقاء وأشرت الي حاجتنا الي تغيير ثقافة التعليم وأنا أتحدث عن بلدنا مصر هل يتعامل المصريون مع التعليم كوسيلة لكسب العيش علي سبيل المثال أو بأي ثقافة يتعاملون. وقال الرئيس السيسي لقد تناول الحضور كلاما ثريا للغاية وسأقتبس أكثر كلام قد انتبهت له هو كلام صديقي الدكتور راو من الهند عندما قال: إن التكنولوجيا القادمة أو الثورة الرابعة قد تسحق أجيالاً ولا أريد أن أقول إني متفق معه لكن كان لنا تجربة خلال ثورة الاتصالات التي حدثت خلال ال 15 أو 20 عاماً الماضية، ورأينا تأثيرها علي المجتمعات في العالم. وأشار السيسي الي أنه »عندما سيحدث أي تقدم إنساني في المعرفة والعلم فقدرتنا وخيالنا علي التنبؤ بتأثيراته في تقديري ستتراجع، لأننا لن نستطيع مهما كنا من علماء أن نقيس حجم النتائج لهذا التطور الهائل» الذي سيحدث علي الإنسانية. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: بدأنا نري في الوقت الحالي ملامح لاختفاء النقود علي سبيل المثال هل الأشخاص الذين كانوا يتحدثون عن هذا الشئ من 20 الي 30 سنة كانوا يتصورون أن النقود سيأتي وقت ويتراجع استخدامها بشكل أو بآخر وأشار الرئيس السيسي الي التطور الحادث الآن في القدرة علي تقييم وتطوير العلاج في العالم وتأثيره علي النمو أو إطالة عمر البشر، لافتا الي أن: »ما وجدناه من تأثيرات علي الدراسات الإكتوارية لأصحاب المعاشات لا تتوافق حالياً مع التطورات التي تحدث». وأشاد بكافة التصريحات التي ألقاها المسئولون في هذا المنتدي مؤكداً أنه متوافق مع التصريحات التي تحدثت عن أن التكنولوجيات البازغة قد تسحق أجيالاً. وأكد الرئيس حرصه علي تناول هذا الموضوع مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتكون مصر قادرة بشكل كبير علي استيعاب ما تقدمه من نمو وتطور، مضيفاً أن التأثيرات قد تكون أكثر ضراوة علي مجتمعات مثل مجتمعاتنا. وقال الرئيس: »إننا لم نشارك في الثورات التكنولوجية الأولي أو الثانية أو الثالثة ويصعب علي جداً أننا لا نشارك في الثورة الرابعة ويصعب علي جداً أننا كمصريين لا نشارك في الثورة الرابعة وأنا أتحدث الي زملائي في الحكومة وفي الجامعات وأبناء الشعب المصري إذا كان فات مصر المشاركة في الثورات الصناعية الثلاث فلا يجب أن تفوتنا الثورة الرابعة ونحن فتحنا باباً ونتمني من خلال تناولنا لهذا الموضوع وإلقاء الضوء عليه ومحاولة» المشاركة فيه الاستفادة منه بشكل يناسب جهدنا الذي نفعله في هذا الصدد. واختتم الرئيس مداخلته قائلا: »أقول للمصريين أنظروا الي العلماء كيف يتحدثون وكيف تكون رؤيتهم للواقع.. ولا ينبغي علينا ألا نكون منفصلين عن هذا التناول وعلي تأثيرات هذا الموضوع لأننا نتحدث عن» حياتنا وحياة أبنائنا وحياة أجيالنا القادمة. كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل علي تطوير واقع المقاربة التعليمية في مصر، بما يساهم في استيعاب ومواكبة مردود التكنولوجيا البازغة علي سوق العمل، ودعم الشباب المتميز والمتفوق علمياً من المبتكرين والباحثين في ظل ما يمثلونه من طاقة وذخيرة مصر، وذلك من خلال إيجاد آلية مؤسسية فعالة بالجامعات لاكتشاف الموهوبين والعقول النابغة وذلك للانطلاق نحو المستقبل لصالح مصر وكذا للإنسانية جمعاء. وأكد الرئيس السيسي علي ضرورة الارتقاء بدور الجامعات ومنهجية البحث العلمي للمساهمة في تغيير واقع ثقافة التعلم والمعرفة ومن ثم دعم عملية بناء الإنسان المصري ومسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر في الوقت الحالي، وذلك باعتبارهما ركناً أساسياً في بناء الدولة العصرية الحديثة وركيزة محورية لتلبية طموحات الدولة لتحقيق هدف التنمية المستدامة. جاء ذلك خلال إجتماع الرئيس السيسي أمس علي هامش »المنتدي العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي» مع المجلس الأعلي للجامعات، ومجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير التعليم العالي عرض خلال الاجتماع آخر مستجدات خطة الوزارة لتطوير منظومة الجامعات والمراكز البحثية المصرية، بما فيها الاستفادة من الخبرات الدولية المتميزة في مجال التعليم الجامعي والبحثي، وذلك عن طريق التوأمة بين الجامعات والمراكز المصرية ونظيرتها الأجنبية المرموقة، علي النحو الذي يسهم في تطوير المناهج التعليمية واستخدام طرق التدريس الحديثة وتدريب الشباب في مختلف المجالات. وأضاف السفير بسام راضي أن وزير التعليم العالي وأعضاء المجلسين توجهوا في ختام الاجتماع بالشكر والتقدير إلي الرئيس علي دعمه المستمر لدور الجامعات والمراكز البحثية في بناء الوطن وتأهيل الشباب للمشاركة في الحياة العملية وخدمة وطنهم بالصورة المثلي التي ترقي إلي آمال الشعب المصري.