الوجة الاخر مدربة الأسود العالمية فاتن الحلو: «باخاف من الصرصار».. وغدر البشر أقوي من غدر الأسود

فاتن الحلو مع ابنتيها
...............؟
- تجمع بين الصلابة والشجاعة والقلب الميت، وبين رقة المشاعر والجمال والإحساس المرهف، لا تخشي الأسود والنمور والثعابين، لكنها تنهار رعبا أمام الصرصار، تجيد التعامل مع الوحوش بكل أنواعها، لكنها تفشل في التعامل مع غدر البشر، هي سيدة السيرك وأشهر مروضة وحوش الفنانة الكبيرة فاتن الحلو.
...............؟
- أنا ابنة عائلة الحلو ملوك السيرك، بدأت عملي بالسيرك وعمري 7 سنوات، كنت أمارس معظم الألعاب منذ طفولتي، لكن عيني دائما كانت علي ترويض الأسود. في سن 17 سنة أعلنت رغبتي في العمل مع الأسود، لكن جميع أفراد عائلتي رفضوا، فتحديت الجميع بإصرار، وكان ابن عمي إبراهيم الحلو هو أشهر مروض وقتها، وكنا في مرحلة الإعجاب، فلجأت إليه لمساعدتي، وبعد محاولات عديدة وإلحاح شديد نفذت أول تحدٍ، وهو دخول الحلبة ومواجهة الأسود، وفعلت ذلك بقلب ميت ورغبة شديدة في إثبات نفسي، فشعر الجميع بإصراري، وبدأت بالفعل رحلة الترويض.
...............؟
- حملت العديد من الألقاب، مثل المرأة الحديدية، وسيدة السيرك، والجميلة والوحوش والرائدة، أما أنا فأري نفسي سيدة أعمال، تعشق النجاح وتسعي للتميز والتجديد، وأسعد كثيرا بكل كلمة إشادة لأنها تجعلني أشعر بنتيجة الجهد والعرق الذي أبذله.
...............؟
- في عالم ترويض الوحوش المفترسة لا يوجد فرق بين المروض الرجل أو المروضة المرأة، فالمدرب الناجح هو الذي يصنع علاقة إنسانية قوية بينه وبين الأسود، ويكون حريصا ومتيقظا لكل حركة وكل تصرف يفعله مع الأسد، ويتنبه لكل التفاصيل الصغيرة في معاملته، لأن الأسود لديها عقل وقلب وروح تفكر، وتحب، وتفرح، وتكره، وتحزن، وتغضب. وأي خطأ معها قد يعني الموت. ونحن كعائلة إبراهيم الحلو نتميز بفهم الأسود ومعرفة كل تفاصيل التعامل معها، وهي صفات توارثناها علي مر الأجيال، لدرجة أننا العائلة الوحيدة التي تجمع بين الذكور والإناث من الأسود داخل قفص واحد وفي عرض واحد، وعندما تم منحنا جائزة اتحاد السيرك العالمية قال زاباشني أشهر مؤسس للسيرك بروسيا أن ما نقوم به إعجاز وأنه لم يكن يصدقه إلا بعد أن شاهده لدينا.
...............؟
- غدر البشر أقوي بمراحل من غدر الأسود رغم أن الأسد أولا وأخيرا حيوان إلا أن هناك من يفوق غدرهم غدر الحيوان، علي الأقل نحن نعلم أننا نتعامل مع حيوان مفترس ونأخذ حذرنا لأننا نتوقع منه الغدر في أي لحظة، لكن غدر البشر يفاجئك ويصدمك، لأننا نفترض دائما سمو البشر بمشاعر هم، ولكنها سنة الحياة، وأنا عن نفسي أخاف من غدر البشر أكثر من غدر الأسود.
...............؟
- أخاف وأترعب وأتكهرب من الصرصار!!، ولو ظهر أمامي ممكن أقفز فوق المائدة هربا منه، وحاولت كثيرا التغلب علي هذه العقدة لكني فشلت.
...............؟
- أحب في الأسد، الوضوح.. »يعني لو زعلان منك وعايز يعضك»‬ يفتح فمه ويزأر ويكشر عن أنيابه ويوجه لك نظراته الحادة.
ويعجبني أيضا.. عزة نفسه وكبرياؤه ورقي مشاعره، تظهر من طفولته وتكبر معه، وخلال فترة الترويض تحدث بينا »‬كيميا»ويقدم لي تنازلات لأنه يحبني، فيقفز وسط النار، ويرفع ذراعه، وياخد قطعة لحم من فمي، ويتركني أركب فوق ظهره مثل الحصان، »‬هو عارف اننا بنلعب سوا وبندرب سوا».. وأي تنازلات يقدمها، بحكم العشرة ولحظات الحب اللي بينا.
...............؟
- يومي يبدأ 7 صباحا، أتناول إفطاري في بيتي مع الأسود الصغيرة، ونلعب معا بمنتهي السعادة.. »‬علشان يتعودوا علي ريحتي ويبقي بيننا عشرة، وتتولد الكيميا بيننا»، بعدها يركبون معي السيارة ونذهب للسيرك لنتابع العمل والتجهيزات، ثم أذهب للمقر الرئيسي بنادي الشمس أتابع بروفات المصريين والأجانب وأتابع الجنايني وترتيب الحديقة وألعاب الأطفال، أهتم بكل التفاصيل وأراها بعيني حتي أطمئن علي خروج الحفل بالشكل اللائق.
...............؟
- سر نجاحي هو إيماني الشديد بالله ورضائي بكل شيء، وأنا أذكر الله في كل لحظة، وأشكره في كل دقيقة، وفي كل محطة نجاح، وحينما تواجهني أي محنة لا ألجأ لأحد سواه.
...............؟
- أبكي مثل غيري، وتظهر دموعي حينما يغدر بي أحد ويخون ثقتي والعشرة والعيش والملح، أو »‬يقابل جدعتني بقلة أصل وكرمي بالنكران».
...............؟
- أكره المرأة الضعيفة، فالمرأة يجب أن تشعر من داخلها أنها قوية، والحقيقة أن النساء بمكن أن تتفوق بمراحل عن الرجل وهناك سيدات أعمال يديرون مؤسسات ضخمة بمنتهي النجاح.
...............؟
- لدي ابنتان، كاميليا هي المشرف العام علي فروع السيرك، بالقاهرة والإسكندرية ونادي الشمس، أما دهب فهي نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي وأصغر مدربة أسود، ولو قررت إحدي بناتي الابتعاد عن المهنة فلهن مطلق الحرية، ولكن من يحب ويرتبط بشيء من طفولته صعب يتركه أو يحب غيره.
...............؟
- مروض الأسود يعمل طول حياته ولا يعتزل أو يترك مهنته إلا بموته. وأنا أحلم دائما بالتطوير، وأهم أحلامي الحفاظ علي اسم زوجي الراحل إبراهيم الحلو وعلي نجاحات السيرك المصري الأوروبي الذي أسسناه، وأناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي الاهتمام بهذا الفن، لأن مصر هي الدوله الوحيدة في العالم العربي التي تمتلك صناعة فنون السيرك، وأحلم بقطعة أرض منحة لمدرسة السيرك المصري الأوروبي لتعليم فنون السيرك وصناعة أجيال جديدة، وأتمني أن يتحقق ذلك.