هل يمكن أن يضع الإنسان حياته محك تجريب في »بالتة» ألوان فارغة، فيعطي كل موقف يعيشه دفعة لونية سيميائية بحتة؟ فاللون الأصفر هو لون لحظات طفولية بريئة، عاش فيها طفولته منقادا بكل حواسه الناعمة، إلي قبعة صفراء أو لعبة باللون الأصفر أو أقلام كارتون شخصياته صفراء مثل( تويتي)! أو ربما يعيش الإنسان مرحلة طفولية شرسة لا يتذكر فيها سوي لون أسود وآخر أحمر قاتم، وغيرها من الألوان التي تنبع من أرض رمادية ضحلة، تلعب دورا مهما في حياته، فإما أن يحياها ويختلق حياة جديدة يعزف أوتارها بنفسه، يستقبل كل معانيها في أغنية يستمتع بها حتي تنتهي، أو حين ينهيها بنفسه، أو يكتفي (بكوبليه) واحد، أو يأخذ من المذهب الأول من الأغنية بداية جديدة ل(كوبليه) آخر يحبه، فما عليه إلا أن يضع الضوابط والقواعد لحياته كي يعلمها كيف تسير حتي من دونه، ربما تكون هذه الضوابط في قوانين أو معادلات، وقد تكون ألوانا يعرف كيف يستخدمها مفردة، ومتي ينبغي مزجها بغيرها. وعليه فإنه يجب أن يضع سلما لحياته يصنعه بنفسه، ويتعلم كيف يصعد إليه، ويُعبّر بريشته علي الدرجات، يعلمها كيف تتخذ لونا يصمد حتي تنتهي مرحلة من حياته، فينتقل إلي درجة أخري بلون آخر. مثلما صنع جورج ماي في سلمه الافتراضي من الألوان المعبرة، وجعلها رمزا عن العلاقات الجامعة والسيرة الذاتية، وحددها حسب مدي حضور أو غياب التجارب الحقيقية في النصوص، وعلي أساسها يمكن للقارئ أن يقرب في المعني ما بين الرواية والسيرة الذاتية. ووضع اللون البنفسجي للرواية التاريخية، والأزرق لروايات السيرة بضمير غائب، والأخضر لروايات السيرة الذاتية بضمير المتكلم، والبرتقالي للسيرة الذاتية باسم مستعار. علي نفس النمط يستطيع الإنسان أيضا أن يضع رموزا للتقريب ما بين الأحداث في روايته، والتكوين الداخلي في سيرته الذاتية، فيعرف متي يمكن لشخصه أن يتمثل في سيرة ذاتية متفردة، يدمجها بلون الشمس الأصفر، ومتي يسرد حياته في رواية ترصد أشخاصا مروا به، وكل يمثل بطلا له فصل منفرد يستحق السرد. يجب علي الإنسان أن يعرف متي يكون نفسه، ومتي يتنفس بهوية الآخرين! ضحي محمد السلاب ثالثة إعلام آداب المنصورة