جريمة جديدة تخفى صاحبها خلف النقاب .. كان هدفه هو التحرش بالنساء المترددات على مستشفى الرمد لتوقيع الكشف الطبي. ظن ان النقاب سيحول دون سقوطه في قبضة العدالة واعتقد انه سيكون بعيدا عن دائرة الشبهات .. الشيء الوحيد الذي كان يعنيه هو إشباع رغباته المكبوتة وملامسة أجساد المريضات. و لكن اكتشفت احدى الفتيات حقيقته أثناء التحرش بها واستغاثت بالأمن الإداري وتم ضبط المتهم. كان يجلس يوميا ليشاهد أفلام قديمة الأجنبية والعربية، يعشقها بجنون، وفى أحد الأيام كان يشاهد فيلما أجنبيا لشاب مصاب بمرض التحرش .. أعجبته قصة الشاب الذي يتخفى فى ملابس النساء ، تارة يتنكر في هيئة سيدة عجوز ويتحرش بالنساء فى الأماكن العامة وتارة فتاة شابة ترتدي ملابس أنيقة ويتحرش بالفتيات ، الفكرة لم تفارق ذهن رجب.م.ا، ابن محافظة المنيا، والذي حضر لدمياط للعمل كعامل نظافة ، كانت تراوده بين الحين والآخر، رغباته المكبوتة ، وشهواته كانت تخرج فى هيئة التفكير فى تلك الأفكار راودته فكرة شيطانية وهي أن يقلد هذا الشاب، وخاصة أنه كان يلمح الكثير من النساء تتردد على مستشفى الرمد بدمياط، بدأ يخطط ويفكر فى كيفية تنفيذ مخططه، فشكله ومظهره وهيئته ولون بشرته لا يسعفاه على التخفي في هيئة سيدة أو فتاة، لكنه سرق الفكرة ونفذها بالطريقة المحلية ، فالحل الوحيد هو النقاب ، فلن يشك فيه أحد وخاصة ان النقاب مظهر من مظاهر التدين وبالتالي لن يفكر أي شخص أو سيدة من ضحاياه أن تلك السيدة رجل، كما أنه سيخفى ملامح وجهه، تناسى تماما أن التحرش جريمة يعاقب عليها القانون فقط كان يسعى وراء رغباته الجامحة. ذهب رجب، إلى أحد محلات بيع الملاس الحريمي للمحجبات، وقف أمام البائع، وأشار له بيده أنه يريد شراء نقاب وجلباب أسود اللون، حينما سأله التاجر عن مقاس هذا النقاب والجلباب، تلعثم رجب، وأصيب بحالة من القلق، لكنه سرعان ما تماسك ، وقال أنه لزوجته وهى فى نفس طوله، وبالفعل أحضر له التاجر أدوات جريمته، النقاب والجلباب الأسود، وذهب به لمنزله، ولكن قبل أن يذهب اتجه لمستشفى الرمد للتأكد ان هناك فتيات كثيرات وزحام فى هذا اليوم كي يطمئن قلبه أن عمليته سوف تنجح ولا تلزم التأجيل، وبالفعل ارتدى الشاب ملابسه، كانت عيناه تفضحه من تحت النقاب، فهى لا تدل على أنوثة، نظراته كانت حادة، لا يجيد التمثيل، كما أن طريقة سيره توحى بأنه رجل، لم يشعر هذا الشاب بنفسه فقط، ماكان يسيطر على عقله جريمته وشهواته. دخل ناحية الزحام، وقف فى الطابور، انتظر فتاة جميلة ووقف خلفها، تارة يضع يده وكأنه يتكيء على الفتاة مدعيا عدم قدرته على الوقوف نظرا لمرضه، وتارة اخرى يلمس اجزاء حساسة من جسدها، وحينما يشعر أن الفتاة او السيدة بدأت تشعر بالملل او بالريبة فيه يبتعد ويذهب إلى مكان آخر. فى المرة الأخيرة وقف إلى جانب فتاة، وظل يضع يده ويتحسس أجزاء من جسد الفتاة بطريقة مريبة. نظرت له الفتاة، لمحت عيناه، ارتابت فى أمره، علمت أنه رجل وليست بأنثى، امسكت بيده، وبالفعل اليد ليست يد انثى، أبلغت الأمن الإداري وصرخت، وعلى الفور هرع الأمن وأمسكوا به، وتم إبلاغ رئيس مباحث قسم شرطة أول دمياط، الرائد معوض محمد، ومعاونيه النقيبين، محمد حمادة ومينا لبيب، وتم ضبط المتهم وتحرر محضر بالواقعة، حمل رقم 1729 جنح قسم شرطة دمياط، وأمر اللواء طارق مجاهد مدير امن دمياط بإحالته إلى النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق. واعترف المتهم بجريمته، وقال انه نادم على ما اقترفه من جرم فى وقت سيطر فيه الشيطان وتملك إرادته وشل تفكيره عن الصواب فقط كان يفكر فى التحرش والشهوة ولم يفكر في أي شيء آخر غير ذلك، ثم ظل ينظر حوله وكأنه يخشى نظرات الناس حتى تم ترحيله وإعادته إلى الحبس.