قضت محكمة جنح أشمون الجزئية برئاسة المستشار "إبراهيم محمد مرتضي"، وأمانة سر "محمد البنا" بمعاقبة كل من، "أ.م" 66 سنة، طبيب واستشارى جراحه عامة، و"ط.ب"، 39 سنة، طبيب تخدير، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وذلك لتسببهما فى وفاة المجنى عليه شريف عزت، 43 سنة، أثناء إجراء جراحة فتق سري . وقالت "إيمان محمد" زوجة المجنى عليه"كان زوجى يشعر بألم أسفل البطن وبعد أن تكرر الأمر أكثر من مرة اقترحت عليه أن نذهب إلى طبيب يدعى "أ.ع " لكى نطمئن، وبالفعل توجهنا إلى عيادة الطبيب وبعد أن قام الطبيب بالكشف عليه وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة قرر أنه يعانى من "فتق سرى" وحالته تستدعى تدخل جراحى وحدد يوم السبت لإجراء العملية . توجهنا إلى عيادة الطبيب فى الموعد المحدد، كانت الأمور تسير بشكل هاديء وطبيعي، فى البداية استقبلنا الطبيب وبعد أن تأكد من استعداد زوجى لإجراء الجراحة تم تجهيز غرفة العمليات ودخل زوجى برفقة الطبيب وكان فى استقباله دكتور التخدير وطبيب آخر مساعد، بدأت الجراحة وبعد مرور ساعة انتظرنا أن يخرج زوجى ولكنه لا يزال بالداخل مرت ساعة أخرى ولم يخرج بدأ الخوف والقلق يتسلل إلينا، ولا نعلم ماذا يحدث بالداخل؟، استمرت الجراحة أكثر من ساعتين في حين أنها لا تستغرق كل هذا التوقيت، بعدها لاحظت حالة من الهرج والمرج داخل العيادة وتشككت في الأمر بعد أن تسلل القلق إلى قلبى وراودنى إحساس أن زوجى ليس على ما يرام وأن ثمة ضرر أصابه، خرج بعدها الطبيب واستدعى عادل شقيق زوجى وأبلغه أن شقيقه قد فارق الحياة نتيجة "سكتة قلبية"! . استقبلنا الخبر كالصاعقة وانتابنا إحساس فى حدوث تقصير وإهمال من قبل الأطباء، ذهب شقيق زوجى مسرعاً إلى نقطة الشرطة وحرر محضر بالواقعة، وتم على الفور إرسال مفتش الصحة لإثبات الحالة، بعدها تم نقل جثة زوجى إلى المشرحة للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وبعد إجراء التشريح، أثبت تقرير الطبيب الشرعى أن هناك خطأ طبى وإهمال جسيم أدى إلى الوفاة، حيث قام طبيب التخدير بإعطاء زوجى حقنة التخدير 3 سم بالظهر فى حين أنه لا يتم إعطاء المريض أكثر من 2سم لأن الجرعة لو زادت تؤدى إلى تسمم فى الحال، وأيضاً تم إعطائه حقنة مضاد حيوي تسمى "زوراكسون" ولا يجوز إعطاء المريض هذه الحقنة قبل إجراء اختبار حساسية وللأسف لم يقم الطبيب بعمل اختبار حساسية، وكانت محصلة كل هذا الإهمال بعد بداية الجراحة بلحظات حدوث ضيق فى التنفس لزوجى وزرقان بالجسد بعدها توقف القلب مباشرة حاولوا إسعافه بشتى الطرق ولكن الأمر قد انتهى ومات زوجى فى الحال .
