اكد خسور ناظرى سفير طاجكستان بمصر فى تصريحات صحفية له ان التعاون التجارى والاقتصادى عنصر مهم فى العلاقات الثنائية بين البلدان المختلفة، ولكن للأسف الشديد التعاون الاقتصادى بين طاجيكستان ومصر حاليا لا يعكس عمق العلاقات السياسية بين البلدين، فهناك أسباب لذلك منها بعد المسافة، وكون جمهورية طاجيكستان دولة حبيسة أي أننا ليس لدينا منفذا بحريا، نحتاج إلى دول أخرى للعبور، وهناك سبب آخر هو أننا دولة حديثة نسبيا، فقد نلنا استقلالنا عام 1991، و لكن رغم كل ذلك نحن نشرف أن للجانبين إرادة ورغبة فى تطوير التعامل على الجانب الاقتصادى والاستثمارى، ولدينا اللجنة المشتركة الحكومية فى المجال الاقتصادى والعلمى والفنى، وانعقدت الدورة الأولى فى يناير 2009 فى دوشنبه، وحينها ترأس الوفد المصرى وزيرة التعاون الدولى حينها السفيرة فايزة أبو النجا، واستقبلها خلال هذه الزيارة الرئيس الطاجيكى إمام على رحمن، والدورة الثانية لهذة اللجنة المشتركة ستنعقد بالقاهرة فى نوفمبر 2019، إذ يتم التجهيز لها لبحث ومناقشة جميع القضايا التى تخص التعاون الاقتصادى بين البلدين، وأنا أنتهز هذه الفرصة وأطالب رجال الأعمال المصريين بالتعاون مع شركائهم بطاجكيستان، فلدينا حجم ضئيل من الاستثمارات المصرية، لكنها متواجدة، مثل شركة أدوية وشركة استثمارات لبناء الأبراج، وبعض المطاعم المصرية. وقال ان جمهورية طاجيكستان نالت استقلالها فى سبتمبر 1991، وأقامت علاقات دبلوماسية مع مصر عام 1993، قبل هذا لم يكن هناك أى علاقة إلا الروابط التاريخية والثقافية فى الماضى، ولكن منذ إقامة علاقات دبلوماسية فتحنا سفارة فى القاهرة، وقبلها فى فبراير 2007 أجرى رئيس جمهوية طاجكيستان أول زيارة رسمية لمصر، وكانت القمة المصرية الطاجيكية، وتم توقيع الاتفاقيات المهمة فى مجالات مختلفة، وقامت بعدها القاهرة بسفيرها الغير مقيم بطاجيكستان وتم تبادل الوفود والزيارات وتدريجيا ازداد حجم التبادل التجارى بين البلدين واستقبلت مصر الطلاب الطاجيك فى الجامعات المصرية، كجامعة القاهرة وعين شمس والأزهر، بدأنا فى التعاون والاستثمار المشترك، ويتم التعاون على المستوى الدولى فى المنظمات الدولية كمنظمة الأممالمتحدة، والإقليمية كمنظمة التعاون الإسلامى، وهناك تشاورات سياسية منتظمة وتعاون فى مكافحة الإرهاب والتطرف.واكد ناظرى ان مصر تاريخيا دولة كبرى ومهمة، ولها مكانتها الخاصة فى العالم العربى والإسلامى، ومصر دائما ما تكون دولة رائدة، ولذلك نريد تعزيز المكانة المصرية الرائدة، و نرحب دائما بالدور المصرى فى تدعيم العلاقات.وقال ناظرى ان هناك استثمارات مصرية فى السوق الطاجيكية، ليست فى مجال الأدوية فقط، ولكن فى مجالات عدة كالبناء والمقاولات والمطاعم، وهناك استثمارات طاجيكية فى مصر، ولكن فى الصناعات الصغيرة كالحلوى الطاجيكية، فهناك بعض الأسر الطاجيكية تعمل بها فى القاهرة، ولكننا نلاحظ ازدياد الرغبة المصرية من جهة رجال الأعمال لدراسة فرص التعاون وإمكانيات زيادة الاستثمار.وفيما يخص التعاون بين البلدين فى قطاع السياحة قال ناظرى ان طاجيكستان بلد جبلى، تشتهر بقممها الشاهقة وبحيراتها الجميلة وآثارها التاريخية الفريدة، لذلك فهناك العديد من العوامل للجذب، أيضا كحسن الضيافة، وأصبحت السياحة فى السنوات الأخيرة قطاعا مهما وواعدا، وبناءً على ذلك، ومنذ إعلان العام الحالى عاما للسياحة، والحرف اليدوية، وفى هذا الإطار قمنا هنا فى القاهرة بتنظيم الندوة تحت عنوان "السياحة بطاجيكستان وافاق التعاون مع مصر"، وناقشنا سبل التعاون، ووجدنا أن هناك أسبابا لعدم التعاون فى هذا المجال، أهمها بعد المسافة، وعدم وجود خط طيران مباشر، وبعد دراسة هذا الموضوع وجدنا أن هناك زيادة فى أعداد السياح فى مصر يأتون إلى شرم الشيخ على وجع الخصوص، ولذلك سيكون هناك خط مباشر بين دوشنبه وشرم الشيخ فى أواخر ديسمبر الحالى من قبل شركة طيران طاجيكية، وستكون أول رحلة مباشرة بين مصر وطاجيكستان.