قصة الملكة حتشبسوت يعتقد أن الملك تحتمس الثاني وهو الأخ غير الشقيق لحتشبسوت وزوجها قد توفي عام 1505 ق.م. وقد حكم ما يقرب من 15 عاماً وهناك بعض العلماء يعتقدون أنه لم يتعد العام التاسع وآخرون يعتقدون أنه عاش حتي العام الثامن عشر أي حوالي 1502 ق.م. لم يتم العثور علي مقبرته حتي الآن بوادي الملوك ويعتقد أن مومياءه الموجودة بالمتحف المصري تخص هذا الملك وقد عثر عليها بخبيئة المومياوات بالدير البحري والتي عثر عليها عائلة عبد الرسول عام 1871 ونقلت إلي القاهرة عام 1881 ويعتقد أنه قد أصيب بمرض جلدي ومات قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره وعموماً سوف نتحدث عن مومياء الملك تحتمس الأول والثاني وذلك بعد أن تمت دراستها عن طريق المشروع المصري لدراسات المومياوات الملكية. وقد قامت حتشبسوت بإعداد الطقوس الجنائزية مثل ما تم لأبيها في معبده الجنائزي وهو المعبد الذي أمر الملك بتشييده لنفسه في شمال مدينة هابو. ولم يعثر العلماء علي أي نقوش داخل هذا المعبد يشير إلي حتشبسوت وقد يكون السبب في ذلك هو التدمير الذي لحق بالمعبد، ولكن نجد أن الملك تحتمس الثالث قد ترك فيه آثارا لقيادته هو كإله ويمثل أنه قد قام بطمس وتدمير كل ما يتعلق بالملكة وسوف نعرف بعد ذلك أن موضوع قيام تحتمس الثالث بتدمير آثار حتشبسوت ليس له أي دليل من الصحة وذلك من خلال الدراسات التي قمنا بها علي المومياوات التي ترجع إلي هذا العصر. وقد عثر داخل هذا المعبد علي وجود تمثال يخص »الكا» لتحتمس الثاني ويعتقد أنه من الصعب معرفة من وضع هذا التمثال هل هي حتشبسوت أم تحتمس الثالث ولكن لدينا أدلة علي اعتناء حتشبسوت بطقوس دفن زوجها وخاصة لوجود هذه الأدلة داخل معبدها الجنائزي بالدير البحري فنجد تحتمس الثاني مصورا في الحجرة الأولي قبل المحراب وهو يدخل من ناحية الغرب أي من مجلس الموتي وفي جهات أخري نجده ممثلاً وهو جالس في جنبه إله علي وشك تلقي القرابين وقد أشارت بذلك العالمة سوزان سابتية. ومن المعروف أنه طبقاً للعادات والتقاليد الفرعونية في توريث الحكم وخاصة لأن الملك تحتمس الثاني والملكة حتشبسوت لم ينجبا وريثا للحكم ذكرا شرعيا وذلك كان علي كبري الابنتين الملكيتين (نفرو رع) أن تتزوج من الابن غير الشرعي وهو تحتمس الثالث وتم ذلك بعد وفاة تحتمس الثاني، أما تحتمس الثالث فهو ذلك الابن الشاب الذي لم يكن يتمتع بالسلالة الملكية أو كما يطلق عليها البعض السلالة الشمسية التي تمنحه الحق في وراثة عرش البلاد بصفته الفرعون القادم. وهناك بعض العلماء الذين يعتقدون أن الملكة حتشبسوت هي التي أعدت هذا الزواج وذلك علي الرغم من عدم وجود دليل أثري أو نص يؤكد هذا الزواج وخاصة لأن نفرو رع لم يتم وصفها كزوجة للملك ونراها دائماً تصور كشابة صغيرة ولم تصور في هيئة ملكة إطلاقاً ولكن العلماء قد خمنوا هذا التصور لأن ذلك هو التقليد الذي يتبعه الفراعنة في هذه الحالة بل وهناك البعض يري أن هذا الزواج قد تم تصويره صورة لأسباب سياسية، عموماً فقد كانت هذه هي الخطوة التي اتبعتها حتشبسوت لكي تتقلد مقاليد الحكم نيابة عن هذا الأمير الصغير غير الشرعي.