البعض منا يتمسك بالقشور ويترك الجوهر، مثلا الاختلاف في حلق الشارب أم اللحية، يطول الجلباب أم يقصر، والأمثلة في ذلك كثيرة، يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: »إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا إلي اموالكم، ولكن ينظر إلي قلوبكم واعمالكم »رواه مسلم»، والأصل في خطاب القرآن موجه إلي القلب والضمير، وعلي ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة، أما الضمير فهو قدرة الإنسان علي التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صوابا، بين حق وباطل وهو الذي يؤدي إلي الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الشخص مع قيمه الأخلاقية. أين كان ضمير المتسبب في حادث القطار بمحطة مصر الذي أودي بحياة 22 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين في حريق هائل نشب من اصطدام جرار القطار ب»صدادة حديدية»، لقد وجدت آثار مخدر »الاستروكس» لدي عامل المناولة المرافق للجرار، كما ثبت ذراع السرعة في وضع التشغيل علي سرعة 120كم، أين الضمير؟ أين الشعور بالندم والضمير وصف وكلمة تجسد كتلة ومجموعة من المشاعر والأحاسيس التي غابت في هذا الحادث، لقد أصبح بعض الناس يجهلون المبادئ والقيم التي تحكم الإنسان وتأسره ليكون سلوكه جيدا مع الآخرين، باختصار الضمير هو ميزان الحس والوعي عند الإنسان لتمييز الصح من الخطأ، وحين يموت الضمير يصبح كل شيء مباحا مثل قول الزور والخيانة والقتل وترويج الشائعات لضياع أسر ووطن والسكوت عن الحق، حين يموت الضمير تغفو العقول وتثور الأحقاد، ويصبح صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين لا تبصر وصاحب أذن لا تسمع، وقلب لا يدرك، وأضحي الضمير متراخيا أو نائما أو مات وهذا ما نعاني منه الآن.. اتمني من الله عز وجل أن نكتشف انفسنا ونحاسبها، لكي يظل ضميرنا مستيقظا لا يغفو حتي نبني ونعلو ونكون أفضل الأمم.