السفير المصري: غياب السينما المصرية عن المهرجان مؤسف ومحزن علي مدار 10 أيام، شاهد جمهور الدورة ال69 من مهرجان برلين السينمائي عددا ضخما من الأفلام في الأقسام المختلفة؛ ويتنافس 17 فيلما للفوز بجائزة الدب الذهبي والفضي علي رأسهم الفرنسي فرانسواوزون، والبولندية اجنيسكا هولاند والصيني تسانج ييموكما ينتظر فوز المخرج الصيني وانج كوان أن الحاصل علي الدب الذهبي عام 2017 وكذلك المخرج التركي أمين البر وسوف يتم إعلان جوائز هذه الدورة في حفل الختام الذي يقام غدا. أقيم أول أمس الخميس حفل تكريم النجمة شارلوت رامبلينج الذي يكرمها المهرجان هذا العام وقام مدير المهرجان بمنحها جائزة الدب الذهبي. وشهدت المسابقة الرسمية افلاما تركزعلي المثلية الجنسية مثل الاسباني »اليز ومارسيلا» والنمساوي »الأرض تحت قدمي» والاسرائيلي »مرادفات» الذي حظي باهتمام غريب من إدارة المهرجان حيث تم تخصيص 8 عروض له وهو أكبر عدد خلال فعاليات المهرجان، بينما اختفي العرب تماما من المسابقة الرسمية وتقتصر المشاركة العربية علي المنتدي ومسابقة مواهب برليناله؛ وركزت أفلام أخري علي سيطرة رجال الدين علي المجتمع والدولة أيضا مثل »فيلم بإذن الله» الذي يتحدث عن فضيحة القساوسة المتهمين باغتصاب الأطفال وهو مأخوذ عن قضية حقيقية؛ بينما قدم فيلم »باترونيا» شكلا مختلفا لرجل الدين في دول البلقان من خلال القس الذي أراد تغيير شهادته لتهدئة الرأي العام حول مشاركة إمرأة في مسابقة ضمن أعياد الميلاد لتركز المخرجة علي نظرة رجال الدين للمرأة وحقوقها في مجتمعاتهم. »من تظنني؟» للنجمة جوليت بينوش كان يمكن أن يكون الرابح الأكبر هذا العام بعد الزخم والاشادة الكبيرة التي حصل عليها من الجمهور والنقاد، ولكنه للأسف يعرض في القسم الرسمي خارج المهرجان وذلك لتولي بطلته رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية؛ أداء جولييت مازال يبهر الجميع وجمال القصة والتصوير جعله الفيلم المفضل لكثير من المشاهدين لتغرد بينوش بهذا الفيلم الرومانسي الحالم خارج سرب العنصرية والإرهاب والحرب الذي سيطر علي باقي أفلام المهرجان؛ أما النجمة كاترين دونوف ربما استطاعت ان تختار دورا مناسبا لسنها وشخصيتها في فيلم »وداعا لليل» حيث قدمت دور الجدة التي تحاول منع حفيدها من الانضمام لداعش بعد احداث »شارلي ابدوا» الارهابية في فرنسا، ولكن المستوي الفني الضعيف للفيلم سواء للسيناريو أم الاخراج لم يساعدها في الرجوع لابهار جمهورها مرة أخري. منافسة قوية تشهدها المسابقة الدولية، بين أفلام من عدة دول منها فرنسا وبولندا والصين ومنغوليا ومقدونياوالنمسا وأسبانيا بينما تشارك المانيا ب 6 أفلام سواء بانتاج كامل أوالمشاركة في الانتاج أهمها فيلم الافتتاح »عطف الغرباء» في عرضه العالمي الأول ولكنه لم يحظ بتقييم مرتفع من النقاد وجاء في آخر القائمة. تدور أحداثه حول لقاء بين أربعة أشخاص في شتاء نيويورك البارد؛ وفيلم »قصة 3 اخوات» للتركي أمين البر انتاج مشترك بين ألمانيا وتركيا، حصل علي إشادة دولية من النقاد والجمهور، وظهر بوضوح من خلال نفاذ تذاكر الفيلم؛ وتدور أحداثه حول 3 فتيات يخضعن لحكم صارم من والدهن بقرية في جبال الأناضول، ومع مرور الوقت تموت كل احلامهن بحياة أفضل، لكن تبقي إرادتهن في الاستمتاع بالحياة في ظل الظروف الوعرة المحيطة بهن. »باترونيا» للمخرجة تيونال ميتفسكا من مقدونيا، يأتي في المركز الثاني بعد الفيلم التركي، ليمثل انطلاقة قوية لسينما دول البلقان؛ تدور قصة الفيلم حول باترونيا وهي فتاة تبلغ من العمر 33 عاما تعاني من السمنة والبطالة ولم تنجح في إقامة علاقات عاطفية، ومن ناحية أخري تساعد والدتها بشكل غير مقصود في كسر ثقتها بنفسها مما يجعلها تبحث عن أي انتصار ولوصغير في حياتها. »مدينة الاشباح» فيلم كندي للمخرج دينيس كوت وتدور قصته حول مدينة صغيرة تستيقظ علي نبأ انتحار احد شبابها مما يسبب صدمة للجميع بل ويبدأ الموتي » الغرباء» في الظهور في القرية من جديد مع الاحياء. »اوندوج» فيلم من مانجوليا للمخرج وانج كوانان، استطاع المخرج تقديم فيلم جيد عن هذا المجتمع المنغلق باستخدام اسلوب تصوير رائع وسيناريو بسيط. »بيرانا» قدم كلوريوجوفاني فيلم رائع عن دائرة العنف وانتشار جماعات المافيا والسلاح في نابولي من خلال رصد واقع السباب والبيئة المحيطة بهم. »كنت في المنزل ولكن» فيلم انضم لقائمة الافلام الالمانية المشاركة هذا العام، والتي قرر رئيس المهرجان ديتير كوسليك زيادة عددها بعد انتقادات عديدة تلقاها الدورة السابقة لغياب التمثيل الالماني المشرف في المهرجان، وفيلم »الارض تحت قدمي» لماريا كروتزر ويمثل النمسا وتدور قصته حول اختين تعاني الكبري من مرض عقلي بينما تنغمس الصغري في دائرة عملها لترتبط بعلاقة عاطفية بمديرتها وتجد نفسها مع الضغط تعاني من هلاوس تهدد مستقبلها الوظيفي؛ »سيستم كراشر» للالمانية نورا فينجيسشيد هوالفيلم الروائي الطويل الاول لها، وقررت ان تقدم من خلالها تأثير غياب الام عن طفلتها بسبب عشيقها؛ »مستر جونز» فيلم بولندي لاجانيس هولاند تدور قصته في عصر ستالين وكيف استغل جميع الموارد الاوكرانية لتصدير صورة عن قيام الثورة الصناعية في روسيا للغرب من خلال روايات كاذبة تورط بها ساسة كبار علي المستوي الدولي ؛ »جياد مسروقة» الفيلم السويدي الوحيد في المسابقة لهانز مولاند وتدور قصته حول علاقة اب بأبنه في الستينات، وعلي الرغم من الطول المبالغ فيه للاحداث الا ان الفيلم يتمتع بمميزات فنية كثيرة من ناحية التصوير والموسيقي التصويرة واختيار الابطال والاخراج، »مرادفات» فيلم اسرائيلي يحاول ان يخاطب الشباب الناقم علي دولة اسرائيل والذي يحاول الهروب دائما للدول الاوروبية بحثا عن مستقبل أفضل، من خلال شخصية شاب يحاول الحصول علي الجنسية الفرنسية وعرض الصعوبات التي تواجهه. هذا ليس الفيلم الاسرائيلي الوحيد في المهرجان حيث يعرض فيلم آخر في القسم الرسمي خارج المسابقة وهو »الجاسوس» والذي تدور قصته حول منظمة يهوديه تعمل علي تجنيد عميله سريه لتنفيذ عمليات ارهابية في ايران، ولكنها تقع في حب رجل الاعمال الايراني وتقرر الانفصال عنهم. »اليزا ومارسيلا» هو المشاركة الرسمية الاولي لنتفلكس في المهرجان، وذلك بعدأن قرر المهرجان تجديد شبابه وينفتح علي الابداعات المختلفة وهومأخوذ عن قصة حقيقية لاول زواج رسمي بين إمرأتين في اسبانيا واجهن المجتمع وانتهي بهن المطاف للعزلة في قرية صغيرة؛ »بإذن الله» لفرانسوا أوزون مثير ومختلف عن اعماله السابقة ويتناول الآثار المترتبة علي الاعتداء الجنسي علي الاطفال من قبل رجال الكنيسة في ليون، وفشل الفيلم في الحصول علي اشادة النقاد بسبب طول مدته وتسلل الملل للمشاهدين من خلال سرد احداث مبالغ فيها، »القفاز الذهبي» لفاتح أكين الذي يعتبرأحد أفضل المخرجين في ألمانيا وأوروبا وتدور قصة الفيلم حول قاتل متسلسل يطارد أتعس نساء هامبورج في السبعينيات. وعلي هامش فعاليات المهرجان، اقام السفير المصري في المانيا، بدر عبد العاطي، حفل استقبال للوفد الاعلامي المصري المشارك بمهرجان برلين والذي ضم ممثلي الصحف القومية» اخبار اليوم والاهرام والجمهورية» وقناة نايل سينما ومواقع الكترونية وأشاد بدور الاعلام المصري في التواجد في هذه الفعاليات وقال أنه من ناحيته يعمل علي ان تكون السفارة المصرية خير ممثل للدولة في ألمانيا حيث تم استعارة العديد من الاعمال الخاصة بمتحف الفن الحديث لعرضها في السفارة ومستنسخات من اثار مصرية يتهافت الاجانب علي رؤيتها. واعرب السفير بدر عبد العاطي عن اسفه لغياب المشاركة المصرية في مهرجان برلين السينمائي وقال أن مصر من الدول الرائدة في مجال صناعة السينما منذ عقود ومن المؤسف عدم وصول اي عمل مصري للمشاركة في المهرجان وسط مشاركة دول اخري عديدة.