كلما ضعفت النفس استسلمت للخرافة ، وكلما ضعف الايمان استسلم الانسان للشيطان. علي هذا الوتر يعزف كل الدجالين الذين يجدون في الجهل بيئة صحية لنمو نشاطهم وازدهاره. في السطور التالية نتعرف على رحلة صعود اثنين من الدجالين اعتادوا بيع الوهم للبسطاء ..ونتابع ايضا رحلة سقوطهم في قبضة العدالة. دجال العوانس دجال خطير إدعى قدرته الخارقة على فك المربوط وجلب الحبيب وعلاج المريض، وتزويج العوانس ، ولم يكتف بذلك بل كان يؤكد على قدراته الخاصة وصولاته وجولاته في عالم الدجل والشعوذة، كان مظهره المهيب مصدر رزقه، وكلامه المتناسق سلاحه في كسب ثقة زبائنه والتأثيرعلى عقولهم بزعم قدرته على تسخير الجان لحل كافة المشاكل الزوجية مما جعل النساء يقفن في طوابير من أجل مقابلته ولكن مباحث القاهرة كانت له بالمرصاد وألقت القبض عليه. محمد شاب في بداية العقد الرابع من العمر.. من أسرة بسيطة الحال بمنطقة البساتين حصل على الدبلوم وأخذ يبحث عن فرصة عمل يساعد بها أسرته فهو أكبر أشقائه لذا كان الحمل ثقيلًا عليه. بدأ عمله في محل عطارة وكان يخرج صباح كل يوم إلى العمل ويعود آخر اليوم مرهقًا من شدة التعب واستمر على هذا الحال عدة سنوات ولكنه لم يكن أبداً راضيًا عن حياته فهو شاب طموح كان يريد أن يصبح مليونيرًا في وقت قصير. لديه صديقين اسمهما سامح وعمرو كان يجلس معهما يوميًا ويقص عليهما كل أسراره.. وفي يوم ما اختمرت في ذهن محمد فكرة إدارة شقة لأعمال الدجل والشعوذة حيث المال الوفير وعرض الأمر على صديقيه ونجح في إقناعهما بأن يعملا معه وبالفعل قاموا باستئجار شقة وبدأ محمد في الإعلان على الفيس بوك بقدرته على حل المشاكل الزوجية والخلافات العائلية وقدرته على تزويج العوانس وبالفعل بدأ عدد كبير من المواطنين يترددون عليه حتى ذاع صيته وووصل لآذان ضباط المباحث. عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءًا بينما كان العميد عمرو عفيفي مدير مباحث الأحداث بالقاهرة يجلس داخل مكتبه وفجأة همس في أذنه أحد المصادر السرية وأخبره بأن هناك وكر للشعوذة والدجل بمنطقة البساتين يقوم بالنصب على المواطنين والإستيلاء منهم على مبالغ مالية بعد إيهامهم بقدرتهم على حل المشاكل وتزويج العوانس. معلومة خطيرة منذ بدايتها طلب مدير مباحث الأحداث من الضباط جمع أكبر قدر من المعلومات حول وكر الشعوذة وعندما تأكد الضباط من صحة المعلومات قاموا باستصدار إذن من النيابة العامة وداهموا المركز ونجحوا في القبض على المتهمين وعثر بداخل الشقة على كمية من الأحجبة وملابس مدون عليها آيات قرآنية وطلاسم غير مفهومة بالمداد الأحمر والأزرق وكمية من الزيوت ومستحضرات العطارة و3 هواتف محمولة خاصة بالمتهمين ومبلغ مالى. وبسؤال 5 سيدات قررن بحضورهن للشقة عقب إيهام المتهمين لهن بقدرتهم على حل مشاكلهم العائلية مقابل مبالغ مالية. وبمواجهة المتهمين اعترفوا بنشاطهم الإجرامى وحيازتهم للمضبوطات بقصد استخدامها فى أعمال الدجل والشعوذة للنصب على المواطنين وأن المبلغ المالى المضبوط بحوزتهم من متحصلات نشاطهم الإجرامى. فريق البحث اللواء أشرف الجندي اللواء سامي غنيم اللواء إيهاب الحفناوي العميد عمرو عفيفي ساحر أطفيح بالرغم من التقدم الهائل فى كافة المجالات، إلا ان هناك من يؤمن بالخرفات، يبدأ فى الاستعانة بدجال لحل المشاكل الصعبة والأمراض المستعصية بطريقة كبيرة، لدرجة أنها أصبحت مهنة العاطلين والباحثين عن الثراء والمال السهل، ودائماً ما يسقط فى هذا البئر "العوانس" وهذا ما حدث بمنطقة أطفيح بالجيزة، حيث قرر "دجال" الاستعانه بنجله من أجل كسب المال الأكثر، ومواكبة التطور الهائل، ليقوموا سوياً باصطياد ضحاياهم من "الفيس بوك" "محمد.ع" يبلغ من العمر 41 عام، يعيش بمنطقة أطفيح منذ نعومة اظافره، من الوهله الأولي قد تعتقد أنه انسان بسيط للغاية مكافح كالكثير من أمثاله، فالهدوء من أهم صفاته، ولكنه يرتدي هذا القناع، فبداخله نيران لا تهدأ، لا يفكر سوى بالمال وكيفة تحقيق القدر الأكبر من المال دون النظر للحلال أو الحرام، حتى جاءته فكرة شيطانية، والدخول فى عالم الدجل والشعوذة، ولكن كان الصعب فى دخول هذا المجال هو كيفية اصطياد الضحايا، وبعد رحلة طويلة من التفكير قرر الاستعانه بنجله واستخدام التكنولوجيا فى اصطياد ضحاياه، وبالفعل بدأ التخطيط . بعد رحلة طويلة من التخطيط قرر "محمد" أن يستهدف العوانس، وذلك لضعف نفوسهم وحلمهم بالزواج والتخلص من احاديث المقربين منهم، بدأ يعلن على صفحات الفيس بوك قدرته عن "رد الحبيب و تزويج العوانس والارامل والمطلقات، وفك الكرب وتحقيق الأحلام"، بدأ الكثير من النساء والعوانس الذهاب إليه، وكان أول خيوط الجريمة، فبكلامه المعسول المرتب أصبح الكثير من ضحاياه يقتنعون به، وكان بعد الحديث يطلب منهم تحويل رصيد أو ارسال مبلغ مالى على رقمه، وبالفعل نجح فى اصطياد الكثير من العوانس بعد ايهامهم بقدرته على تزويجهم خلال 30 يوم، فكان هو من يرد على رسائلهم وابنه يقوم بنشر الاعلان، وفى خلال أيام قليلة تربحوا الكثير من وراء تلك الفعله، فالطمع جعلهم ينشرون الاعلانات أكثر، حتى جاءت بداية النهاية لهم. أستمر الدجال ونجله فى ايهام الضحايا بقدرتهم على تفسير الاحلام و تزويج العوانس وتحقيق الامانى، وكانت وقتها رجال الشرطة يرصدون أفعالهم، لتبدأ التحريات السرية التى أكدت أن المتهم يقوم بنشر اعلانات على صفحات الفيس بوك، يؤكد فيها قدرته على تحقيق كل شئ مقابل الحصول على المال، بالاستعانه بالوسائل الحديثة، تمكنت القوات من تحديد مكان المتهم، لتنطلق قوة من الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، بالاشتراك مع مباحث الجيزة، وبعد دقائق معدوده من تحديده بدأت رحلة الرصد، التى أكدت تواجد المتهم "الدجال" داخل مسكنه . جاءت ساعة الصفر فأنطلقت القوات ونجحت فى مداهمة مسكنه، حاول الدجال الهروب من القوات ولكن كانت محاولة فاشلة، وبتفتيش المنزل عثرت القوات على " ضبط جهاز هاتف محمول ، بفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات المشار إليها، كما تم العثور على كتاب لتفسير الأحلام وأوراق تحتوى على طلاسم خاصه بأعمال السحر والشعوذة، يقوم بإستخدامها مع المترددين عليه والمتواصلين معه عبر شبكة الإنترنت" . دقائق معدوده وكان المتهم داخل مكاتب الادارة لمناقشته، أنكر فى البداية التهمه الموجه إليه، حاول السيطرة على اعصابه، يرفض الحديث مع الضباط يكتفى بتصويب نظرات حاده للمتواجدين، ولكن بعد الضغط عليه انهار المتهم وبدأ جسده يرتعش، ويعترف بإرتكابه الواقعة بالإشتراك مع نجله، بقصد النصب وإيهام المتعاملين معه عبر شبكة "الإنترنت" بقدرته على ممارسة السحر، وذلك بغرض الإستفادة منهم مادياً، وتم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق .