تنطلق فعاليات الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائى، مساء اليوم، والتى تستمر حتى 17 فبراير، بمشاركة نحو 400 عملا سينمائيا، منها 31 عرض أول من مختلف أنحاء العالم، ووسط حضور إعلامى كبير يتم العرض الأول لفيلم الافتتاح الدنماركى "تعاطف الغرباء"The Kindness of Strangers.، عبر عرضين الأول فى الثانية عشر، والثانى فى الثانية والنصف ظهر اليوم. الفيلم من تأليف وإخراج الدنماركية لون شيرفيج، وبطولة زوى كازان ، طاهر رحيم ، جاى بروشيل، بيل ناى، وشارك فى إنتاجه كندا والسويد وفرنساوألمانيا ،بينما أحداثه تدور بين تورونتو وكوبنهاجن ونيويورك، حيث يصور موضوعا يتمحور حول مجموعة من الأشخاص يكافحون مع من أجل البقاء فى مدينة نيويورك فى ظروف صعبة ومتشابكة. ففى إطار من الرؤية الدرامية المعاصرة من الضحك والحب والاندماج الانسانى نتتبع مجموعة متباينة من الشخصيات، وكلها بطريقتها الخاصة تكافح من أجل البقاء فى شتاء مدينة نيويورك، التى تجد الضحك والحب واللطف فى بعضها البعض. فيما تشهد المسابقة الدولية صراعا ساخنا بين عشرين فيلما تتناول عديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية مما يُعطى الدورة ال69 طابعا مميزا يترقبه عشاق السينما من مختلف أنحاء العالم، والتى تشكل ضربة سينمائية ثلاثية الأبعاد من حيث العروض الاولى، والتجارب المثيرة للدهشة فى طرحها، والقصص الملهمة بأحلامها واوجاعها والتى تتنفس معها الشعوب نفسها تترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان النجمة الفرنسية جولييت بينوش، والتى تضم ايضا الناقد الامريكى جوستين تشانغ ، والالمانية ساندرا هولر، المخرج الشيلى سيباستيان ليليو ، الخبير الامريكى راجندرا روي. «وداعًا ليلاً» من أفلام المسابقة "وداعًا ليلاً" للمخرج اندريه تشينيه "فرنسا / ألمانيا" بطولة كاترين دينيف، واولايا امامرا، ويطرح الفيلم عبر أحداثه سؤالا شائكا هو ما الذى يمكن عمله عندما يصبح الشخص الذى نحبه أكثر عدواً للجمهورية؟ هذه هى معضلة موريل التى تجسدها دينيف التى تواجه اختيار حفيدها أليكس الذى قرر مغادرة فرنسا للانضمام الى جماعة ارهابية ، التغيير الكامل غير مفهوم لجدته التى وجدت نفسها واقعة فى مأزق ازاء حبها لحفيدها وقلقها العميق، وقالت انها يجب ان تقرر اتخاذ خطوة جذرية مثيرة للدهشة. أيقونة السينما الفرنسية كاترين دينيف تعمل مرة أخرى تحت إشراف أندريه تيشينه لفيلم من شأنها أن تكون فيه أكثر اثارة بمضمون الدور والفكرة والأداء حيث يصادف "وداعا ليلا" هو التعاون الثامن التعاون بين الممثلة والمخرج، وقدما من قبل أفلام "موسمى المفضل ، ولصوص ، وموعد لقيصر". بينما يأتى قسم البانوراما احد اهم اقسام المهرجان ليعرض 45 فيلما من 38 دولة، إذ يعرض فى افتتاح القسم فيلم "أرض مستوية " للمخرجة جينا باس، انتاج جنوب افريقيا ولوكسمبوج، وهو يحكى قصة عن جنوب أفريقيا، من خلال شخصية «با» التى تتحول مجرى حياتها إلى الأبد عندما تتلقى دعوة لطلب المساعدة من بيلي، الحب المفقود فى حياتها الذى أعيد اعتقاله مؤخرًا بتهمة القتل. تعود إلى مسقط رأسها بوفورت ويست، فى قلب المشهد السريالى فى شبه الصحراء فى كارو ، وتتعلم بسرعة أن هذه الحالة ليست بسيطة كما تفكر. الجانى الحقيقى لهذا القتل العرضي، امرأة خجولة مؤلمة تدعى ناتالى تفر من بلدتها الريفية الصغيرة على ظهور الخيل وتنسجم مع صديقة طفولتها لتجاوز فيلم بمثابة رحلة لاكتشاف الذات لهؤلاء النساء الثلاث اللواتى كن يئسين بشكل متساوٍ، اللواتى يرسمن صورة حية وفريدة للأنوثة على أرض حدودية معادية ويتساءلن ماذا يعنى أن تكون امرأة فى جنوب أفريقيا المعاصرة والعالم بأسره يعيش حياة اخرى. «نائب» كما يعرض المهرجان داخل قسمه الرسمى خارج المسابقة فيلم "نائب" للمخرج ادم مكاى الذى يروى السيرة الذاتية لأشهر نائب فى تاريخ السياسة الأمريكية وهو ديك تشينى الفيلم على مدى 132 دقيقة، يتتبع تشينى منذ أيامه الأولى كمسئول فى ولاية وايومنج، والذى يخضع لأهواء زوجته «لين»، التى تلعب دورها الممثلة إيمى آدام، لإجباره على حياة مهنية أكثر احتراما، إلى انتقاله فى إدارة نيكسون ليعمل فى النهاية كنائب للرئيس جورج دبليو، وقد مزج بشكل مثالى بين لحظات دراماتيكية ساخنة ورومانسية واخرى فانتازيا، حيث يجسد الممثل كريستيان بيل «تشينى» كسياسى متعطش للسلطة على استعداد للتضحية بأى شىء حتى أفراد عائلته وشخصية انتهازية متآمرة تدفع بوش إلى حرب غير مدروسة فى العراق، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ليظل فى المكان والوقت المناسبين، لفترة كافية لتدمير المكان بالكامل عندما أتيحت له الفرصة، حتى يمتلك نفوذا كبيرا، لدرجة أنه يقود الولاياتالمتحدة إلى واحدة من أكثر الحروب كارثية فى التاريخ الأمريكى. كما تناول أيضا قصة الحب بين تشينى وزوجته فى عدة مشاهد، من بينها مشهد يخوض فيه ديك ولين حوارا على الطريقة الشكسبيرية للتخطيط للخطوة التالية فى تاريخه المهنى، وهى التى كانت تمثل له القوة الدافعة لتأثيره فى وظيفته، ويظهره العمل ايضا فى لحظات رقيقة مع ابنته المثلية مارى «اليسون بيل». «المشاركة العربية» تقتصر المشاركة العربية على مجموعة صغيرة من الأفلام التى تشارك بالأقسام الموازية وبالتحديد فى عروض " المنتدى " منها فيلم. "وردة" للمخرج اللبنانى غسان سلهب"، و"الخرطوم اوفسايد" للمخرجة السودانية مروة زين. وتدور أحداث فيلم "وردة" عن رسائل الناشطة البولندية روزا لوكسمبرج التى كتبتها لصديقها الذى قتل فى الحرب العالمية الأولى. أما فيلم "الخرطوم اوفسايد" فيتناول قصة فريق كرة قدم نسائى فى السودان يواجه العديد من المواقف الصعبة ليس فقط على المستوى الإجتماعي، ولكن أيضا على مستوى الأحداث السياسية والاقتصادية. فيما يمثل الفيلم الايرانى القصير «الوشم» (تتو) للمخرج فرهاد دل آرا، ايران فى الدورة التاسعة والستين لمهرجان «برلين» السينمائى الدولي. وكشفت أمانة المهرجان عن قائمة الأفلام المشاركة فى قسم «جنراسيون» أو «الجيل» لهذه الدورة من المهرجان وتم اختيار أفلام هذا القسم بين حوالى ۲۵۰۰ عمل وسيتم عرض اجمالى 62 فيلما قصيرا من 36 دولة ضمن فعاليات هذا القسم. ويعتبر قسم «جنراسيون» أو «الجيل» احد الاقسام الرئيسية والتنافسية للمهرجان.