قصة الأمس تتكرر اليوم، فمسلسل الأخطاء الطبية مستمر وسيناريوهات الإهمال وغياب الرقابة مازالت تحصد الأرواح الأبرياء، إما بجرعة تخدير زائد تارة أو الحقن بلا تحاليل واختبارات والمحصلة عائلات ثكلي، مات عائلهم الوحيد وأولاد يضيعون لفقدان والدهم وطبيب مستهتر قد لا يحاسب علي هذه الفعلة النكراء. وفي قصة اليوم مأساة بدأت بذهاب «وائل» علي قدميه إلى إحدي العيادات الخاصة لأحد الأطباء بمدينة شربين بالدقهلية لإزالة «خراج» بالقدم بعد أن تحول إلى جثة هامدة إثر تعرضه لجرعة من المخدر زائدة، ولمجرد أن الطبيب نسى إجراء اختبار حساسية. والرواية بدأت بوصول وائل حسن محمد عامر «طباخ متجول في الأفراح»، ومقيم بقرية دنجواي بشربين إلي مستشفي شربين المركزي جثة هامدة، إثر إجراء جراحة لعملية فتح «خُراج» بالقدم اليمني داخل إحدي العيادات الخاصة. تقول عزة محمد طاهر «زوجة الضحية»: إن البداية كانت مع تعرض زوجها لجرح بالقدم اليمني إثر دخول مسمار أسفل القدم، ما أدى إلى تجمع صديد بالقدم، الأمر الذي دعاه للذهاب إلى إحدى الصيدليات الموجودة بالقرية لإعطائه حقنة ضد التسمم، إلا أن الطبيب الموجود بالصيدلية أعطاه حقنة خطأ أدت إلى زيادة الصديد بالقدم اليمنى. وتضيف «عزة»: رفضنا أن يذهب زوجي إلى المستشفي بل قمنا بالحجز عند طبيب جراحة (أحمد. ش) بمدينة شربين، الذي أكد لنا ضرورة إجراء جراحة بسيطة بالقدم لإزالة الصديد وتطهير الجرح بعد أن أخبرناه بأن «وائل» تم إعطاؤه حقنة خطأ زادت من حجم التورم والصديد، وطلب منا الطبيب أن نذهب إلى المنزل ونأتي في اليوم التالي بشرط أن يصوم زوجي لإعطاء بنج كلي قبل إجراء الجراحة، وأبلغناه بأنه يعانى من حساسية. وتصرخ الزوجة: وفي اليوم المشئوم، وعلى الرغم من تخوف زوجي من إجراء العملية ورفضه لأكثر من مرة إجراءها، إلا أننا ذهبنا وتم إجراء الجراحة، وخرج زوجي عقب إجراء العملية يتحدث معنا بشكل طبيعي وكنا نستعد للعودة إلى المنزل، إلا أن الطبيب طلب منى شراء بعض الأدوية وقام بكتابتها في روشتة من بينها حقنة قال إنه يريد أن يعطيها له قبل أن يغادر العيادة والعودة لمنزلنا كنوع من الاطمئنان. وتابعت عزة حديثها وهي تبكي بكل حسرة وندم قائلة: «تم إعطاء زوجي الحقنة إلا أننى فوجئت بتحول جسمه إلى اللون الأزرق وأخذ يصرخ بشدة ويقول: «الحقوني.. الحقنة دي غلط أنا بموت»، وفي هذه الأثناء حدث ارتباك داخل العيادة وفوجئت بالطبيب يطلب منى أن أغادر العيادة فوراً وأذهب به إلى المستشفى قائلاً: «أنا نسيت أعمل له اختبار وأعطيته الحقنة كده». وقالت عزة: أخذنا نهرول أكثر من ساعة ونصف الساعة للبحث عن سيارة إسعاف بالمدينة بعد أن قمنا بالاتصال بهيئة الإسعاف أكثر من مرة لإنقاذ زوجي إلا أنهم تجاهلونا تماماً حتى ازدادت الحالة سوءاً ونقلت زوجي إلى المستشفى وهو جثة هامدة، وقام الطبيب فور علمه بما ارتكبه من جريمة بإغلاق العيادة ومغادرته لها هارباً من مسئوليته بقتل زوجي. واختتمت عزة حديثها: «راح وائل» وترك لي ثلاثة أبناء وهم عمرو «12 سنة»، وزياد «10 سنوات»، وفارس «5 سنوات» وهو كان بيعمل طباخ في الأفراح، ودخلنا غير ثابت فقد ترك برحيله عبئاً كبيراً وفراقه لن يعوضه أموال الدنيا ولن يطفئ ناري إلا بإعدامه، فحاكموه بتهمة قتل زوجي فقد خرج علينا بدم بارد قائلاً: «نسيت أن عنده حساسية وكأنه يتعامل مع أي شيء وبصورة عادية». تم القبض على الطبيب وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بإخلاء سبيله، رغم أنه متهم بالقتل العمد نتيجة إهماله الجسيم، وتطالب الزوجة الدكتور عادل عدوي وزير الصحة بضرورة فتح تحقيق عاجل في الواقعة وملاحقة الطبيب ووقفه عن العمل والقصاص منه.