رامي شحاتة ووالده الحديث عن شهامة وجدعنة أولاد البلد في مصر، لا تكفيه مجلدات، مئات المواقف تحدث يوميًا في أغلب الشوارع لا تكشف إلا عن المعدن النفيس لأبناء هذا الشعب العظيم، أحد هذه المواقف البطولية، كان لشاب قرر مقاومة النيران والتسلق نحوها بشجاعة لإنقاذ أطفال عالقين في شقة مشتعلة في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة. وسبق تلك الواقعة قصة أخري كان بطلها طفل مصري يعيش في إيطاليا نجح في إنقاذ حياة 51 من زملائه من الموت المحقق خلال اختطاف حافلة مدرسية بوساطة سائقها السنغالي الأصل الإيطالي الجنسية، وهي القصة التي تناقلتها وسائل الإعلام والصحف العالمية. بين عشية وضحاها أصبح الطفل رامي شحاتة، البالغ من العمر 13 عاما، والمولود لأب مصري، هاجر إلي إيطاليا عام 2001، بطل قصة تتناقلها الصحف الإيطالية، وجعلت منه حديث الصباح والمساء، حيث أنقذ رامي 51 من زملائه من موت محقق في ميلانو خلال اختطاف حافلة مدرسية بواسطة سائقها السنغالي الأصل الإيطالي الجنسية.. وكان الطلاب، وهم في السنة الثانية من المرحلة الثانوية، متجهين للمشاركة في نشاط رياضي عندما غير السائق خط سيره فجأة في سان دوناتو ميلانيز شمال إيطاليا، معلنا أنه سيأخذهم جميعا رهائن، في عملية استمرت نحو نصف ساعة. وخلال عملية الاختطاف هدد السائق بإحراق الحافلة كي يتحدث العالم عن قصته، ويسلط الضوء علي قضية المهاجرين، وجمع هواتف الطلبة ثم قام بسكب البنزين في الحافلة تمهيدا لإحراقها بالأطفال. وكان السائق مزودا بصفيحتي بنزين وولاعة سجائر، وهدد الطلاب وأخذ هواتفهم ووثقهم بأسلاك كهربائية، وقال: »فقدت 3 أطفال في البحر» والمسؤول عن ذلك هم المسؤولون الإيطاليون، وفق ما روي أحد الطلبة. ونقلت وسائل إعلام إيطالية أن الرجل كان يصرخ ويقول »أريد أن أنهي الأمر، أريد أن أنهي الموت في البحر المتوسط». وسائل إعلام إيطالية تقول إن سائق الحافلة، الذي يعرف باسم أوسينو إس، ويبلغ من العمر 47 عاما، قد أخبر الأطفال بأنه »لن ينجو أحد» منهم. أما زملاء رامي في المدرسة فقالوا لوسائل الإعلام إن زميلهم المصري كان قد خبأ هاتفه المحمول بعدما استولي السائق علي كل هواتفهم المحمولة. وأكدت وكالة أنسا الإخبارية الإيطالية أن رامي أجري اتصالا بوالده أثناء تظاهره بتلاوة بعض الصلوات باللغة العربية، لكنه في الحقيقة كان يرسل رسالة استغاثة إلي والده. وقد اتصل والده بالشرطة علي الفور وأبلغ عن تلك الواقعة. ومن تلك المكالمة، حددت عربات الشرطة مكان الحافلة وطاردتها، وأرغمت السائق علي الوقوف، فأضرم النيران في الحافلة أثناء مواجهة الشرطة. وكان السائق قد سكب الوقود علي الحافلة قبل ذلك ليتمكن من إحراقها. وقالت صحيفة »لا ريبوبليكا» الإيطالية إن السائق كان قد أعد العدة لجريمته بدقة، حيث تخلص من المطارق المخصصة لكسر النوافذ من داخل الحافلة في حالة الطوارئ. وتم إنقاذ الأطفال بعدما كسرت الشرطة النوافذ الموجودة في مؤخرة الحافلة، وقال ربوبرتو مانوتشي، أحد ضباط الشرطة الذين ساهموا في عملية الإنقاذ: »أكثر الأشياء التي أذهلتني حقا هي الأطفال... كانت لديهم قوة هائلة لإنقاذ أنفسهم والخروج من الحافلة». والد رامي قال لوكالة »أنسا» إن أسرته تنحدر من أصول مصرية وإن رامي وُلد عام 2005 في إيطاليا، لكنه لم يحصل مطلقا علي وثائق رسمية خاصة بالجنسية الإيطالية. وقال والد رامي: »لقد أدي ابني واجبه، ولو حصل علي الجنسية الإيطالية الآن فسيكون هذا شيئا لطيفا». وتابع: »نود أن نبقي في هذا البلد. لقد عانقته بقوة عندما التقيته عقب نجاته من القتل». من جانبه، قال لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، إن بلاده يجب أن تمنح الجنسية للصبي المصري، معتبرا أنه بطل لكونه أبلغ الشرطة، وعرض حياته للخطر لإنقاذ حياة زملائه. وقال إنه سيطلب من رئيس الوزراء الإيطالي منح الطفل المصري الجنسية، كمكافأة خاصة له. وفي تدوينة علي حسابه علي صفحته علي فيسبوك قال دي مايو: »يجب سحب الجنسية علي الفور من السائق السنغالي الذي كان علي وشك ارتكاب مذبحة ضد 51 طفلا، ولحسن الحظ لم يصب أحد بجراح خطيرة». وقال فرانشيسكو جريكو ممثل النيابة في ميلانو: إنها معجزة، كدنا نشهد مجزرة، لقد تصرفت الشرطة بشكل رائع، واعترضت الحافلة وأخرجت الطلبة منها. وأصيب السائق بحروق في يديه ونقل إلي المستشفي بتهمة احتجاز رهائن، وارتكاب مجزرة وحريق.